[صقر الجزيرة]

حان وقت النهوض يا نساء الجنوب الشامخات


إذا كان لنساء العالم مفاخر يعتزين بها , فإن نساء الجنوب هن من يحق لهن ان يفتخرن بتاريخهن المجيد.. تاريخ ناصع مكلل بمآثر نضالية خالدة كتبتها المرأة الجنوبية بجهدها وعرقها ودمها وروحها اثناء فترة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني. وقد دون تاريخ شعبها اسماء العشرات منهن, ومازلن القلة منهن اليوم على قيد الحياة, ونسأل الله لهن الصحة والعمر المديد, ونقول لهن انكن النبراس المتوهج الذي يستمد منه مناضلات ومناضلي شعبنا المثل النضالي الأعلى في تحرير وطنهم واستعادة دولتهم.

ولأن المرأة الجنوبية صاحبة إرث نضالي قديم ومشرف, فقد لبت نداء شعبها منذ انطلاقة ثورته السلمية الحضارية التحررية المباركة, فخرجت الى ساحات النضال السلمي في كثير من مدن وقرى وجزر الجنوب. بل قدمت المرأة الجنوبية أكثر من عشر شهيدات وأكثر من خمسة وعشرين جريحة, وقدمن الكثيرات فلذات اكبادهن وازواجهن واعز الرجال من اقربائهن, فاطلقنا الزغاريد في العلن, وذرفن الدموع بغزارة سرا.

إن مساهمة المرأة الجنوبية في نضال شعبها تجلى ايضا في الدور المتميز الذي قمن به نساء الجنوب في جزيرة سقطرة الباسلة.. دور يستحق ان نحني له هاماتنا ونقول لهن ان شعبكن يتباهى بنضالكن بكل فخر واعتزاز.

لقد شكل 21 فبراير 2012م ملحمة ناصعة في تاريخ شعبنا صنعها مواطني ومواطنات شعبنا وفي مقدمتهم شباب وطلاب الجنوب, وكان بحق فاصل تاريخي بين مرحلين: مرحلة ماضية كان فيها دوركن مشرق ومرحلة جديدة يريد شعبكن ان يكون دوركن فيها اكثر اشراقا.. وهذا لن يتحقق الا ببذلكن جهودا استثنائية في ثورة شعبكن عن طريق إعادة البناء التنظيمي لأطر اتحادكن النضالي ـ اتحاد نساء الجنوب ـ على مستوى المحافظات والمديريات والمدن والقرى والجامعات والمدراس, والقيام بعمل نضالي تثقيفي في أوساط اخواتكن النساء ودعوتهن للمشاركة في فعاليتكن النضالية.. وعليكن ان تدركين انه لا انتصار لثورة شعبكن دون مساهمتكن الحقيقية والفاعلة في هذه الثورة.

إن هذه المساهمة لا يمكن ان تكون دون ان تتطلع المرأة الجنوبية المتعلمة بواجبها الذي يرجوه شعبها منها.. وهنا نشيد ببعض بناتنا الطاهرات اللواتي سخرن اقلامهن المبدعة في خدمة قضية شعبهن امثال: هدى العطاس ولينا الحسني ووفاء عبد الفتاح وعفراء الحريري وغيرهن كثيرات يستخدمن اسماء مستعارة ونعتذر لمن لم نذكر اسمائهن. ونقول لهن جميعا امتشقن اقلامكن من اغمادها فوقعها على المستعمر اثقل واوجع من وقع السيف المهند.. سخرن فكركن وابداعكن للدفع بالمرأة الجنوبية الى ساحات النضال. فمساهمة المرأة الجنوبية تكسب قضية شعبها قوة وتظهرها بصورة اكثر حضارية امام الرأي العام العربي والدولي.. أرفضن اي تقسيم لنساء الجنوب على اساس اصولهن الجهوية وانتماءاتهن الحزبية السابقة, او على اساس فدراليات واستقلاليات. فهذه تقسيمات تخدم المستعمر ولا تخدم قضية شعبكن.. ارفضن الولاء للزعامات السابقة.. ليكن ولائكن لله ثم لوطنكن .. ارفعن فوق هاماتكن علم دولتكن وصور الشهداء والشهيدات, فهم جميعا اسياد الجنوب.. فمن ضحى بروحه من اجل الجنوب هو سيد الجنوب.. من ضحت بروحها من اجل الجنوب هي سيدة الجنوب.

واخيرا نقول لحرائر الجنوب الآن قبل الغد حان وقت نهوضكن أيها الشامخات الطاهرات العفيفات.. حان الوقت الذي تفرض عليكن قضية شعبكن فيه القيام بدور استثنائي غير مسبوق لتكن طليعة ثورة شعبكن.. طليعة تحرير الجنوب واستعادة دولته المستقلة.