عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-03-18, 02:56 AM   #3
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

ترتيبات السلطة المشبوهة لحرب سادسة
الثلاثاء 17-03-2009 06:40 مساء


المنبرنت- آراء ومقالات
الكاتب / محمد عبد السلام

كما هو الحال بالنسبة لكثير من المتابعين من أبناء الشعب
اليمني كان الانطباع السائد لدى أبناء صعدة فور تناقل وسائل
الإعلام المختلفة لخبر تأجيل الانتخابات لمدة عامين هو التشاؤم
والريبة, وكان ذلك بمثابة دق ناقوس الخطر وقرع طبول الحرب –
الداخلية – طبعاً , فالنظام القائم يريد التفرغ فقط وترتيب
أوراقه المبعثرة.


وإلى أن يحين وقت الانتخابات فإنه غير قادر على البقاء بدون أزمات ومشاكل
وحروب,فقد أصبح مدمناً على صنعها, وما يعزز ذلك الشعور لدى أبناء صعدة هي
المعطيات الميدانية والقرائن التي تؤكد ذلك خصوصاً أن التأخير تزامن مع سفر
الرئيس إلى عدة دول صناعية في رحلة البحث عن أسلحة, والتي عقد خلالها عدة عقود
لشراء أسلحة ثبت لدى أبناء صعدة – كغيرهم من أبناء الشعب – ليس بالحدس
والتخمين, بل بالتجربة والمعايشة أن تلك الأسلحة ليست إلا للاستخدام الداخلي،
في قمع أبناء الشعب وضربهم وتخريب بيوتهم وتدمير مزارعهم, والتي دمرتها على
مدار خمسة حروب متوالية, وأن تلك الأسلحة لن تستخدم – إطلاقاً – في حفظ
السيادة اليمنية على بحاره المحتلة, وأجواءه التي تخترقها بكثرة طائرات التجسس
بدون طيار في مهمات استطلاعية واستخباراتية مشبوهة, وليست للدفاع عن جزره
وأراضيه التي تتطاول إلى احتلالها دول أجنبية وتمارس عليها كل الأعمال التي من
شأنها المس بسيادة اليمن عليها.

وعلى الصعيد الميداني فإننا نرى ونشاهد تراجع السلطة عن تطبيق التزاماتها تجاه
محافظة صعدة وغيرها من المحافظات التي كانت ساحة لمعاركها العبثية , فلا يزال
المئات من المعتقلين في السجون,وبدلاً من الإفراج عنهم أصبحنا نسمع عن اقتياد
مجموعات منهم إلى جهات مجهولة, مما يدعو إلى قلق أسرهم على مصيرهم ومستقبلهم.

وفي جانب التعويضات وإعادة الإعمار فإن السلطة لم تنجز أي شيء يذكر في هذا
المجال, وما أنجزته فليس إلا بمثابة ذر الرماد في العيون؛ فالمناطق التي
دمرتها الحروب لم تصل إلى أغلبها لجان الحصر والمسح الميدانية, إضافةً إلى
تحكم المزاج الطائفي في توزيعها وصرفها والتعامل بانتقائية وفق ما تمليه
الرغبات والمزاج والمواقف, وصرف الكثير منها في مشاريع جانبية وخارجة عن
النطاق الجغرافي للمناطق المتضررة كما هو عليه الحال في مشروع حمامات سوق
القات المركزي بمدينة صعدة وبتمويل من صندوق إعادة إعمار ما دمرته الحرب في
محافظة صعدة.

وعلى صعيد تطبيع الحياة والسكينة العامة لم نلمس من جانب السلطة إلا التصعيد
السلبي بما من شأنه أن يؤدي إلى عدم الاستقرار وعودة الحياة سواء عبر
الاستفزازات التي تمارس رسمياً وبشكل يومي في النقاط وفي المواقع العسكرية
التي لا زالت تحتلها, أو عبر الإيعاز للأجهزة الاستخباراتية وللمليشيات
القبلية التابعة لها بالقيام بالاغتيالات والتقطعات ونشر الفوضى كما حصل
للطبيب الحماس في محافظة الجوف, وخير شاهد على ذلك الوثيقة التي نشرها المكتب
الإعلامي للسيد / عبدالملك الحوثي والتي تتضمن تحميل المدعو/ خالد الشريف
مسئولية مايجري هناك من أحداث, هذا بالإضافة إلى التقطعات والقطاعات القبلية
ضد أبناء صعدة على امتداد الخط العام المؤدي من صنعاء إلى صعدة.

ويبدو للمراقب للأوضاع في صعدة بدون أدنى شك توجه السلطة لخوض حرب سادسة
ستهلك الحرث والنسل, وسيكون المتضرر فيها ليس أبناء صعدة وحدهم بل الوطن
بأسره، ولنا أن نتساءل ما جدوائية حرب سادسة ؟ من المستفيد من هذه الحروب
العبثية؟

ألم تستلهم هذه السلطة الدروس من الحروب الخمسة الماضية, وأن الخيار العسكري
لا يزيد القضية إلا تعقيداً؟ ألم يعلن الرئيس حينها أن الحرب توقفت وللأبد؟
لماذا إذا كان صادقاً في إعلانه ذلك لم نر شيئاَ على الأرض من شأنه ضمان ذلك؟
لماذا استمرار بقاء السجناء والمعتقلين في السجون ،وهل ذلك يصب في مصلحة قرار
وقف الحروب ضد صعدة والمناطق الأخرى؟ وإلى غير ذلك من الأسئلة الكثيرة والتي
تحتاج إلى إجابة.
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس