[نزار السنيدي]

عندما سقط بن فريد
على " الحكماء " من قيادات الجنوب الذين يقراون جيدا المشهد السياسي الإقليمي والدولي ان يتوزعوا الأدوار فيما بينهم على المساحات الشاغرة بتعقل وذكاء وحكمة ومهارة ... بعيدا عن " المزايدة " و " الانتهازية " ...والادعاء بالواحدية الوطنية ...ان الجنوب بحاجة ماسة إلى رجال لا يرون أنفسهم ولا مصالحهم الشخصية ولا يفكرون فيها مجرد التفكير , إنما يرون مصلحة هذا الشعب البطل ولا شئ غير ذلك ( مقتطف من مقال لبن فريد)
مادفعني للكتابه بهكذا عنون مقلوب, هو ما قراءته مؤخرا عن الكثيرون سوى همسا او بصوت عالي , ان بن فريد قد سقط او قد تفدرل, لانه كما يقولون انفصل عن البيض, وعن مبدى الاستقلال, ما لبث البعض الا ان ينبش في اصول الرجل وخلفياته السياسيه , ومرجعيتيه الرابطيه, لينال من تاريخه , ليقراء ما يريد ان بقرائه
ما اعجبني بهذا المقال الكبير في ما احتواه, العميق في مدلوله, الناجم عن التحول الفكري العميق في فكر الرجل, واقصد هنا بانه قرر ان يقول الحقيقه الصادمه احياننا, التي لا يستسيقها البعض, وكان لسان حاله يقول اصحوا, نحتاج الى الحكمه, والحكمه هنا في نظري ليست التركيب المتجانس للمنطق العقلي, بل الحكمه بمعنى مارسوا السياسه بذكاء, خصوصا عندما نبه الى توزيع الادوار
اتفق معه تماما, وهنا اشير الى ماكتبه في المقال, ان القضيه لن ينهيها شخص ولا جماعه, مهما كان تاثيرها السياسي قوي على الساحه, ومن هنا ينتفي المبرر للتناحر المصتنع, هذا التناحر الذي اصبح اليوم غالبا على الساحه بين مسميات مختلفه, هذه المسميات المختلفه متفقه جميعها في الهدف , مختلفه في الاسلوب
ان الاختلاف وبشكل واضح اقولها(بالمفتشي) بين تيارات الفيدراليه والاستقلال, وجماعه الوحده شكليا, وفي منطوق سياسي هذه التارات ليست احزاب سياسيه تتسابق على الوصول الى السلطه, بل هي احزاب ثوريه تريد فرض واقعا جديدا, أي يجب ان تتكامل وتتبادل الادوار, وفق المناخ المحلي والدولي الذي به وبدونه تتبلور النجاحات السياسيه,
من هنا ان كنت قد قراءة ما قاله بن فريد بشكل صحيح, فانه ومن وجهه نظري سياسي يستحق الثناء, وحكيم ذو فطانه, ولا شك في ذلك, وانا لا اعتبر موقفه ألا امتداد لمواقفه السابقه, وما نقراءه له هو فقط قراءه صحيحه للمرحله ومتطلباتها