[فادي عدن]

شمال وجنوب ... إصطفاف يظهر على الأرض جلياً وكأن الاصطفاف ينطق بلسان حال الواقع على الارض
لكم شمالكم ولنا جنوبنا الحبيب
هنيئاً للنظام ومؤيديه وللنوايا السوداء هذا المنجز العظيم
التمسك بوحدة لا توجد في الواقع وكل ما على الأرض يناقض مبادئها دليل جهل
وقد يكون يحمل في داخله أشياء اخرى مثل الخوف من العودة الى الدرجة الثانية في العربة
وما يذكر بذلك من ماضي أليم
الخوف اليوم على وحدة النهب والسرقة والإقتيات على أوهام وأحلام محروقة
هو خوف من الجوع القادم والمصير المظلم للنظام لا الشعب
لأن الشعب هناك يفتقر إلى القيادات التي تهتم بمصيره وكل من أفراده مشغول بلقمة العيش
والبحث عن يومه دون التفكير في غده ...
شكراً لكم أيها القادة المتمترسون خلف البيانات واللقاءات ودامت لكم المكاسب العظيمة

في الجنوب لم نعد نلتفت لمثل هولاء المتشدقين بالوحدة الميتة
لأننا نعرف مقاصدهم تماماً ونعرف أنهم مجرد أصوات مؤيدة للظالم حتى لو تظاهرت بغير ذلك
وأنهم لو أرادوا الخير لبدأوا به في مناطقهم وتركوا الإعتماد على مقولة
"لن أحيا ولن أدعك تعيش"
وأن تقرير مصير الجنوب آت لأنكم تخاذلتم وعمر هذا التخاذل من نفس عمر وحدة مايو
الجهلة الذين لا يفرقون بين الوحدة اسماً وبين مبادئها وخصوصية أطرافها وما نالوه من مكاسب سبقت
وما يملكون من حق بحكم إتفاقياتها وعهودها ومواثيق شرعها الله وكتبها البشر في أوراقهم
أشياء كبيرة تختفي من مناطق التفكير في الدماغ بمجرد إستدعائهم لتراث لم يختفي أبداً مليئ بجهل وعرف

يتحدثون عن تغيير وعن نضال وعن وحدة وعن أشياء أخرى أكبر منهم
ولم يجربوها على الواقع بعد
وفي كل مرة عندما يحين الحين ينزوون ويتراجعون ألف خطوة للخلف
أصبحنا نعرفهم جيداً يتشدقون بحديث حق وغرضهم الباطل بعلم ودون علم فالأمران سواء بالنتيجة
ويضجون بالحديث عن الوحدة وأهميتها وضرورتها بينما لا يعملون مثقال ذرة ليخرجوا حديثهم ويجعلوه يمشي على قدميه
يمارسون الانفصال منذ الصباح الباكر وحتى آخر الليل في الجنوب
ويأتون بمعلقات تقطر مديحاً بالوحدة وفضائلها المذبوحة على أيديهم على الضفتين
يحملون المقت في قلوبهم للجنوب والجنوبي لمجرد أنه أراد العيش حراً
لقد رفضوا الجنوب إنساناً فاعلاً وقبلوا به أرضاً ومصدراً للثروة والرزق حلاله وحرامه ..
اذا جائهم جنوبي يتحدث عن الحق الجنوبي كالوا له من التهم العجيبة الكثير
بينما في مناطقهم يمسك الواحد منهم بتلابيب الآخر لمجرد خلاف على ديمة
ليتهم يعرفون أننا لم نعد نبالي بالإتهامات وأراجيف القول
لو لم يتهمونا بأباطيلهم لشنقنا الشعب الجنوبي على أبواب مدن الجنوب وقراه
لعاملنا الجنوبيون معاملة الخونة الذين خانوا قضية شعبهم
ونحن لسنا خونة لقضية شعبنا ولن نكون ..