[عبدالله السنمي]

المقال ( الرسالة) يحمل في مضمونه نقاط غاية في الاهمية وجدير بالتأمل والمناقشة ويطرح تساؤلات لها علاقة بمدى القدرة والاستعداد على التعامل مع الاوضاع بحيث يمكن زحزحتها وتحريكها لصالح الأهداف الاسترتيجية للحراك ، بل أكثر من ذلك هل للحراك خطط وبرامج عمل استراتيجية توصل الى أهدافة ؟
يبدو أن هناك أسئلة تلوح في الأفق دون إجابات شافية. هل الحراك الجنوبي الحالي عبارة عن عمل استراتيجي بعيد المدى يُقصد منه تحقيق الاهداف الجنوبية الثابتة أم أنه عبارة عن عمل موسمي يعبر عن ردات فعل مرتبكة يهدف إلى تغيير في الأوضاع السياسية قليلا علها تجنح نحو المصالح الجنوبية ولو قليلا ؟ ما الذي يُراد من الحراك ، هل هو الضغط على الاحتلال وفرض القضية الجنوبية على مستويات متعددة بحيث يقرر مغادرة الأرض المحتلة دون قيد أو شرط أم إحداث نوع من الجراحة القسرية بحيث تتم ترتيبات تحفظ الحقوق والمصالح الجنوبية ضمن صياغة معادلة جديدة .
على ضوء ذلك ، يتوجب على المعنيين التوقف أمام حالة التشرذم الغير مبرر في تسيير دفة الحراك نحو تلك الاهداف والعجز الفاضح في صنع نوعا من التواصل والتقارب والحوار وايجاد نقاط التقاء بين مكونات النضال الوطني الجنوبي ، والعلم ان الاستمرار هكذا يبعث على الخشية والقلق على مستقبل التطلعات الشعبية في الجنوب .
الواحد من هؤلاء القادة صار يعيش في حدود ذاته الضيقة ، لايهمه من اللحظة الراهنة سوى مصالحه الخاصة وينظر الى الأمور بنظرة ضيقة لا تتعدى أقدامه ، وهذه الحالة ستساهم بلا شك بشكل فعال في اتساع الخرق ، مما يساعد على تفاقم الاختلافات ، وتعميق الصراعات ، وبذلك نتغافل عن عدونا الرئيسي .

ولذلك لابد ان نفكر ونخطط ، ونتحرك ضمن استراتيجيات دقيقة لنحصن انفسنا ومؤسساتنا السياسية من الضعف ، ومن أجل تحقيق ذلك علينا اولا ان نغير نظرتنا الى مفهوم ومعنى النضال الوطني ، فننظر اليه على انه كل مترابط مع بعضه البعض .
علما ان الذي يجري علينا هو مما كسبت ايدينا ، وما ربك بظلام للعبيد .
تحيتي لك اخي عرين الاسود