عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-30, 10:45 PM   #1
أمين الشعيبي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-17
المشاركات: 603
افتراضي أشهر واجرى كتاب الجنوب يعتزل الكتابه والسبب قادة الحراك الجنوبي دعوة للتضامن

أوراق من العاصفة الجنوبية (5) والأخيرة .. !!


فاروق ناصر علي الإثنين 2009/03/30 الساعة 07:42:06

"يا شرفاءُ
هذه الأرضُ لنا
الزرعُ فوقها لنا
والنفطُ تحتها لنا
وكلُ ما فيها بماضيها وآتيها لنا
فما لنا
في البرد لا نلبسُ إلاّ عُرينا ؟
وما لنا في الجوع لا نأكلُ إلا جوعنا ؟
وما لنا نغرقُ وسط القار
في هذه الآبار
لكي نصوغ فقرنا
دفئـًا، وزادًا، وغنى
من أجل أولاد الزِّنى ؟!"

(أحمد مطر)

الأولى : مدخل هام ينير الطريق الصحيح لمن لا يفهم !!
• تذكر الأجيال وتتذكر أنّها سمعت وبعضها قرأ الكثير عن بطل أصبح أسطورةً لكل المناضلين ضد الظلم والقهر والاحتلال وفرض العبودية على الإنسان.. هذا البطل الأسطورة (تشي جيفارا) وهدفي من هذا هو بيان الطريق الصحيح لمن يهدف إلى نيل الحرية.. لأننا ما زلنا لا نفرق سواء بغباء أو بسذاجة أم بذكاء خبيث ما بين (النضال من أجل الحرية وخلق الحياة المعيشية للإنسان بكرامة وعدالة وبين النضال من أجل المناصب والهتافات والزعامة)، وهذا الخلط هو الذي قاد الكثير من الشعوب المقهورة على دفع الثمن الباهظ من الدماء والأرواح ومن الموارد التي كانت جميعها ستذهب لنيل الحرية وانتزاع الحقوق المشروعة المسلوبة..
• و(تشي جيفارا) البطل الأسطوري الذي خاض معارك النضال المُر وحقق مع رفاقه النصر، وتقلَّد أعلى المناصب الرفيعة بعد انتصار الثورة في (كوبا) تخلى من كل المناصب ورحل يُقارعُ الظلم في دول عديدة.. هذه الروح الثائرة الرافضة للظلم هي التي جعلت منه بطلاً أسطوريًا يتردد اسمه اليوم ومنذ استشهاده على كل لسان في كل مناحي الأرض.ز وهنا أصل إلى جوهر هذه الورقة أو المقال... اقتطف فقرات من رسالته التي تركها لأولاده الصغار ورحل من (كوبا) دون وداع من أجل الدفاع والنضال ضد الظلم والقهر يقول فيها :
• "إذا حدث وقرأتم هذا الخطاب فسيعني ذلك أنني لم أعد موجودًا معكم مرةً أخرى ربما لن تتذكروني جيدًا، لاسيما الأصغر منكم فلن يتذكر بالمرة.. لقد كان أبوكم رجلاً تصرَّف حسب معتقداته وظل بكل تأكيد وفيًا لكل ما آمن به.. أكبروا ثوريين صالحين، استذكروا دروسكم جيدًا واجتهدوا لكي تتقنوا التكنولوجيا التي تمكنا من السيطرة على الطبيعة.. تذكروا أنّ الثورة هي المهمة وأنّ كل منا بمفرده غير مهم.. وفوق كل شيء كونوا قادرين على الإحساس بالظلم الذي يتعرض له أي إنسان مهما كان حجم هذا الظلم وأيًا كان مكان هذا الإنسان.. هذا هو أجمل ما يتصف به الثوري".
• كان (جيفارا) مثقفـًا، صلبًا، شجاعًا يتمتع بموهبة فذة في التحليل والاستنتاج ووضع الخطط لحرب التحرير الشعبية (حرب الغوار) كما كان يتمتع بكل مميزات الخطيب القادر على امتلاك السامعين له، لكنه لم يعتلي منصات الخطابة، ولا يمسك الميكرفونات ولا يشتاق لرؤية صورته محمولة، تدور وتدور... كان يلقي محاضراته وخطاباته في الأدغال، والأحراش، والغابات والكهوف للثوار.. ولم يرَ صورته مرفوعة قط... وعندما قتل في (بوليفيا) وهو البطل الفرد الذي تكالبت عليه (أمريكا، وجنرالات دول أمريكا الجنوبية، وكذا الأحزاب الشيوعية وعلى رأسها الحزب الشيوعي السوفيتي وكذا المجري، والبوليفي والتشيكي) ارتفعت صورته في الدنيا كلها منذ استشهاده حتى يومنا هذا. وأصبح أسطورة..
• وأقول .. إنّ الإيمان بإيقاف الظلم على الإنسان ومحاربة الطغيان والإيمان بحق الشعوب المقهورة بالحرية هي أغلى وأعلى من كل (ميكرفونات الخطابة، والمنصات والصور المرفوعة)؛ لأنّ هناك فرقاً كبيرًا بين الطموح الذاتي والشخصي وبين مطالب الجماهير باستعادة حقوقها المسلوبة المُغْتـَصَبَة.
• ويبقى القول ... تعمدت عن قصدٍ بيان لمحة خاطفة من موت بطل أصبح اليوم أسطورة.. وبما أنني من الجماهير التي سلبت حقوقها وأرضها وضاع وطنها وتريد طوعًا أو بالقوة استعادة وطنها بينت عن قصد (لقيادات الحراك) ما معنى النضال الحقيقي وماذا تعني كلمة رص الصفوف ونبذ الزعامات الوهمية... أعرف أنني لست واعظـًا، ولا قاضيـًا ولا أملك الوصاية على أحد... لكنني أعرف جيدًا أنني أملك حق القول وحق الكلمة، ولا يستطيع أي مخلوقٍ أو أي قوةٍ في الأرض أنْ تمنعني من القول والوصول إلى الهدف الذي تناضل من أجله جماهير الأرض المحتلة.. الجنوب الوطن!!

الثانية : لا فائدة ترجى ولا أمل ما دامت المنصات والتجزئة على الأرض
• طيلة (15 عامًا) ونحن ننزف الحرف تلو الحرف، كي تخرج العاصفة الجنوبية، وخرجت أجمل مما كنا نتصور.. لكنها دخلت من خلال التزاحم على المنصات والميكرفونات واللهث وراء الزعامات إلى قلب المصيدة بعلم أو بدونه الأمر سيان... وقلنا الكثير عن أهمية رص الصفوف وأنّ الهدف الأسمى هو الجنوب، لكن ... تبيَّن أنّ هوس الزعامة هو الطاغي وضاع العقل حتى لمن يتصنعون الحكمة والعقل... جميعهم دخلوا المصيدة، داخل السيرك والمشاهدين الفرحين بهم هم كلاب الصيد والأفاعي الشمالية السامة.... والستار سيبقى؛ لأنّ عشاق الخطابة لا يريدون فهم الحقيقة التي قالها الشاعر الراحل الرائع محمود درويش في (يوميات ـ كتاب أثر الفراشة) واقتطف بتصرف بعض مما قاله من أجل التاريخ والأجيال لتكون شاهدة على ما يجري من انحدار، تلو انحدار وهؤلاء (عُشاق المنصات) يعتبرونه أعظم انتصار :
"الخطابة في معظمها الآن هي فن ابتذال المهارة.. الخطابة ليست ما يريد الخطيب قوله، فالصوت يسبق القول الغائب والخطبة هي الغاية.. الخطابة أصبحت الآن مجرد تأليب الضجر على الضجر ببلاغة الشكوى مما لحق بالأمة من خطر الضجر؟!
الخطابة هي الكفاءة العالية في رفع الكذب إلى مرتبة الطرب وفي الخطابة يكون الصدق زلة لسان...."
• لا فائدة ترجى من كل هؤلاء الذين لا يريدون توحيد ا لغضب، هم يلهثون خلف المناصب الوهمية والبطولات الكاذبة بينما الجماهير في الجنوب تهز الأرض غاضبةً... هيئة وراء أخرى.. منصة بعد أخرى والميكرفونات تزداد، تتنوع، نفس الموال لحثالات كلاب الصيد والأفاعي الشمالية السامة يريدون من جديد أنْ نـُعيد الحكاية ونظل نسرد البداية وكأننا لا نرى كيف تقترب منا النهاية، وكيف شكل ولون ونوعية من جعلوا النهاية قبل البداية.... هي خساسة الثعابين واللاهثين وراء المناصب والمكاسب ولم يكذب من قال :
"الثورة يصنعها الأبطال والجبابرة ويستفيد منها الأنذال والجبناء والسماسرة".

الثالثة : قبل الوداع للجماهير الوفية !!
"كُلُّ ما في بلدتي
يملأُ قلبي بالكمد
بلدتي غُربةُ روحٍ وجسد
غربةٌ من غير حد
غربةٌ فيها الملايين
وما فياه أحد
غربةٌ موصولةٌ
تبدأ في المهد
ولا عودة منها .. للأبد

* * *

شئت أن أغتال موتي
فتسلحت بصوتي :
أيها الشعر لقد طال الأمد
أهلكتني غربتي يا أيها الشعر
فكن أنت البلد
إن فرعون طغى يا أيها
الشعر
فأيقظ من رقد..
قـُلْ هو الله أحد
قـُل هو الله أحد
قـُل هو الله أحد

* * *
قالها الشعر ومد الصوت والصوتُ نفد
وأتى من بعدِ بعد
واهن الروح مُحاطـًا بالرصد
فوق اشداق دراويش
يمدون صدى صوتي على نحري
حبلاً من مسد
ويصيحون مدد !"

ـ أحمد مطر ـ

الأخيرة : كلمة وداع قصيرة للجماهير الجنوبية العظيمة والوفية
• من بعد 7 / 7 / 94م والتاريخ شاهد كسرنا حاجز الخوف والصمت بمقالاتنا، وظل الذين يهرولون من بعد 7 / 7 / 2007 إلى المنصات ورغبة مريعة تدفعهم نحو الخطابة وسماع الهتاف، يلهثون خلف الزعامة ويرفضون وحدة العاصفة الجنوبية.. ما زال سم الأفاعي الشمالية الغادرة يسري في الشرايين؛ ولأنّهم كانوا مجرد شاهد زور جبان، ومحلل متكرر لا يخجل عادوا من جديد كي يبرد الحديد وتتوه العاصفة... لذا ليعذرني الرفاق والشرفاء اليوم... فقد آن للكاتب أنْ يترجل ... آن للكاتب أنْ يترجل...
• وهذه الأبيات الشعرية للشاعر الرائع الراحل "محمود درويش" أجدها تعبر عن ما في داخلي الفرق الوحيد أنّه يقول :
"آن للشاعر أنْ يقتل نفسه".
وأنا أترجمها على "آن للكاتب أنْ يترجل" مع أنّ الشاعر في الأساس لا يعني كلمة القتل بمعناها الحرفي، لها أبعادها في موهبة فذة رحلت عنا..
* "آن للشاعر أنْ يخرجَ مني للأبد
ليس قلبي من ورق
آن لي أن أفترق
عن مراياي وعن قيادات من ورق
آن للنحلة أنْ تخرج من وردتها نحو الشفق
آن للوردة أنْ تخرج من شوكتها كي تحترق
آن للشوكة أن تدخل قلبي كُلهُ
كي ارى قلبي، وكي أسمع قلبي وأحسَّه
آن للشاعر أن يقتل نفسه
لا لشيء،
بل لكي يقتل نفسه"
أمين الشعيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس