[حسين بن طاهر السعدي]

أول ايأم الرئيس هادي مصبوغا بالدماء
احمد بوصالح
أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع أبدا إن يكون اليوم الأول في حياة المرحلة الأنتقالية اليمنية وأول يوم في عهد الرئيس اليمني الجديد التوافقي عبد ربه منصور هادي يوما دمويا بهذا الشكل وهذه البشاعة فبينما كان الرئيس الهادي تحت قبة البرلمان يؤدي اليمين الدستوري أمام النواب واضعا أمامهم مسودة أولوياته خلال فترة رئاسته الأنتقالية كرئيس توافقي لحل أزمة اليمن المتمثل في المبادرة الخليجية التي جأت لتضع حد للمشاكل التي عاشها اليمن على مدى عام كامل وأبرز بنودها خروج الرئيس صالح بعد ثلاثون عام ونيف في حكم اليمن .
في هكذا توقيت كانت منصورة عدن مسرحا لأجتياح عسكري واسع من قبل قوات الأمن والجيش اليمني أستخدمت فيه كافة الأسلحة بمافيها سلاح الطيران والمدفعية ، أجتياح عسكري كبير وواسع تحت ذريعة فتح شارع عام تم إغلاقه من قبل المواطنين منذ عدة شهور مع إن الموضوع كان من الممكن حله بطرق أخرى كالحوار مثلا دون الحاجة لأستخدام القوة وبتلك الدرجة من الإفراط ولو أفترضنا إن استخدام القوة كان آخر الحلول بعد فشل كل طرق ومساعي وجهود الحل ولم يتبقى سواه كخيار أخير متاح لكن هل كان توقيت تنفيذه مناسبا ؟ وهل كان أختيارا عفويا ؟ أم كان وراء تنفيذ الحملة العسكرية على المنصورة متزامنا مع تدشين الرئيس الهادي مهامه كرئيس لليمن ماوراءه من أهداف في أجندة البعض من أطراف اللعبة في البلاد؟ هل كان أحدهم يريد القول لأبناء الجنوب عبر حملة المنصورة العسكرية هذا عبدربه منصور يعاقبكم على عدم أنتخابه؟ أم كان ذلك بمثابة رسائل خاصة لهادي بلغة خاصة يفهمها هادي تماما؟ .
وعلى نفس الصعيد وفي نفس التوقيت كانت مدينة المكلا بحضرموت هي الأخرى على موعد حادث بشع حيث تعرضت قيادة الحرس الجمهوري بحضرموت لتفجير سيارة مفخخه نتج عنه مصرع نحو 21 جندي وعشرات الجرحى ، فهل كان حادث المكلا عفويا ومن باب الصدفة أم كان هو الآخر مدروسا بعناية وله دلالاته ومعانيه؟.
عموما بغض النظر عن الأحتمالات التي أجزم إن جميعها واردة وغير مستبعده خصوصا في مرحلة معقدة جدا يمر بها اليمن إلا أن الشي المؤكد هو أن أمام التوافقي هادي أكوام كبيرة من المشاكل المعقدة بل شديدة التعقيد وملفات ساخنة جدا موضوعه على مكتب رئيس الجمهورية تنتظر قدومه .
وإن وجوده في القصر الجمهوري وجلوسه على العرش لم يكن سهلا بنفس درجة سهولة الوصول أليه ، طالما وأن أريد له أن يكون يومه الرئاسي الأول مصبوغا بالدماء وممزوجا بالإشلاء .
*خاص عدن الغد