[أبو غريب الصبيحي]

موقفي من الحزب الإشتراكي

بقلم / المهندس عبد الله أحمد حسن

يلومني عدد من الأخوة الجنوبيين الذي نتحاور معهم في لقاءات مقيل، و في منتديات الحوار في الإنترنت ، بإنني مستميت في الدقاع عن الحزب الإشتراكي ، بل إن البعض يتهمني بالتعصب الحزبي عندما يتهجمون بشكل غير مبرر على الحزب أو يشككون بعناصر إشتراكية تناضل من أجل الجنوب ، البعض منهم ببراءة و البعض بدوافع الإنتماء لأحزاب أخرى .
و ردودي على المتهجمين ليس دفاعاً عن الحزب بقدر ما هو حرصاً على القضية الجنوبية ، و خوفاً على توسيع الإنشقاقات التي يراد لها أن تتوسع ، إلا إنني أجد البعض لا يتفهم دوافعي منهم من لا يستطيع استيعاب ذلك ، و منهم من لديه الإصرار للوصول إلى الهدف المرسوم له لتحقيق مصلحة حزبية ينشدها من عمله الدعائي الذي أراه بعيداً كل البعد عن خدمة القضية الجنوبية .
لهذا رأيت أن ألخص موقفي من الإشتراكي في هذا الموضوع الذي سأتبعه مستقبلاً بمواضيع أخرى أوضح فيها موقفي من أحزاب و إتجاهات أخرى موجودة في الساحة ، و قضايا مختلفة أثرت في وقت سابق السكوت عليها حفاظاً على روابط كان يجب الحفاظ عليها ، إلا أن ما تسعى إليه جهات مختلفة من عملية تمزيق الصف الجنوبي أخرجني عن صمتي . .
و بناء على ما تقدم ألخص موقفي من الحزب الإشتراكي في التالي :
1- نحن غير راضيين عن موقف قيادة الحزب الإشتراكي الرسمي و ليس من الآن بل منذ التسعينات و دخلنا في خلافات حول ذلك و بالأخص منذ المؤتمر الرابع .
2- الحزب الإشتراكي موقفه غير مقبول لدينا و لكنه ليس الوحيد الذي لنا رأي في موقفه .
3- إذا كنا نرفض موقف الإشتراكي لإنه لا يرتقي إلى ما نريد فهناك أحزاب مناهضة لقضيتنا و منها المؤتمر الحاكم و من المعارضة الإصلاح و الناصري الذين يعتبرون موقفنا الجنوبي مناقضاً لنظرياتهم التي قامت على أساسها أحزابهم و فكرة عملها .
4- توجد أحزاب جنوبية تقوم فكرة إنشائها على الوطنية الجنوبية و مع ذلك تخلت عن الجنوب و بسطت المسألة إلى علاقة شخصية مع الرئيس و المطالبة بحكم محلي واسع و على رأس هذه الإتجاهات حزب الرابطة .
5- تعاملنا مع الحزب يجب أن يضع الإعتبارات أعلاه أمام أعيننا إضافة إلى عدم تجاهل أن من أعضاء الإشتراكي الجنوبيين الكثيرين منخرطين في الحراك و هم في حالة صراع مع قيادة الإشتراكي بسبب الموقف من الجنوب و مع ذلك فإن الهجوم المستمر نحو الإشتراكي يستفزهم لإنهم يعتقدوا إنهم المقصودين بذلك بل إن البعض فعلاً يوظف هذا الهجوم المكثف نحو إقصاء نشطاء لا يعجبوه رغم ما ذكر عن موقفهم تجاه الحزب .
6- و أخيراً إن ردودي عن المداخلات التي تهاجم و لا تحاور ليس غيرة على الحزب أو دفاع عنه و لكنها غيرة على الثورة الجنوبية و على مجهود أفرادها من الإنزلاق نحوا إتجاهات متشبعة لا تخدمها إضافة إلى حرصي الشديد ( بل و خوفي و لا أخفي ذلك من تكاثر أعداء الثورة الجنوبية ) .
و أرى إننا إذا لم نجد حلفاء فلنحرص على إيجاد أصدقاء و إذا عجزنا فلنحيد ما أستطعنا . . .
و داخل الحزب كثيرون لن يكونوا معنا و لكن بإمكاننا أن نحيد الكثيرين إذا لم يكونوا أصدقاء بما فيهم جزء كبير من الشماليين .
فما دمنا مؤمنين إننا لن نقف و إياهم في خندق واحد . . . فلماذا ندفع بإتجاه المواجهة معهم ( الذين لم يحددوا مننا موقف عدائي و عن لم يقفوا معنا ) علينا أن نكتفي بعداوة من بادر هو نفسه بعداوتنا ، لا أن نصنع أعداء بأيدينا . . . .
أعرف تماماً إنه لن يقف الشماليين معنا بإتجاه الإستقلال ( و للعلم إنهم لم يقفوا مع أنفسهم حتى الآن ) و لكن لا يعني ذلك إنهم جميعاً جاهزين لمواجهتنا فلماذا ندفعهم بإتجاه ذلك . . . .
أعرف إن البعض يفسر مواقفي على إنها دفاع عن الحزب ، و لكن يعلم الله إنه لا يهمني إلا الجنوب ، و الجنوب بالنسبة لي ليس شعاراً عندي للمزايدة ، و لكنها قضيتي الشخصية أحسست بها و آمنت بعدالتها منذ اليوم الأول . . . و ما بقيت يوماً بالحزب إلا من أجل الجنوب عندما كان عندي أمل أن العمل مع الحزب سيحرره . . . . و ما أختلفت مع الحزب إلا من أجل الجنوب عندما أيقنت أن قضيته تأخذ مدى آخر . . . . . .
و أرجو المعذرة من كل من أساء فهمي بسبب تفكير سطحي عنده ، أو بسبب ضعف تعبير عندي مما جعلني عاجز عن إيضاح ما بنفسي ، و عجزت عن إيصاله إلى ذهن الآخرين .

* نقلاً عن صحيفة الوطني