كفى متاجرة أو "بهررة" بشعار "الوحدة أو الموت" على أبناء الجنوب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لمن يقولون إن الجنوبيين انفصاليون أقول لهم إن من حمى أمهاتكم في صنعاء من أن يأخذها الملكيون سبايا في حصار السبعين يوما لصنعاء (ديسمبر 1967 - فبراير 1968) هم الجنوبيون تحديدا. وأنا الجنوبي مع آلاف الجنوبيين الأبطال وأبناء المناطق الوسطى تدافعنا - آنذاك - تطوعا لنحمي صنعاء من السقوط في أيدي الملكيين المدعومين من "آل سعود" دفاعا عن الثورة والجمهورية وحمينا الثورة والجمهورية كما حمينا أمهاتكم من السبي في حرب السبعين يوما (كان الإمام البدر بن أحمد حميد الدين أفتى بإباحة صنعاء ونسائها لمن يحتلها من الملكيين والمرتزقة الأجانب).
كما كنا - نحن الجنوبيين - من أوائل دعاة الوحدة، والذين ناضلوا بإخلاص في سبيل تحقيقها. وشخصيا تم اعتقالي مرتين في سجون الشمال لأسباب تتعلق بقضية النضال من أجل الوحدة.. بل، ووقفت إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح وجيشه مثلما وقف – أيضا – عبدربه منصور هادي وقواته الجنوبية معه دفاعا عن الوحدة ضد أبناء جلدتنا في الحزب الاشتراكي اليمني وألوية الجنوب العسكرية التابعة له في حرب صيف 94م. وما كان لجيش علي عبد الله صالح ومليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح أن تكسب تلك الحرب لو لم تشارك قوات الرئيس علي ناصر الجنوبية بقيادة قائد محور البيضاء ثم وزير الدفاع العميد الركن عبدربه منصور هادي، ولا داعي للحديث عن بطولات وشجاعات اجتحتها قوات علي عبد الله ومليشيات "الإصلاح" في تلك الحرب.. و"خلوا الطبق مستور" أفضل لكم!
.. لكن غدر علي عبد الله صالح وغدر حزب التجمع اليمني للإصلاح، وحنثهم بالعهود، فضلا عن إقدامهم على نهب ثروات الجنوب والاستيلاء على أراضي الجنوبيين واعتبارها أملاكا شخصية، وفرضهم مواطنة غير متساوية داخل عدن وبقية مناطق الجنوب وغبن كل حقوقهم تقريبا، هو ما دفع بأبناء الجنوب إلى الكفر بالوحدة التي سعوا إليها مخلصين.
نصيحتي للمزايدين من "الوحدويين الجدد"، وبخاصة الذين "يقفزون حتى الزبان" ويهددون صبح ليل بـ"الوحدة أو الموت" عليهم أن يصمتوا وحسب..
ليقرر أبناء الجنوب - وحدهم - مصيرهم وموقفهم من الوحدة دون إكراه أو "بهررة"، أو تدخل.
إن من يرون في أنفسهم أنهم ضنينون بالوحدة، ويريدون الوحدة لوجه الله والوطن، بخاصة أولئك المزايدون الطامعون من بعض قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح ومن تبقى من أزلام علي عبد الله صالح، عليهم أن يتوحدوا - أولا - مع أبناء جلدتهم ومذهبهم من الحوثيين (أنصار الله) بدلا من أن يتوعدونهم بالترحيل خارج وطنهم إلى إيران تنفيذا لرغبة "آل سعود".
وأمّا الذين "يعشقون" الوحدة طمعا في البسط الشخصي على أراضي الجنوب الواسعة وثرواته الكثيرة.. أنصحهم بأن يقوموا بتحرير الأراضي التي احتلها "آل سعود" واقتطعوها من أراضي الشمال منذ عدوانهم العسكري الأول فيما بين عامي 1932- 1934م في عهد جدهم الإمام يحيي حميد الدين، وواصلوا في عهد الجمهورية ثم في عهد الوحدة اقتطاع الأرض بعد الأرض تباعا حتى جاء زعيمهم "الوحدوي" وتنازل لـ "آل سعود" عن الأراضي المحتلة ومن عليها رسميا في العام 2000..
علما أنها أراضٍ واسعة شاسعة وخصبة جدا، وهي تساوي في مساحتها مساحة اليمن الشمالي، بل وأكثر قليلا.. فلماذا لا يحررونها ويقيمون الوحدة معها وعليها؟.. فيكسبون ثواب تحرير أراضٍ وطنية محتلة، ويكسبون أراضٍ جديدة.
ختاما.. كفى كذبا ومراوغة ومتاجرة بالوحدة، وإياكم والتمادي في خداع بسطاء الناس الطيبين بشعار "حق يُراد به باطل"..
|