عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-12, 09:52 AM   #2
حيد حديد
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
افتراضي

الصفحة الثانية |مجزرة دوفس بأبين , تظافر المجرم مع التواطؤ وغياب مسئولية , كي لا تكون اليمن على موعداً مع القاعدة
_________________________

لم تكن (دوفس) محافظة ابين هي الضربة الاولى لتنظيم القاعدة لكنها الاشد إيلاماً حيث راح ضحيتها حولي 103 شهيد من جنود المعسكر وتم اسر مايقارب 75 جندي ما يزال مصيرهم مرهونا بمطالب عناصر القاعدة الذين قتلوا زملائهم بدماءا بارد . جاءت ضربت القاعدة للمعسكر لتكشف المزيج من الاتهامات التي طالت قائد المحور الجنوبي اللواء مهدي مقولة الذي كان قد صدر قرار تغييره قبل ثلاثة ايام من الحادث ضمن ما يسمي أعادة هيكلة الجيش وتلكه في التسليم لخلفه اللواء سالم باقطن , وعلى الواقع الميداني تكشف أثر جريمة أنها نفذت بخطة واقدام وغياب كامل للمسئولية , كانت المهاجمة وجنود المعسكر نائمين ليلا بغياب وجود شبه كلي للضباط , حيث يقدر عدد الضباط المتواجدين لما لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة فيما كان بقية ضباط اللواء 31 مدرع في عدن ولا يعرف لماذا ؟ أما الجنود فكانوا من حيث التدريب و التاهيل في أدنى مستوى وهذا أول ما لفت نظر اللجنة العسكرية , في مفارقة لا تتناسب مع حساسية المكان ومهمتها لمواجهة القاعدة في محافظة سبق للقاعدة أن استولت على عاصمتها , وضمن ما يسمى بمكافحة الارهاب , الهجوم أذا كان متوقعاً خاصة وان الجنود لفت نظرهم وجود سفينة قبالة الساحل منذ نهار اليوم الذي سبق المجزرة , وأبلغوا بدورهم قيادتهم التي لم تئبه لذلك . الهجوم تم من البحر من عناصر كانت تقلهم هذة السفينة ومن البر من أكثر من أتجاة والسؤال : كيف تحركوا جميعاً في وقت واحد دون ان يلفتوا أنتباه المعسكرات المنتشرة والاجهزة الامنية ؟؟ وكيف تحركوا في مساحة جغرافية ترصدها الرقابة الامريكية المكثفة والمخصصة لرصد ومتابعة القاعدة ؟؟. فوجئ جنود اللواء 31 مدرع بالهجوم من مشارف المعسكر وداخلة ووجدوا انفسهم أمام ضغط نيران هائلة غير متوقعين مواجهة بالمكان و المسافة المفروضة عليهم حاولوا الدفاع عن انفسهم وعتادهم , لكن عدم جاهزيتهم لمثل هذة المواقف وغياب قيادتهم كان عامل مساعد لخصوصهم , وخلال ساعات لم تجدي فيها مطالبة قيادتهم بنجدتهم أو تعزيز قوتهم من المعسكرات القريبة ضاعفت خسارتهم. كانت المعلومات الاولية تشير الى حجم ونوعية العتاد والاسلحة الثقيلة المفقودة فيما لم يصرح بعدد الجنود الذين أستشهدوا ليكشف تدريجياً عن عدد يبداء من 60 ليصل خلال الايام الاحقة الى 103 أضافةً الى حوالي 75 أسيراً تفاوض القاعدة على الافراج عنهم مقابل عناصرها المعتقلين , وطالما نحجت في هذة الاسلوب وكان أخر نجاحاتها بعد الاستيلاء على مدينة رداع حيث أفرجت عن 15 معتقلاً مقابل أنسحابها من قلعة العامرية الاثرية . المهاجمين من عناصر القاعدة لم يكونوا جميعاً من اليمنيين , بل كان الى جانبهم عناصر من جنسيات عربية وأفريقية لم يعد وجودهم ومشاركتهم وبقائهم مثأر أستغراب ممن يشاهدوهم , ولم يعد كيفية دخولهم اليمن محل تساؤل . يقول جنود أن صرخات التكبير التي كانت ترافق النيران كانت بلكنات مختلفة , وان الوحشية في قتل الجنود حد أستهداف جندي بطلقة أر بي جي تتناقض مع قداسة التكبير , معلومات ميدانية أفادت أن المهاجمين ظهروا واثقين من طبيعة مهمتهم ولا تنقصهم المعلومات عن مكان هجومهم , في تلميح خطير لم يتسانى الاستيضاح حوله أكثر . مشاهدة مكان الجريمة يقنعك تلقائياً بتظافر المجرم والتواطؤ وغياب المسئولية وتثأر تساؤلات لا تبدى بحقيقة حجم القاعدة ولا تنتهي بمدى جدية الامريكان في مكافحة الارهاب؟؟؟ . اشلاء الضحايا المتناثرة تعكس وحشية المجرمين والجريمة بكل تفاصيلها لايمكن أن تعفي القــــــــــادة من المسئولية , ولا تجدي معها وسائل التهدئة المعتادة فالجنود الذين عرفوا ما حدث لزملائهم صاروا على يقين بأن حياة الجندي لا تساوي شيئاً ولا تكلف محاسبة أحد في بلد أدنى ما فيه هو ( قيمة الانسان ) . اللجنة العسكرية التي زارت موقع الحادث كانت متأثرة من هول الحادث ولعلها نقلت الحقيقة أنما بعقلية الواقع الذي لم يألف المحاسبة ,وقد رفعت تقريرها لاشك كتبتاً عليه (ســــــــــــــــري للغاية ) , المؤكد أن تقريرها سيحفظ وما نقلت بعض المصادر عته لا يختلف في سياقة ومضمونة عن الشئ المعتاد والمتكرر قوله في هكذا حالات بغض النظر عن عدد الضحايا . وما نقل عن تقرير اللجنة لم يعكس حجم الفاجعة , ولا بشاعة ما حدث كان تركيز التقرير ليس على من تقع المسئولية , بــل عن البحث عن دعم عسكري , مكتفياً بالاشارة للقصور بالتنسيق بين الاجهزة الامنية والاستخبارتية حيث يقول كما اوردته مصادر أعلامية (أن أهم أسباب تلك الهجمات يعود إلى تنامي نشاط «القاعدة» في أبين والمحافظات الجنوبية المجاورة، وزيادة أعداد المقاتلين المتشددين في شكل لافت ومثير للقلق. واشارت المصادر إلى ان التقرير افاد بوجود خلايا لـ «القاعدة» في كل المحافظات اليمنية، تحدث بوضوح عن مكامن الأخطاء والتقصير الذي تتحمله وحدات الجيش، وفي مقدمها ضعف النشاط الاستخباراتي العسكري، وعدم الاستعداد الكافي لمواجهة كل الاحتمالات. ودعا إلى توحيد الجهود الاستخباراتية والأمنية والعسكرية والعمل برؤية واحدة وخطة متناسقة لمواجهة القاعدة ودحرها. وحسب صحيفة " الحياة " اللندنية فان اللجنة العسكرية شددت على أهمية قيام القوات المسلحة والأمن بعمليات عسكرية وأمنية شاملة ضد «القاعدة». وقالت إن القوات المسلحة تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة خطر «القاعدة» لكن هذه الجهود لا تكفي وحدها، إذ ينبغي أن تشارك كل أجهزة الأمن والمجتمع في الحرب على الإرهاب. وأكد التقرير ضرورة مشاركة المجتمع الدولي في مواجهة خطر القاعدة في اليمن ودعم الجهود العسكرية والأمنية اليمنية بشتى الوسائل المطلوبة). ما ورد عن التقرير من بعض المصادر عبارات تخفي ما وراءها لكنها قطعاً لا ترقى الى مستوى الجريمة , ولا تمنع تكررها , كما أنها لا تشخص طبيعة مشكلة وجود القاعدة وسبب تناميها , وأهداف حركتها النشطة مؤخراً , وارتباطتها وتمؤيلها . لا يمكن أنكار وجود قاعدة في اليمن لها أجندتها لكن بنفس الوقت لا يمكن أغفال العلاقات الوطيدة التي تربط تنظيمات قاعدية وجهادية وسلفية بالسلطة ومراكز قوى نافذة داخلها , طالما استخدمتها ضد المختلف معها بالعقود الأخيرة أبتداءاً من أستخدامها ضد الجبهة الوطتية بالثمانينات مروراً بالحزب الاشتراكي في التسعينات ووصولاً الى استخدامات الحرب ضد صعدة , ما يجعل أنشطتها الأخيرة (تحت علامة أستفهام كبيرة ) . ومالم تكون هناك ضغط ومطالبة بتحقيق محترف وشفاف يحاسب المسئولين والمتؤاطين ويكشف الحقائق فستبقى اليمن على موعداً دموي مع القاعدة .
حيد حديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس