[ابو صالح الحضرمي]

حتى لا نصبح فلسطين ثانية .. !!

الكل يدرك بان دولة فلسطين العربية المحتلة , كانت هي الارض التي قامت عليها دولة الكيان اليهودي الغاصب وفق (اتفاقية وعد بلفور) , والذي بموجبه تم تسليم ارض فلسطين العربية الى اليهود والصهيونية العالمية برعاية بريطانية , وكان ذلك في الثاني من شهر نوفمبر عام 1917 م , وبسبب ذلك لاتزال فلسطين ترزح تحت الاحتلال الصهيوني وبرعاية دولية على ارض فلسطين الى يومنا هذا .
هذا ما حصل لا رض عربية أغتصبت وفق سياسات ومصالح دولية على حساب اهل الارض الاصليين , وها نحن اليوم نشرف على أنموذج مشابه له في الطريقة والسياسة لإنتاجه في القرن الواحد والعشرين , ومن خلال مبادرة عربية برعاية دولية تنفذ على ارض الجنوب العربي من اجل طمس هويته وشعبه والى الابد لصالح القومية العربية والمصالح الدولية والعربية للأسف , ولمصلحة الجمهورية العربية اليمنية المغتصبة لأرضنا بقوة السلاح منذو الاجتياح الكامل لدولة الجنوب العربي في 7 يوليو من عام 1994 م .
نعم .. انها حرب المصالح فبعض الدول العربية المجاورة ترى انه في ضم الجنوب للعربية اليمنية فيه مصلحة لها من خلال مواجهة الكثافة السكانية لليمن - ذي الموارد الشحيحة – بثروة الجنوب الهائلة وعلى حساب شعب الجنوب المغلوب على امره . وكذلك مصالح ومطامع دولية من اجل التخلص من العبء الذي خلفه اليمن من نفقات عليهم وكذلك للاستفادة من الارض البكر في دولة الجنوب العربي التي تحوي ثروة هائلة وفي مختلف المجالات من نفظ وغاز وذهب ومعادن اخرى ...
فبعد انتهاء حرب الاحتلال للجنوب العربي من قبل دولة الجمهورية العربية اليمنية وبعد فشل الوحدة بين الدولتين - وخلال فترة انتقالية لم تكتمل بعد - وشعب الجنوب يرزح تحت الاحتلال والقهر والظلم بشتى صنوفه , والى هذه اللحظة وهو يكافح من اجل رفع الظلم والقهر واستعادة دولته المحتلة , ولم نسمع ولم نرى أي تحرك لا دولي او اقليمي من اجله ولم يحرك احداً ساكنا ً .
لقد كان الجنوب العربي هو نواة للثورات العربية السلمية والذي انطلقت مسيرته المظفرة باسم الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007 م ومنه استمدت الشعوب العربية ثوراتها , والتي رأينا العالم هلل وكبر لها , ولم يلتفت الى نضالات شعب عظيم شعب جبار انتفض بكل قواه من اجل الهوية والوطن والتاريخ ولن يستطيع ايقافه احد الا باستعادة حقه المنشود كاملا غير منقوص واستقلاله الناجز.
فلماذا الآن ؟؟ . نعم .. لماذا الآن كل هذه الحركة الدؤوبة من قبل المجتمع الدولي والاهتمام بشكل مفاجئ بالقضية الجنوبية التي عانت وتعاني من تعتيم اعلامي مطبق على الصعيد العربي والدولي .. لماذا اصبحت البعثات والسفراء والوفود تترا الى عاصمتنا الحبية عدن المحتلة بدعوى الالتقاء بقيادات الحراك الجنوبي ؟؟!.
اين كانوا من قبل ؟؟ ولماذا لم ينطقوا بالحق ؟؟ وهل هم فعلا ً جادون فيما يسعون اليه ؟؟
انني – حقيقة - اشكك في نواياهم تلك التي استيقظت بها ضمائرهم فجأة !!. فلو كانوا فعلا جادين لحل قضية شعب مقهور ومحتل لكان من اولوياتهم اطلاق سراح زعيمه المعتقل والمريض منذو عشرة اشهر والذي يعاني من امراض عدة وهو الان تحت الاقامة الجبرية في عاصمة دولة الاحتلال اليمني صنعاء , فلماذا لم يدينوا ذلك ولم يسعوا لإطلاق سراحه كبادرة حسن نية تجاه شعب الجنوب التواق للحرية والاستقلال .
ان ذلك ليبرهن بما لايدع مجالا للشك بان ما قام به المبعوث الدولي ومن بعده سفراء الاتحاد الاوروبي , ماهي الا كذر الرماد في العيون من اجل تمرير المبادرة الخليجية من خلال الانتخابات الوهمية الرئاسية التي نصت عليها . وانهم بذلك يجعلوا من الجنوب قضية من ضمن مجموعة قضايا يمنية داخلية , ونسوا او تناسوا بان الجنوب دولة كانت عضوا في الامم المتحدة والجامعة العربية وكل المنظمات المنبثقة عنها.
الانتخابات المزمع اجراءها في فبراير القادم لا تعنينا بشي , وهم يعلمون ذلك ولكنهم يريدوا تمريرها علينا من خلال تحركاتهم الحالية لامتصاص الغضب الجنوبي وكسر ووأد ثورة الجنوب الابي المطالب بالحرية والاستقلال .
ان نجاح هذه الانتخابات في الجنوب العربي ايها الشعب الجنوبي العظيم هي بمثابة الضربة القاضية للثورة التحررية الجنوبية وبتعاون دولي وعربي للقضاء على دولتنا وتاريخنا وهويتنا , وهي نفس المؤامرة التي تعرض لها شعب فلسطين الأبي الذي لا يزال يرزح تحت الاحتلال الصهوني الغاشم .
فيا جماهير شعب الجنوب العربي الأبية : أهيب بكم ان تقفوا صفاً واحدا ضد التآمر الدولي على بلدكم وقضيتكم وهويتكم ولا تسمحوا لكائن من كان بتمرير وعد بلفور العربي مرة اخرى على بلدنا الحبيب وتحت مسمى الوحدة الزائفة التي نالت من كل شيء في ارضنا وشعبنا , وهم يروجون لمشروعهم عبر ابناء جلدتنا من الجنوبيين ليظهروا للعالم بان الجنوبيون هم من يديروا البلاد !! ونحن نعلم والكل يعلم انما هم دمى بأيديهم وسرعان ما ستتهاوى بتحقيق مأربهم الدنيئة والتي تتمثل بإضفاء شرعيتهم لاحتلال وضم دولتنا الجنوب العربي لليمن رسميا والى الابد ..

بقلم / أبو صالح الحضرمي
18-12-2011 م