عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-27, 01:26 AM   #1
سيف الجنوبي
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-18
المشاركات: 144
افتراضي تاريخ مشرِّف في العناية المركزة

زاهد في زمن موحش الأربعاء , 25 مارس 2009 م ///كان يمكن لفيصل بن شملان أن يعالج في أكبر وأحدث مشافي العالم وليس طريحا بين الحياة والموت في أحد مشافي الهند الذي يعمل فيه دكتور من معارفه القدامى. والصدمة أو قل هو الإفراط في البشاعة أنه حتى لن يتمكن من استكمال علاجه لآلام تفوق الوصف جراء سرطان ظل طريقه إلى بروستات .. الرجل النزيه الذي لم يتلوث بأدران الفساد طوال حياته العملية. ذاك هو الذنب الذي اقترفه وأبى أن يتوب عنه أن يكون نزيها في أرض فساد وأبيا في محيط يعلوه الوضعاء. سيعود بن شملان ربما غدا الخميس إلى وطنه الموبوء بالعجزة والمشوهين وعديمي الوفاء وهو أسوأ حالا وأكثر علة.. موجوعا -بالإضافة إلى المرض- بقلة ذات اليد وهي التي كانت قادرة حينما كان صاحبها في مسئوليات يحلم بها غيره على الاكتناز من المال الحرام ولكنها لم تمتد وعف صاحبها الذي اعتقد وما زال الطهارة دينا ومذهبا. كان وزيرا للنفط ومديرا للمصافي وهاتان المؤسستان فقط يخرج أصغر مسئول منهما بثروة ويتساءل كم جيلا من أحفاده سينفق منها. والقصد ليس استدعاء الندم أو استدعاء التحسر على ما فات ليقين لا يخالجه الشك من أن رجلنا ما كان ليختار غير الطريق المستقيم الذي اختاره وإنما القصد التذكير كم هذا الزمن رديئا ومختلا وتافها. سيئوب زاهدنا ليدخل -إلى جانب مصارعة المرض الذي لا يرحم- معركة أخرى هي من إفراز أوغاد المرحلة الذين انتزعوا منه قطعتي أرض لا يملك سواهما، إحداهما وعد محافظ حضرموت الحالي بتعويضه والتي على ضوء هذا الوعد سيعود بن شملان لبيعها لكي يستكمل علاجا توقف قسرا ..وهنا يجب أن لا نستدعي- وما ينبغي لنا في ظل هكذا زمن- أسماء كبيرة طالما أشادت وبح صوتها في مهرجانات أرادت أن تصل عبره إلى الحكم وتوارت اليوم مع أن ما تكسبه في دقيقة واحدة يكفي وأكثر لعلاج عشرات الحالات المماثلة ولكنها مخرجات الزمن الموحش. ماذا عن الرئيس الذي لم يقصر في حالات إنسانية كهذه ومع أشد خصومه ومناوئيه، نسأل إن كانت يكفي المبلغ الضئيل الذي تم تقديمه كبراءة للذمة فيما غيره صرفت وتصرف لهم مئات الآلاف من الدولارات ولأشخاص ودواع يمكن عدها تفاهات ليس أكثر. نحن لسنا بصدد الاستجداء من أحد لأن قامة الرجل ومكانته لا تسمحان بمثله وإلا ما كان عاد محملا يده ورجله بدلا من أن تحملاه. أيضا نحن لا نقصد هنا عرض مأساة خاصة لأن من كان موضوع الحديث هو المثل الذي يجب أن تشخص الأبصار إليه. وإنما قصدنا قضية واقع يعاش وتعرية أولئك المتسترين بالمال لا بالأخلاق. ///صحيفه الوسط

التعديل الأخير تم بواسطة معلاوي ; 2009-03-27 الساعة 01:33 AM
سيف الجنوبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس