عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-31, 07:12 AM   #9
Ganoob67
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-16
المشاركات: 1,744
افتراضي

لقد قرأت معظم كتابات الكاتب الفذ فاروق ناصر علي التي نشرها على صفحات الأيام منذ منتصف تسعينات القرن الماضي... كتابات تحمل نزيف قلب جنوبي ملئ بالأحاسيس المرهفة و الأنفة المتفجرة... هذا القلم ظل يحفر دون كلل و على مدى سنين عجاف على جدار الصمت الجنوبي منذ نكسة 7/7/1994 حتى ظننت أن اليأس سيتمكن منه يوما لأن أبناء الجنوب كانو يبدون أعجز من أن يفيقوا من لطمة الهزيمة النكراء التي لحقت بكرامتهم من قبل جحافل المحتل الجاهل القادم من العصور الوسطى...

كنت فخورا جدا بهذا القلم الشجاع الذي يشق طريقه إلى القلوب دون إستئذان و يقرع على باب الصمت دون هوادة... و عندما إنفجر بركان الحراك الجنوبي هادرا مزمجرا ينادي من ظلمات النسيان... أن الحق لا يموت... و أن التاريخ لا يصنعه الجبناء... وأن شعب الجنوب قادم ليأخذ موقعه الطبيعي بين الشعوب الحرة الكريمة... عندها أدركت أن الأقلام الشريفة لا تكذب... و أن قرعها المستمر على باب العقل يؤتي ثماره و لو بعد حين... و أن الشعوب الحرة لا تعرف المنطقة الرمادية بين الكرامة و الموت.... و أن الكتاب هم ضمير الشعب عندما يخلصون لمبادئهم و ينزفون أحرفا متوهجة كوميض النار... تحترق لتنير الطريق...

الكاتب فاروق ناصر... إرتبط إسمه في مخيلتي بأشعار أحمد مطر التي كان يبدأ و يختتم بها مقالاته... أشعار تنزف من وريد المعاناة... تقطر ألما و دما... تبحث عمن يترجمها غضبا في و جه الظلم و الطغيان... في كل مكان و في أي زمان كان... كل أنواع المعاناة و التعذيب النفسي التي مارسها الإحتلال ضد هذا المبدع لم تزحزحه قيد أنملة عن معتقداته... و لم تتمكن من زرع اليأس في نفسه... ضل صامدا كجبال شمسان... صابرا كبحار عدن... هادرا كأمواج البحر التي تنحت في الصخر لترسم لوحة الحرية...

كاتبنا المبدع!... كيف تصمت الآن... و أنت الذي كنت لنا مثلا في الصمود و الصبر و المثابرة... كنت أستاذا لنا في الإيمان بقضايا الشعوب... كيف تصمت الآن و قد خرجت الجماهير تلبي ندائاتك و نداءات أخوتك من الكتاب الشرفاء... هل هذا هو أوان الصمت... هل هذا هوالوقت المناسب لتصمت أيها العزيز؟

إذا كان لا بد من الصمت... فأنت مدين لنا بمقال أخير... توضح لنا فيه كيف يصمد الإنسان أمام الأعداء و يضعف أمام الأصدقاء... قلى بربك أيها الكاتب المقاتل... كيف يستطيع قادة الحراك أن يكسرو القلم الذي عجز الإحتلال عن كسره... كيف تقاوم الكلمة الشريفة طاغية صنعاء و تستشهد أمام "مناضلى الجنوب"... إشرح لنا كيف تموت الأقلام و تحترق الأفكار و تنتحر البطولات أمام عشاق المنصات و زعامات الميكريفونات؟... إشرح لنا فنحن عاجزون عن الفهم... لماذا يترجل الشرفاء أمثالك لتخلو الساحة للمتاجرين بدمائنا؟
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
Ganoob67 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس