[المنظار]

نتابع الاوضاع تتسارع فيها الاحداث والتحولات الكبيرة منذو سنة
بدءاً من اندلاع ثورة الشباب في اليمن ، ثم اتفاقية رحيل االرئيس اليمني
وما رافق ذلك من تحركات لاطراف جنوبية وتقديم مشاريع فيدرالية وغير فيدرالية
وانسلاخ البعض من الحراك وتقديم انفسهم والحراك الجنوبي باعتبارهم جزء من
ثورة التغيير اليمنية ، ثم رحيل صالح من البلاد ، وتفكك مؤسسات نظام صنعاء ،،
ولا زالت تتوالى الاحداث بصورة دراماتيكية ودخول القاعدة على خط المتغيرات لتسجل
رقما جديدا في المعادلة ، ورغم كل ما يحدث الا ان القضية الجنوبية لازالت في الرف ،
فلا حديث الآن الا على الانتخابات ومقاطعة الانتخابات ، وظلت معها الضبابية فيما يتعلق
بالقضية الجنوبية والغموض دون حسم ، فالفيدراليون يتحدثون وكأن الجنوب كله معهم
والاستقلاليون كذلك ، والتيار الوسط يدعي بوحدوية الجنوبيين مع اصلاح نظام الحكم
المحلي كل ذلك يتجسد في المشهد الجنوبي دون ان يتدخل قادة الحراك الجنوبي بكل
فصائله ليقطعوا الشك باليقين ويضعوا النقاط على الحروف حتى يعلم العالم ان
الجنوب ليس كما يقدمه العطاس او الناخبي او عبدالرحمن با فضل او حميد الاحمر
واجيره منير الماوري .
لماذا لم يتحرك رؤساء المجالس والهيئات المختلفة التي تشكل مكونات الحراك
الجنوبي لاجتماع شكلي فقط يكون موسعا ، ويتضمن جدول اعماله من بند واحد فقط .
وهو التأكيد على ان ثورة الجنوب السلمية تهدف الى تحرير الجنوب من الاحتلال
اليمني ونيل الاستقلال التام ، وتوجيه رسالة الى العالم باحترام إرادة الشعب
في الجنوب مثله مثل كل شعوب العالم الثائرة ، وعليهم تحمل المسؤولية
من عدم التعاطي مع قضية الجنوب وفق هذا المنظور والحق الثابت ،
وان تجاهل تطلعات الجنوبيين سوف يضر بالمصالح الدولية وأمن
المنطقة واستقرارها .لكن هذا السكوت المريب وعدم التحرك لتأكيد
هذا الحق والهدف يعطي رسائل الى كل الاطراف الداخلية والخارجية
أن هناك من ينتظر ما تسفر عنه مشاريع ما بعد الانتخابات وهي حلول
كلها لا تخرج عن فكرة فيدالية الاقاليم في أحسن الاحوال .
هكذا يبدو موقف قادة الحراك ، في حالة ترقب وانتظار ما تجود به
المرحلة القادمة من تفاهمات بين النظام المشترك ( الاصلاح والمؤتمر )
وسفراء الدول العشر في صنعاء . واعفاء انفسهم من أي دور حقيقي
يؤثر في الساحة السياسية ، غير الشارع الجنوبي الذي هو الآخر
يتعرض لتصدع تخريبي وتجاذبات حمقى لا معنى لها الا انها تعبر
عن جهالة مقرفة من بعض الشباب .