عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-04-01, 07:37 AM   #13
فارس لبعوس
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-30
المشاركات: 7,469
افتراضي

اليمن: «القاعدة» تتوسع جغرافيا وسط انفلات أمني غير مسبوق2012/04/01 الساعة 02:13:18



من غنائم القاعدة في ابين - ارشيف

التغيير- صنعاء: عرفات مدابش

وسع تنظيم القاعدة في اليمن، من رقعة عملياته الإرهابية في مناطق جنوب اليمن، حيث قتل وجرح، أمس، العشرات من الجنود في هجوم نفذه مسلحو تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ«القاعدة» في محافظة لحج جنوب البلاد.

وتضاربت الأنباء بشأن الخسائر البشرية التي نتجت عن الهجوم الذي وقع في منطقة الملاح الجبلية في لحج والتي ينفذ فيها المتشددون الإسلاميون أول هجوم لهم ضد قوات الجيش اليمني المرابط هناك، وقالت مصادر محلية في لحج لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم أسفر عن سقوط 12 قتيلا، وعشرات الجرحى، في حين قالت مصادر أخرى إنه أسفر عن مقتل ما بين 20 إلى 30 ضابطا وجنديا.

وتحدثت المصادر عن مهاجمة المسلحين ثكنات عسكرية في الملاح وتبادلهم إطلاق النار مع أفرادها، وعن مقتل ما لا يقل عن 10 من المسلحين المهاجمين، إضافة إلى قيام المسلحين بأسر عدد من الجنود.

وجاءت العملية الإرهابية في الملاح بلحج، بعد أيام من المواجهات الدامية بين عناصر «أنصار الشريعة» وقوات الجيش والأمن في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، وفي القرى الريفية المجاورة لها، وبالأخص منطقة الحمراء الزراعية، وقتل، في تلك العمليات، عدد غير قليل من الجنود، أثناء محاولة المسلحين السيطرة على تلك المناطق، في وقت باشر فيه مدير أمن المحافظة الجديد مهامه بعد إقالة المدير السابق وتعيين أحد أبناء المحافظة مديرا للأمن.

وتشير مصادر مطلعة في جنوب اليمن إلى أن المسلحين المتشددين ينطلقون من محافظة أبين التي يسيطرون على معظم مدنها وبلداتها، لتنفيذ هجمات عنيفة في محافظات يمنية جنوبية أخرى كعدن ولحج وشبوة وغيرها، وهذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها مواجهات في منطقة الملاح بمحافظة لحج، حيث لم يسبق أن أعلن عن وجود متشددين إسلاميين في تلك المنطقة، غير أن المصادر المحلية تشير إلى أن المهاجمين قدموا من محافظة أبين عبر الجبال، وعادوا إلى معاقلهم بعد تنفيذ الهجوم والاستيلاء على أسلحة وذخائر.

وتأتي هذه التطورات الأمنية المتصاعدة في ظل حالة انفلات أمني غير مسبوق تشهده معظم المحافظات اليمنية، فقد فجر، أمس، مسلحون مجهولون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة سيارة مسؤول التوجيه المعنوي في قوات الأمن المركزي بمحافظة حضرموت، من دون أن يسفر الانفجار عن خسائر بشرية، وكان مسلحون مجهولون نفذوا، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، محاولة لاغتيال محمد عشال، القيادي في أحزاب «اللقاء المشترك» التي ترأس حكومة الوفاق الوطني، وبحسب مصادر أمنية، فقد قتل في المحاولة اثنان من مرافقي عشال وهما من أفراد قبيلته.

إلى ذلك، تواصل جماعات تخريبية في جنوب شرقي اليمن، عمليات استهداف خطوط نقل الغاز المسال وأبراج الكهرباء وأنابيب النفط، ففي آخر العمليات التي جرت، فجر أمس، استهدف مسلحون مجهولون خط أنبوب نقل الغاز الرئيسي الذي يربط بين القطاع «18» ومحطة التسييل في منطقة بلحاف الواقعة على خليج عدن، وقالت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، إن الخط تعرض للتفجير «في منطقة صحراوية وعلى بعد 40 كيلومترا شمال محطة تسييل الغاز في بلحاف ولم يتسبب في وقوع ضحايا»، غير أنها أشارت إلى أن «عملية الإنتاج توقفت جراء الحادث، غير أن الخسارة الناتجة عن توقف الإنتاج من المتوقع أن تكون محدودة في أربع شحنات تصديرية، حيث كان من المقرر توقيف المحطة في 15 أبريل (نيسان) الحالي لتنفيذ أعمال صيانة».

وسبق أن تعرض ذات الأنبوب في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لـ«عمل تخريبي» مماثل، قبل أن تتم عملية إعادة إصلاحه، في الوقت الذي تواصل فيه مجاميع مسلحة القيام بعمليات تخريبية بحق أبراج الكهرباء في محافظة مأرب شرق البلاد وفي مناطق أخرى من محافظة صنعاء، في حين تعمد السلطات، في كل مرة، إلى إعادة إصلاح ما قام المسلحون بتخريبه، وقد أعلن تنظيم «أنصار الشريعة» مسؤوليته عن تفجير الأنبوب.

وفي موضوع آخر، هددت اللجنة العسكرية اليمنية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار في اليمن ورفع المظاهر المسلحة التي شكلت الأشهر الماضية، في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، بإيضاح الحقائق المتعلقة بنشاط اللجنة وعملها والعثرات التي تقف أمامها ومن تورط في ذلك، وأعلنت اللجنة، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها «لن تتردد في إيضاح حقائق ما يجري على واقع أعمالها بخصوص أي عثرات تعوق نشاطها أو تبطئ من تقدمها وتنفيذها للمهام المحدودة في خططها وبرامجها الهادفة إلى إزالة ورفع جميع المظاهر المسلحة وإبعاد جميع النقاط المستحدثة على الطرقات العامة الرئيسية والفرعية».

وأقرت اللجنة، في اجتماع لها بصنعاء أمس، بتنفيذ أعمالها بـ«وتيرة أعلى وفي أكثر من جهة في أمانة العاصمة وضواحيها في اتجاه استكمال فتح طريق صنعاء - مأرب، وفي الاتجاه الغربي، والاتجاه الجنوبي، وأحياء النهضة وصوفان والحي الليبي»، وأهابت بـ«مختلف الأطراف مزيدا من التعاون والإسراع في تنفيذ التوجيهات الصادرة منها»، وخاصة أن المظاهر المسلحة ما زالت حاضرة بقوة في عدد غير قليل من أحياء العاصمة اليمنية صنعاء التي شهدت العام الماضي مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والقوات العسكرية المنشقة والمؤيدة للثورة التي أطاحت به، وكذا خصومه من رجال القبائل.

المصدر: صحيفة " الشرق الأوسط" اللندنية
فارس لبعوس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس