عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-10, 04:15 AM   #15
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المنظار مشاهدة المشاركة
التحية العطرة لاستاذ الكتابة والواقعية بائع المسك ..
هناك في الجنوب قضية تتمثل بالوضع الغير طبيعي للعلاقة بين الشمال والجنوب ( التي افرزته حرب 94) كونه اقرب الى الاحتلال منه الى الوحدة / وهناك ثورة او انتفاضة او حركة احتجاجات واسعة (او سمها ما شئت ) عمت محافظات الجنوب ضد هذا الوضع الغير طبيعي ، وهناك عنصر ثالث وهو مكونات او هيئات تقدم نفسها من خلال قادتها ( ! ) انها تمثل قيادات هذه الثورة او الهبة الشعبية ...الخ .
والسؤال الذي يبدو انه اثار اهتمام استاذنا ، بائع المسك ، هو المتعلق بالعنصر الثالث وهو تلك المكونات التي تضع نفسها في موقع قيادة القضية الجنوبية والحامل السياسي لهذا القضية .
ولكي نجيب على هذا التساؤل ، لا بد لنا من العودة لاستعراض المراحل والظروف التي مر بها الحراك الجنوبي والمحطات المختلفة التي مثلت لحظات توقف و تعثر واخفاق في بلورة كيان سياسي معتبر يمتلك مقومات القيادة الحقيقية لهذه الثورة والقضية الجنوبية برمتها . وهذه المحطات تبدأ من اعلان عدن الذي اسفر عن انشطار باعوم عن النوبة ، ثم توالت التفريخات وتبعتها انشطارات .. فظهرت نجاح والمجلس الوطني الاعلى ثم هيئة النضال السلمي والهيئة الوطنية السلمية ثم مجلس قيادة الثورة ثم تبعثرت الاوراق مرة اخرى في اجتماعات يافع وردفان وحضرموت حتى وصلت مكونات الحراك الى ما يشبه ا لجزر الصغيرة في محيط متلاطم الامواج .
باختصار ومن خلال النظرة المتأنية والواقعية الى تفسير هذه الحالة ، نجد ان الحراك الجنوبي نجح شعبيا على الشارع ، وفشلت قياداته في الوصول الى حالة من النضج السياسي ، لاسباب كثيرة ، أهمها غياب الخبرة السياسية لدى اغلب القيادات ، التسرع في اتخاذ القرارات ، النظرة الضيقة للامور ، الحسابات والاعتبارات الشخصية التي سادت النشاط السياسي لهذه القيادات ، ومن أهم الاسباب غياب الشخصيات السياسية الكارزمية في الداخل وعدم قدرة تلك القيادات على التأثير والاستقطاب في بقية مكونات المجتمع الجنوبي وخاصة النخب وتقوقعت على نفسها ربما كم ا اسلفنا خوفا من سحب البساط من تحت اقدامها ( كما تظن ) ، كل ذلك افقد الحراك هيبته السياسية بل وقوبلت تلك ا لكيانات بالاستخفاف والازدراء وتركت انطباع بالاحباط واليأس بين صفوف الشارع الجنوبي .
وهكذا بدت قيادة الحراك في نظر الداخل والخارج ركيكة وعاجزة ومتشظية تفتقر الى ابسط مقومات الادارة السياسية . ومع ذلك لا زلنا نتحدث عن الحراك باعتباره محور الثورة الجنوبية ومؤسسها دون النظر الى رموز وقيادات مكوناته ، التي اثبتت عجزها وضحالة خبرتها السياسية ، ولذلك ينظر الى الحراك باعتباره الوعاء الثوري والشعبي والسياسي الجنوبي الذي يمكن كل شرائح المجتمع الجنوبي من الانخراط فيه وأي قوى تستطيع اقناع الشعب بجدارتها في قيادة الحراك الشعبي سوف تلقى الترحيب والقبول مما يعني اننا الى الآن لسنا بصدد حامل سياسي حقيقي وواقعي للقضية الجنوبية بقدر ما هو تعبير درجت عليه الكتابات والبيانات وما الى ذلك ، عسفا ومجازا .
سلمت ووفيت على طرحك وتحليلك الرااااااااائع جداً، واسمح لي أن اضيف موضحاً مغزى تساؤلي: يتفق الجميع أن جوهر أزمة الحراك الجنوبي هي غياب الرؤية والقيادة الموحدة، وطبعاً بداهة لا يمكن الحديث عن قيادة واحدة لا تجمعها رؤية موحدة، ولا يمكن الحديث عن رؤية موحدة، لا تجمعها مفاهيم واحدة، طبعاً سؤالي انصب على جزئية بسيطة جداً في هذا المتطلب الأخير؛ ما هو الحراك الجنوبي: هل هو ثورة شعبية أم حامل سياسي؟؟ لأن هناك فرق كبير جداً ونتائج قانونية وسياسية، لكل من المصطلحين، إذن فلا بد من تأصيل مفهوم واضح لهذه المسألة الخطيرة، ومن خلال ما لونته بالاحمر في مداخلتك، يمكن التوصل الى أنك ترى بأن الحراك الجنوبي ثورة شعبية تفتقر الى الحامل السياسي الحقيقي...فإن كان الحراك الجنوبي ثورة حسب طرحك، فلماذا يطرح اليوم سياسيون كبار بأنه حامل سياسي؟؟ وهل هذا الطرح بريئاً أم اجتهاد بحسن نية؟؟؟ ما هي المدلولات القانونية والسياسية لكل مصطلح؟؟؟ اسئلة تتطلب نقاش جاد...تقبل فائق تقديري وعظيم احترامي
بائع المسك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس