عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-02-26, 01:19 PM   #3
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

اليمن والعهد الجديد آخر تحديث:الأحد ,26/02/2012
عبدالله المطوع
الثلاثاء 21 فبراير 2012 يوم ليس ككل الأيام في حياة اليمنيين، لأنه مثّل منعطفاً تاريخياً وبداية لعهدٍ جديد من الحكم، وطوى هذا اليوم صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح إلى الأبد بعد 33 عاماً من الحكم، ملأى بالأحداث والمفاجآت والمآسي .

عبد ربه منصور هادي أول رئيس جنوبي يحكم اليمن منذ إعلان الوحدة اليمنية مطلع التسعينات، وقد جاء صعوده إلى سدة الحكم بعد أزمة عاصفة ضربت اليمن لعامٍ كاملٍ تقريباً، وخرج سيناريو نقل السلطة من رحم المبادرة الخليجية التي وضعت خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية في إطار حل سلمي يهيئ نقل السلطة بعيداً عن العنف .

عبد ربه منصور هادي شخصية توافقية محلياً وإقليمياً ودولياً، وحوله اتفقت كل القوى السياسية ليكون رجل المرحلة والعبور نحو المستقبل، وتتجمع عنده كل الخيوط من السياسيين والعسكريين والقبليين .

واضح، أن السيناريو اليمني يبدو مغايراً عن كل دول الربيع العربي في مخارج أزمتة، حيث خرج صالح من الحكم بسلام محافظاً على ثروته وأسرته ومعاونيه، وزد على ذلك أن النظام ظل شريكاً في السلطة المقبلة بواقع النصف ولم يتم إقصاؤه عن المشهد السياسي أو اجتثاثه .

اليمنيون شاركوا في الاقتراع لانتخاب عبدربه منصور هادي، وهم يتطلعون إلى غدٍ أفضل إلى بناء دولة النظام والقانون إلى مناخات من الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية والعدل، بعيداً عن دولة العسكر والقبيلة التي تعزز نفوذهما في عهد صالح طوال سنوات حكمه .

مساحة التفاؤل تبدو كبيرة لدى اليمنيين بعد أن خرجت بلادهم من عنق الزجاجة، فهل نشهد خلال الفترة المقبلة تفكيكاً لأضلاع الأزمة ومراكز القوى ويضع اليمنيون قضايا بلادهم على طاولة الحوار الوطني لمناقشة القضية الجنوبية ومشكلة الحوثيين في صعدة ومسألة الإرهاب .

ولأن الملف اليمني ما زال مفتوحاً في مجلس الأمن فإن القوى الدولية والإقليمية معنية بمساعدة اليمن ودعمه اقتصادياً وسياسيا، كي يخرج من عثرته وينهض اقتصادياً ويتجاوز ما لحق به من آثار أزمة أكلت الأخضر واليابس .

وبصورة أدق وأشمل فإن اليمنيين حكومة وشعباً يراهنون كثيراً على دول مجلس التعاون الخليجي في مساعدة بلادهم مالياً، بعد وعود كبيرة طال انتظارها، وفي حضرة عهد جديد يتفاءل جيران اليمن به، لمواجهة تركة ثقيلة من الفوضى والاشتغال خارج القانون طوال الحكم السابق .

هي فرصة جديدة لليمنيين كي يعيدوا صناعة حاضرهم وبناء دولتهم ونسج خيوط المستقبل لإبقاء اليمن في دائرة مفرغة من العنف والتوتر والاضطراب وبناء غد أجمل لشعب عظيم وبلد تاريخي أصيل .

إن نجاح الانتخابات الرئاسية عبر إنجازها في بيئة سياسية وأمنية مواتية سيمثل نقطة انطلاق مهمة لليمن نحو تحقيق العديد من الأهداف أولها الاستقرار السياسي والأمني والتصدي لمصادر التهديد، وفي مقدمتها التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة، إضافة إلى أنه يحقق التوافق الوطني ومعالجة ما أحدثته الأزمة السياسية والأمنية التي عاشتها البلاد من شروخ في جدار الجبهة الداخلية تحتاج إلى الوقت والجهد من أجل تجاوزها والتغلب عليها .

وتالي تلك الأهداف هو صيانة الوحدة اليمنية وتحصينها في مواجهة بعض المواقف والتوجهات التي برزت على السطح مؤخراً ومثلت تهديداً مباشراً لها، ورابعها هو تركيز الجهد للتعامل مع المشكلات الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد جراء ما عاشته من فترة تأزم معقدة، وهذه أولوية كبرى لا يمكن التعاطي معها إلا في ظل أجواء مستقرة على المستويين السياسي والأمني وحالة من التوافق الداخلي حول الأهداف الوطنية العليا .

إعلامي إماراتي
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس