عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-18, 04:59 AM   #2
bakre
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-05-04
الدولة: عدن
المشاركات: 4,274
افتراضي

الضغوط النفسية تصنع المعجزات في الجنوب ( بقلم : وهج الحضرمي )
المكلا – لندن " عدن برس " : 18 – 4 – 2009
كثير من الناس تتعرض لازمات ومشاكل وعقبات في حياتهم ، وتختلف هذه المشاكل والأزمات من شخص الى آخر حسب نوع المشكلة والأزمة التي يمر بها، مما يترتب على ذلك تأزم حياته وعدم استقرارها ،وغالباً ما تكون هذه الأزمات إما ناتجة عن مشاكل مادية أو سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو معنوية أو دراسية ، والتي تؤدي بدورها في كثير من الأحيان الى الوقوع تحت الضغط النفسي لهذا الإنسان او ذاك .


والإنسان طبيعياً اذا وقع تحت الضغط النفسي لا يمكنه أن يعمل وينتج بشكل طبيعي ، وتتعثر حياته بسبب هذه الضغوط النفسية التي يعاني منها .. و يمر هذا الإنسان خلال فترة معاناته بثلاث مراحل : المرحلة الأولى هي مرحلة ردة الفعل عندما يدرك حجم المشكلة التي يعيشها ، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي مرحلة المقاومة لهذا الضغط الذي نتج عن هذه المشكلة ، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الإعياء والتي تتمثل في الأمراض العضوية أو الأمراض النفسية .. ولو نظرنا لهذه الأزمات للاحظنا ان أغلب ابناء شعب الجنوب يمر بها في حياتهم نتيجة وضعهم المتردي ، والذي أثر عليهم وانعكس في عيشهم وأقلق أمنهم واستقرارهم وسلب حريتهم ونهب ممتلكاتهم .. هذه الصعوبات والازمات وقفت عقبة في طريق استمرار حياتهم بشكل طبيعي ودهورت معيشتهم مما أدت الى سخطهم ورفضهم هذا الوضع المأساوي المرير الذي عانوا ويعانون منه .. وهم يحاولون مقاومته في اصلاح أوضاعهم ولكن دون فائدة الا أن معاناتهم زادت أكثر وأكثر فطفح الكيل بهم وبلغ السيل الزبى .. وهذا رد فعل طبيعي من شعب حر عانى من هذه الأزمات المفتعلة ضده من قبل من احتل أرضه وأقصاه وهمشه وكدر عيشه وحياته وجعله يدخل في نفق مظلم وفرض عليه نظام عبودي سلب حريته وحقوقه وممتلكاته وأوصله الى حالة أثقلت كاهله وتراجعت به الى الوراء بعشرات السنين في زمن التسابق نحو التقدم والتطور التكنولوجي الذي تبحث عنه بل وتسعى اليه شعوب العالم بأسره ، وشعب الجنوب ما زال يبحث عن كسرة الخبز الذي اختطفها منه هذا النظام الفاسد ، ولكن شعب الجنوب أدرك اليوم طريق النجاة والخلاص لاستعادة كل ما أخذ منه بالقوة ، وقرر وضع نهاية لهذه المهزلة المستمرة والحياة البائسة والتي غلفت بغلاف الوحدة المزيفة التي انتهت وانتهكت فيها الكرامة واستباحت الدماء .
ان شعب الجنوب قد عقد العزم على فك هذه العقدة النفسية التي فرضها عليه المحتل ليجعله مستسلم لواقعه المرير، ولكن الجنوبيون أبوا الا يستسلموا لهذا الواقع والضغط النفسي المفروض عليهم ، ودخلوا في ثورة سلمية ضد الظلم والقهر والاستعباد وهو مدرك مسبقا ان هذا الطريق مليئ بالأشواك وشاق وطويل ، ولكنه أراد الحرية والاستقلال وفك الارتباط من هذا المستعمر ، وصمم على السير في هذا الطريق الشائك مواجهاً كل العقبات التي تعترضه متمثلة في المواجهات والقمع الذي يمارسه الجيش والأمن السياسي ضد السكان الآمنين من اقتحام سافر لمنازل المواطنين واعتقالات في حلكة الظلام دون أي تهم موجهة وزرع نقاط تفتيش في كل مكان واختطافات طالت حتى رفات الموتى وقمع واعتداء بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع وسقوط جرحى وشهداء كالتي شاهدناها وتابعناها في كثير من الاعتصامات والمسيرات والمهرجانات التي شهدتها أغلب مناطق الجنوب احتجاجاً وتضامناً مع اخوانهم في ردفان الثورة والتي سقط فيها الشهداء والجرحى في 14 و 15 ابريل 2009 والتي رسم أبناؤها لوحة وملحمة بطولية متصدية بكل شجاعة وبسالة للإستحداثات العسكرية في ردفان وضد عنف واعتداء وبطش قوات الأمن المنتشرة في هذه المناطق والتي قامت باطلاق الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع .. ولكن ما كان على ابناء الجنوب الا انهم لبوا نداء اخوانهم في ردفان الصمود والتحموا كلحمة واحدة وقاوموا هذه القوات دفاعا عن النفس والأرض مما ادى الى هروب الجبناء من قوات الأمن والجيش وذعرها وانسحابها الفوري .
هذه الملحمة وغيرها من التظاهرات والاعتصامات السلمية التي تكشف عن شعب متعلم ومثقف ومتحضر بكل المقاييس مما جعل الدائرة الجنوبية تتسع وتلتف حول الجنوب لتكبر ويأتي اليها كل من كان يفرقه عن اخوانه ذلك الضباب الرمادي المنقشع لتوضح وتوضع الخطوط العريضة المرسومة على أرض صلبة متعاهدين متصافحين متسامحين ، ومتفقين على الاخلاص للوطن والمرور على تلك الخطوط التي رسموها للمسير نحو الهدف المرسوم سوياً والابتعاد عن كل ما هو ضبابي لتصبح قضيتنا على مشارف النصر فنحن منه قاب قوسين أو أدنى .


bakre غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس