بعد 128سنة من إحتلالها لجنوب اليمن خرجت بريطانيا ومعها خرج حكام السلطنات الذي كان سائداً آنذاك, ومن ضمن أولئك حكام سلطنة العواذل التي تضم عشرات القبائل العريقة والمنتشرة في مديريتي لودر ومكيراس هذه القبائل التي كان لها دور بارز في مقاومة المحتل البريطاني وقدمت المئات من أبنائها على مر مراحل النضال والكفاح المسلح حتى خروجه عام 1967م وبإستيلاء الأحزاب القومية والإشتراكيةعلى البلاد انتهى حكم السلاطين وفي عام 1990 ومع توحد شطري البلاد نفخت الروح من جديد للقبيلة وأعرافها ولكن ليس بالقوة التي كانت عليها قديماً وعاد السلاطين من الخارج لكن لم تعد لهم تلك الهيبة والكلمة والأمر والنهي ,ومنذ عودتهم لم يلاحظ لهم أي دور داخل القبيلة إنما اكتفوا بالمطالبة بممتلكاتهم التي أممها النظام بعد خروجهم ولم يلاحظ لهم أي نية لإستعادة المكانة القديمة مع أن غالبية الناس لا يزالون يكنون لهم كل ود واحترام , والحقيقة أن فترة الحكم الشيوعي الماركسي للبلاد والغزو الفكري والمعتقدات الغريبة التي غرسها في عقول الناس أثرت كثيرا في ابتعاد الناس عن العادات والتقاليد والأعراف القبلية ولم يكن من السهل عودة الأمور إلى نصابها مبكرا إلا بعد جهود مضنية للتصفية والتصحيح ولرغبة جيل الآباء في الرجوع إلى تاريخ الأجداد كان الأبناء مترددين بين رغبة الآباء وما درسوه وعاشوه ووجدت الإختلافات وعدم التوافق ,حتى أن بعض القبائل أصبح لها أكثر من شيخ وما على من أراد لقب شيخ إلا جمع عدد من التواقيع والتوجه إلى مصلحة شئون القبائل بالعاصمة لإستلام البطاقة ثم المرور بباب اليمن لشراء جنبية حالية وجلسة قات مع أحد كبار السن لمعرفة المصطلحات والطقوس المطلوب استخدامها في المناسبات والمجالس القبلية ثم يصبح شيخ متوج في بلد المليون شيخ , حتى أنه يلاحظ الفرق الكبير بين المشايخ في المحافظات الشمالية حيث لهم كلمة مسموعة وطاعة ونفوذ وأمر ونهي وبعضهم له سجن خاص به, وبين المشايخ في المحافظات الجنوبية حيث للأسف الشديد لا توجد صلاحيات لهم ولا إمتيازات إلا نادرا وقد كان العواذل أكثر القبائل تضررا من هذا الوضع حيث زادت الفرقة والخلاف بينهم , وفي ضل هذا الوضع الغير سار استغل بعض المتنفذين والمتنفعين والمتمصلحين هذا الجو والفراغ الذي تعيشه القبيلة وتحت غطاء مصلحة ووحدة وخدمة القبيلة وإقامة المشاريع الخدمية ذهبوا إلى الأخ أحمد صالح العيسي رجل الأعمال الناجح بالحديدة وهو من أبناء مكيراس ووالده الحاج صالح محمد العيسي كان من أقرب المقربين إلى السلطان جعبل بن حسين أيام حكمه ,نعم ذهبوا ليعرضوا عليه رئاسة مجلس القبيلة , حيث أنه يشغل منصب الرئيس الفخري لجمعية أبناء العواذل منذ تأسيسها ,وحيث أنها سعت إليه ولم يسعى إليها وبعد أن أقنعوه بإجماع القبائل أو أغلبها فقد قبل أحمد العيسي هذه الهدية الثمينة لأنه كان في حاجة ماسة إليها إلى جانب المال لتكون سند داعم له في مجتمع قبلي بحت (وقل لي من قبيلتك أقول لك من أنت ) حيث أن دور القبيلة لا يخفى في اليمن ولها ثقل كبير لأنه عندما توصد في وجهك الأبواب وتفشل الأنظمة والقوانين في إنصافك لم يبقى لديك إلا اللجوء إلى القبيلة لقطع طريق أو خطف سائح أو سيارة حكومية أو أي شكل من أشكال الضغط على أصحاب القرار لتلبية الطلبات,وقد أخطأ كثيرا الأخ احمد العيسي عندما غامر بالدخول في هذا الخط الشائك وأظنه لم يقدر عواقب هذه المغامرة وبنا تقديراته على وعود من طبلوا له وأوهموه بأن الطريق مفروشة ورود نحو كرسي المشيخة ,وأخطأ ايضا عندما تجاوز وتجاهل أسرة السلاطين ولم يرجع إليهم وكذلك الوجهاء والشخصيات الإجتماعية سواءً في مكيراس أو لودر وكان جل اعتماده على نفوذه وعلاقاته القويه بقيادة الدولة وكذلك طبعا المال في ضل الضروف المعيشية الصعبة والبطالة المتزايدة التي جعلت كثير من الناس يتخلون عن بعض المبادئ تحت وطئة الحاجة والعوز ,لقد تصور الأخ أحمد العيسي أنه مثلما نجح في مواجهاته التي خاضها في مسيرته سواءً في انتخابات إتحاد كرة القدم أو المجالس المحلية او الغرفة التجارية بالحديدة وتغلبه على كثير من الصعاب التي واجهته كرجل أعمال ناجح والتي كانت فخر لنا أبناء مكيراس خاصة والعواذل عامة ,نعم كان يظن أن لن يقف أمامه أحد لكن الذين لا زالوا يحترمون العادات والأعراف القبلية ولن يرضوا أن تصبح القبيلة سلعة تطرح بالمزاد يأخذها من يدفع أكثر استنكروا هذا التصرف واعتبروه سابقة خطيرة لا يمكن السكوت عليها ولا السماح به تحت أي ضرف كان ,وهذا الذي يجب أن يكون (القبيلة خط احمر يمنع تجاوزه والمساس به) مع العلم وللأسف أنه لا يجمعنا كعواذل إلا الإسم فقط ,ومع هذا سنضل نحافظ عليه لأنه امتداد لتاريخ وأصول وجذور الأجداد حتى نسلمه للأحفاد ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ))
نرجو من الشيخ عبدالله بن أحمد محمد جعبل وإخوانه وأعمامه ومن حوله أن يكونوا عند مستوى المسئولية والأمانة ويقوموا بواجبهم تجاه قبائلهم ويعلموا أن المسئولية أمانة وتكليف وليست غنيمة وتشريف ,نرجو منهم جمع الناس وتوحيد الصف ولم الشمل وحل الخلافات ويقوموا بترسيخ دور القبيلة وإحياء فضائلها وعاداتها الحميدة في ردع الضالم ونصرة المضلوم وإعانة المحتاج
نقول للشيخ عبدالله أن الضربة التي لا تكسر ضهرك تزيده قوة فنرجو أن تستفيد مما حصل وتراجع حساباتك تجاه القبيلة
نريد لقبائل العواذل أن تتوحد ويعود لها بريقها وهيبتها ونسمع شعرائها يتزملون بمآثرها وأمجادها الجميلة,
كما نرجو وبإلحاح من الأخ أحمد العيسي أن ينصت لصوت العقل ويطفئ هذه الفتنة التي عصفت بأبناء العواذل وزادتهم فرقة إلى فرقتهم ,
وأن يكون كما عهدناه مفتاح خير مغلاق شر وأن يستمر في مشاريعه الخيرية ولا ينتضر جزاءً أو شكورا إلا من الله ,
ونقول له أن العواذل معك وأنت معهم وليس شرط أن تكون رئيس لمجلسهم سيقفون معك عند الحاجة ولن يتخلوا عنك ولن يتنكروا لما قدمته وتقدمه وستقدمه مستقبلا إن شاء الله
أخيرا أقول بأنني كتبت هذا الموضوع غيرة وإنتصار للقبيلة ووحدتها ولم أقصد الإساءة إلى أحد أو التزلف إلى أحد فإن أصبت فالحمد لله وإن كان هناك خطأ أو سؤ تعبير أو ضعف عبارة فأنا بشر ولست معصوم وأرجو إلتماس العذر لي والسلام عليكم ورحمة الله
وهذه أبيات مهداه للشيخ عبدالله بن احمد
انـا عوذلـي واهلـي عـواذل كلـهـا والفخر لي والعوذلي عاش راسه مرتفع
وين المشايـخ تفتـح وتسمـع بذنهـا ريـت المشايـخ مثـل عبـدالله تقـع
البيـت بيتـه والمشيخـه هـو بيتهـا والساس ساسه وعلى كرسي اجداده طلع
عبدالله مد يده والعواذل مـدت ايداتهـا الشور بين الاهل وللجيد دايـم نستمـع
ومـن ضـاع ثوبـه ويـن فرداتـهـا ضاق ثوبه وفـي ثـوب غيـره طمـع
يـا مــولا الـزلـط زك خزناتـهـا وخل المجالس لذيهو على شرعها مطلع