عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-02, 08:03 AM   #2
عبدالله البطاطي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-05-27
المشاركات: 393
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الجنوبي في الداخل والخارج نود أن نرفع لكم بعض ما جاء في محادثاتنا مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى والسفير الأمريكي ومساعده وسكرتير السفارة الأمريكية في صنعاء وطاقم من وزارة الخارجية الأمريكية , لا لشيء ولكن منطق قضيتنا يرغمنا على أن يطلع أبناء الجنوب على كل من يبذل جهدا ولو يسيرا في الداخل أو الخارج . حيث جاء الطلب رسمي من قبل السفير .شارك في اللقاء عن قوى الاستقلال والجنوب العربي علي هيثم الغريب المحامي والشيخ صالح بن فريد العولقي .
ملاحظة : عندما قابلت الأحزاب اليمنية الحاكمة (حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي خاصة) مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى جيفري فيلتمان والسفير الأمريكي في صنعاء وغيرهم من المسئولين الأمريكيين ليل 27 مارس لم يتفوهوا بكلمة واحدة عن الجنوب رغم طلب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لهم بذلك ).هذه المؤامرات المتواصلة من قبل الأحزاب اليمنية الحاكمة لم تكن لتحدث لولا تواجدها المزمن في الجنوب , وفي الوقت الحالي بالذات الذي تستنفر فيه واشنطن كل أوراقها في المنطقة .وقد أدركنا نحن في الجنوب منذ أن سمعنا التصعيد في اللهجة الحزبية ضد الجنوب منذ أسبوع بأن المؤامرة مستمرة , والأحزاب اللقاء المشترك الحاكمة كانت تنتظر إخفاء صوت الجنوب على المجتمع الدولي لتستكمل سلسلة الحجج الشكلية ضد الجنوب المحتل .
إن جريمة إخفاء القضية الجنوبية على مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية بلغ ذروة لم يبلغها من قبل أي موقف لأحزاب المشترك قبل تبؤ الحكم في صنعاء ,خاصة وإن هذا الموقف يستهدف شعب الجنوب بأكمله .وكأن إخفاء القضية الجنوبية هو أقصى ما تستطيع أن تقوم به أحزاب المشترك الحاكمة تحت درجة الاحتلال , خاصة في هذا الظرف الذي بدأ فيه العالم يتوجه صوب الجنوب .
أعتقد أن سياسة أحزاب المشترك الحاكمة للجنوب يتضمن موقفا خارجيا مؤقتا باستمرار دورها في الأزمة اليمنية وليس في القضية الجنوبية , وضمن حدود المبادرة الخليجية وآليتها , وليس في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2014 لسنة 2012م , التي أعطتها لها بعض دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الاتحاد الأوروبي وواشنطن بحصر أعمالها بالشمال دون الجنوب , لأن تدخلها في القضية الجنوبية يسبب حرجا للمجتمع الدولي في الوقت الذي تنشغل فيه الوصاية الدولية على اليمن بمعالجة الأزمة بين الأطراف المتقاتلة في صنعاء . لذا طلب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى جيفري فيلتمان بعض قيادات قوى الاستقلال في الجنوب للتحدث معها دون وصاية من أحد .
ويأتي هذا التصعيد من قبل أحزاب المشترك الحاكمة الكلامي والفعلي قبل زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الخليج ( يوم السبت القادم 31 مارس ) ليؤكد رغبة تلك الأحزاب بتأكيد حقها في رفض الحديث عن القضية الجنوبية ولتضع في يد وزيرة الخارجية الأمريكية أداة ضغط عملية على الحراك الجنوبي السلمي , لم تعد متوفرة لها منذ قتالهم مع حزب المؤتمر الشعبي العام على السلطة .
إن هذا التطور الايجابي في الموقف الدولي تجاه القضية الجنوبية , والموقف الخطير المقابل له من قبل الأحزاب اليمنية الحاكمة يستهدف عدة أهداف لا بد من التوقف عندها وهي :
1-تأكيد رفض القضية الجنوبية أو الاعتراف بها من قبل أحزاب المشترك الحاكمة .تجسد ذلك برفض الحديث حولها في اللقاء الذي ضم تلك الأحزاب والمشترك الحاكم ...ولكن يمكن تعديل موقف الأحزاب اليمنية من القضية الجنوبية إذا ما شارك الحراك في الحوار اليمني – اليمني المسمى " الحوار الوطني " فكان ردنا : إن الحوار هو قائم بين الأحزاب اليمنية المتقاسمة للسلطة في صنعاء منذ ما قبل قيام ثورة الشباب في اليمن وقبل التدخل الإقليمي والدولي والجنوب المحتل لم يكن مشتركا فيه لاختلاف القضايا والمصالح . ثم أن الحوار يجري في إطار قضية النظام في صنعاء وبين الأطراف التي احتلت الجنوب عام 1994م , لذا لا شأن للجنوبيين بالحوار اليمني .فنحن نطالب بالتفاوض مع نظام صنعاء من أجل استعادة الدولة والسيادة والاستقلال التام .ونحن نعترف أن أمريكا أقوى دولة في العالم وأوسعها حرية وإنا نعترف لها بالأعمال التي باشرتها بين الأطراف المتقاتلة في صنعاء , فنطلب باسم هذه المبادئ أن تجعل الجنوب العربي من أصدقائها صداقة الحر للحر , ونحن أتينا إلى عاصمة دولة الاحتلال نتكلم معكم بهذه المطالب بصفتكم مشخصين وبانيين في اليمن . ونطلب منكم بصفتكم العارفين للأوضاع في اليمن وفي الجنوب ومطلعين على أحوالنا أن تساعدونا سياسيا للضغط على صنعاء للحصول على استقلالنا في ظل هذا الحراك الجنوبي السلمي .
2-تحدثنا عن ما يسمى " بالحوار الوطني " (وهو الموضوع الذي تحدث عنه السفير الأمريكي كثيرا ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية قليلا , وطلبا منا ضرورة المشاركة فيه ) وقلنا نشعر نحن الجنوبيين أن هذا الحوار هو محاولة لتدمير الحراك الجنوبي السلمي الصامد لعل ذلك يطفئ الثورة الشعبية الجنوبية التحررية ويزيل العائق الكبير أمام الحكم في صنعاء .ولكن رغم ذلك نحن نسعى إلى التفاوض وليس إلى الحوار , فالحوار يعكس حالة داخلية للمتحاورين , ونحن لسنا جزء من هذا الحوار , ثم أننا نطالب الولايات المتحدة أن تنطلق من قرار مجلس الأمن رقم 2014 الذي لم يدعو إلى " الحوار الوطني " في كل بنوده أل 12 .ومن قراري مجلس الأمن رقم 924 , 931 لسنة 1994م ... أما المبادرة الخليجية وآليتها التي وردة في حديثكم فنحن لسنا شركاء في صنعها فكيف نكون فيها تنفيذيين , تنفيذيين على قضايا تخص اليمن ولا تخص الجنوب , فهل ترضى أمريكا أن تكون مشاركة في تنفيذ اتفاقية لم تكن طرفا فيها .
3-أكدوا على ضرورة شراكة الجنوب في الحلول التي تعد على صعيد الشمال والتي تشكل جدول أعمال فيلتمان .وقلنا نحن لا شأن لنا بالحوار اليمني- اليمني .فنحن ملتزمين بما جاء في وثائق المجلس الأعلى للحراك التي سلمت إليكم .وإنا معتمدون كثيرا على تقاليد الولايات المتحدة بمبادئ الحرية اعتمادا يجعل لنا الثقة في أن نطلب التصريح لنا بالسفر لطرح قضيتنا أمام الهيئات الدولية وليس في صنعاء .وأنا في انتظار أجابتنا على هذا الطلب .
4-ووضحنا أن " الحوار اليمني- اليمني " نعتبره نحن في الجنوب محاولة لتوجيه ضربه معنوية لقوى الاستقلال في ضوء التطورات الأخيرة بعد فشل هيكلة جيش صنعاء وأمنها (طرح لهم الشيخ صالح بن فريد العولقي أن الهيكلة هي هيكلة للجيش الذي تقاتل عام 2011م ولا دخل لجيش الجنوب الذي طرد عام 1994م , وإضاف الشيخ / بن فريد : دائما ما تذكرون في حديثكم كلمة استقرار اليمن , وكأننا ضد هذا الاستقرار , فأيدينا في أيدي كل الخيرين من أجل أستقرار , ولكن لماذا الخلط بين قضيتنا وقضية اليمن , فاليمن ليست جزء من الجنوب العربي ) .ثم تطرقنا إلى موقع قوى الاستقلال القوي في الجنوب , والتأكيد مرة أخرى بأن قوة مشروع الفيدرالية الذي بدأ يطرح من قبل أحزاب المشترك الحاكمة هي من قوة أحزاب المشترك والولايات المتحدة والعكس صحيح .وهذا المطلب ليس مطلب شعب الجنوب .وردا على طلبكم المتكرر في ضرورة المشاركة بالحوار اليمني – اليمني فأنه لا يسعني إلا أن نؤكد لكم بأنه لا يسوغ لنا نحن الحاضرين ولا لأحد من الجنوبيين الحاضرين أو الذين تلتقون بهم , أن يطلب طلبات غير مطابقة لمشيئة الشعب الجنوبي التي عبر عنها بتضحياته الكبيرة منذ احتلال الجنوب عام 1994م . من هنا نرى أنه يستحيل علينا أن نضع قضيتنا العادلة كلقمة صائغة فوق طاولة من أحتل أرضنا وشرد شعبنا ليفصل فيها .ونشعر إن إشهار سيف " الحوار الوطني " على قوى الاستقلال في الجنوب هي محاولة لإدخالها في دائرة الحوار اليمني لتثبيت الحكم في صنعاء والاحتلال اليمني للجنوب , وهذا ما لا يرضاه شعبنا . و"الحوار الوطني" هو أمر يشبه أن يكون الغرض منه إقامة سد منيع بيننا وبين المجتمع الدولي فيصبح عسيرا أن يقف على الحقائق من مصادرها الطبيعية .
كانت هذه أهم نقاط الاجتماع الذي أستمر أكثر من ثلاث ساعات ,ولم نصل فيه إلى نقاط أتفاق ولكن أختتم مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية قوله بأنه سيرفع كل ما طرح لوزيرة الخارجية الأمريكية التي ستزور الخليج يوم السبت المقبل , وقال أنه مكلف للاستماع للحراك الجنوبي السلمي مباشرة . ولكنه شدد على ضرورة إظهار قضيتنا أمام المحافل الدولية , وإن نطرق الأبواب لعرضها على العالم , كون المجتمع الدولي لا يقف أمام القضايا العادلة إلا بعد فهمها .وشدد على ضرورة وحدة الجنوبيين . وقال هذه ستكون قيمة كبيرة لكم . وأكدنا له انطلاقا من قوله هذا , أنه يستحيل علينا أن نظهر قضيتنا العادلة بواسطة تبليغات أو طلبات تقدم عبر السفارات فقط ما دامت القضية التي ندافع عنها يجب عرضها على الرأي العام العالمي كما جاء في حديثكم , والمجتمع الدولي لا يمكنه أن يحيط علما بتفاصيلها إلا من مصادرها الطبيعية أي من الداخل , ومن قبل الحراك الجنوبي السلمي الذي يمثل شعب الجنوب .فهل تقبل الولايات المتحدة أن صوت شعب الجنوب بأسره يخفت بينما إرجاء اليمن تدوي بأصوات المطالبين بحقوقهم ؟.
ختاما لقد توصلنا والشيخ صالح بن فريد العولقي بعد خروجنا من مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء عاصمة الاحتلال إلى الطائرة للعودة إلى أرضنا الحبيبة عدن التي فارقناها سبع ساعات كاملة . توصلنا إلى قناعة بأن مواجهة هذه الهجمة السياسية لنظام الاحتلال الذي تقوده هذه المرة أحزاب المشترك اليمنية عبر و" حوار وطني " والهجمة العسكرية عبر الاعتداءات البربرية ضد الحراك الجنوبي السلمي, يبقى التحالف الوطني الجنوبي لقوى الاستقلال وتعزيزه هو الضمانة الأساسية لإحباط أهداف مخططات الاحتلال اليمني للجنوب . وقبل التحالف الوطني الجنوبي يجب على قوى الاستقلال أن تثق يبعضها البعض , وأن لا تكون ضحية القيل والقال الذي تتناوله بعض المواقع الالكترونية البليدة ... فتعالوا إلى كلمة سواء .

علي هيثم الغريب
عدن 31 مارس 2012م
عبدالله البطاطي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس