عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-12, 01:48 PM   #14
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

معركة لودر آخر تحديث:الخميس ,12/04/2012

محمد عبيد

المعركة المحتدمة منذ الاثنين الماضي في محيط مدينة لودر التابعة لمحافظة أبين جنوبي اليمن، والتي حصدت خلال 72 ساعة، أكثر من 150 قتيلاً، إلى جانب عشرات الجرحى من مسلحي تنظيم “القاعدة”، والقوات اليمنية، والمدنيين المسلحين الذين يقاتلون إلى جانب الجيش في ما يعرف ب”اللجان الشعبية”، تتعدى كونها مجرد معركة للسيطرة على مدينة، يطمح التنظيم المتمدّد جنوباً إلى ضمها إلى مناطق نفوذه، في سياق مخطط مكشوف لتفتيت اليمن، وتقسيم البلاد إلى نصفين شمالي وجنوبي، إلى محاولة وضع اليد على معقل مهم واستراتيجي، يشكل نقطة التقاء ووصل بين المحافظات الجنوبية، وهذا ما يفسر بالتالي سبب شراسة المعركة .

معركة لودر تضع أمام كل مراقب أو مهتمّ عدداً كبيراً من الإنذارات والتحذيرات، وتدق ناقوس الخطر التفتيتي في مناطق الجنوب اليمنية التي لا يمكن إغفال أهميتها الاستراتيجية، كونها تطل على أكثر من “واجهة” حدودية مهمة، على المحيط الهندي والبحر الأحمر، ما يعطيها إمكانات استقطاب عناصر التنظيم من أي مكان، إضافة إلى ما تشكله من منطقة عازلة تقيّد سلطات الدولة، وتضرب سيادتها .

هذه المعركة ليست مجرد مواجهة مع تنظيم يسعى إلى تثبيت موطئ قدم، بل تتعدى ذلك إلى معركة ضد تفتيت اليمن الذي يعاني على أكثر من صعيد في هذا المجال، سواء كان ذلك من المطالبات السابقة ل”الحراك الجنوبي” بالانفصال، أو بهذا التحدي الجديد .

التذبذب الملحوظ في أداء السلطات والجيش اليمنيين، لا يمكن أن يرى من زاوية واحدة مركزها “الضعف” أو “العجز عن المواجهة”، فهذان الأمران موجودان فعلياً بدرجة ما، لكن لهما من الأسباب والحجج، ما يبررهما من ناحية، وما يدعو إلى تداركهما بشكل سريع وفعّال جداً . فلا يمكن لأي كان التعاطي مع الوضع في اليمن، كأية دولة مستقرة من حيث النظام السياسي، والجو العام، والوضع الميداني والعسكري، فما تمر به البلاد من مخاض الانتقال إلى مرحلة جديدة عقب اتفاق تسليم السلطة إلى نائب الرئيس السابق الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، وما تعانيه من أزمات مرافقة لهذه الحالة، على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وحالة الشد والجذب بين أطراف المعادلة السياسية، والاستعجال الذي تتسم به بعض ردود الأفعال، حيال الوضع العام، والمرحلة الانتقالية، كل هذه العوامل تبرر ما آلت إليه الأمور في مناطق الجنوب التي كثيراً ما كان بعضها خارجاً على أية سلطة مركزية، وكثيراً ما كانت مصدر “صداع” لأجهزة الدولة والأمن، ما يعني أنها ليست أزمة طارئة يمر بها الجنوب اليمني .

أمام اليمنيين تحدٍ وفرصة، تحدٍ مركزه مساعي تفتيت البلاد تحت أكثر من عنوان، ومن أكثر من جهة، وفرصة للتنبه إلى ما يحمله هذا التحدي، ومواجهته بجبهة موحدة عريضة، تعبّر عن وحدة اليمنيين، ورفضهم أي مخطط يستهدف النيل من استقرار وسيادة “اليمن السعيد” .

__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله البلعسي ; 2012-04-12 الساعة 01:50 PM
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس