كتب / يافـع اليافعـي
قال الناشط السياسي الجنوبي السيد عبد الله حسن ألناخبي , إن تضحيات أبناء الشمال من اجل الثورة الشبابية السلمية , هي من جعلته أن يتخلى عن مطلب فك الارتباط بين الجنوب والشمال , وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الثاني والعشرين من مايو عام 1990 م , لم استوعب بعد كيف لشخص بحجم عبد الله ألناخبي , أن ينزلق وبكل سهولة إلى مستنقع العواطف اليمنية سريعة الذوبان ويسقط هذه السقطة الكبيرة والفظيعة , والتي لا شك أنها شوهت تاريخه الوطني وربما قضت عليه تماماً في الجنوب , ولن تكتب له تاريخ مشرف في اليمن الجديد بعد الثورة وبعد الفيدرالية إن تحققت لا سمح الله , فتخلي السيد عبد الله ألناخبي عن خيار شعبه بفك الارتباط وبهذه السهولة , ولسبب اقل ما يقال عنه , انه عذر أقبح من ذنب , تجعلنا في حيرة من تصرفات بعض القيادات الجنوبية كالشيخ طارق ألفضلي والآن عبد الله ألناخبي , وتجبرنا على أن نضع أكثر من علامة استفهام حول صدق ونزاهة المفاهيم الوطنية عند هؤلاء , ومسؤولياتهم الأخلاقية تجاه وطنهم وشعبهم , ولا ندري كيف انجرف وانحرف عن الخط الجنوبي المستقيم رجل كالناخبي لديه من الحنكة والدهاء ما يمكنه من قراءة الماضي بكل إرهاصاته وتقلباته , وتقدير الحاضر بحسه الوطني , واستشراف المستقبل الوطني للجنوب بحدسه السياسي , من واقع الإرادة الفولاذية لشعب الجنوب , التي تدل عليها وتؤكد على مُضيها قدُماً , التضحيات الكبيرة التي قدمها ويقدمها أبناء الجنوب كل يوم , بإيمان راسخ وعزيمة أكيدة وسخاء قل نظيره , حتى تحقيق الهدف المنشود آلا وهو فك الارتباط النهائي والأبدي مع اليمن , تلك التضحيات التي لم تهز شعره برأس عبد الله حسن ألناخبي او تحرك له ضمير , وهزت كيانه وزلزلت ثوابته الوطنية , تضحيات أبناء اليمن الذين يجاهدون وبكل بسالة من اجل إسقاط النظام والانعتاق من ربقه وإجرامه , وتخليص أنفسهم وبلدهم من شره وفساده , وهي التضحيات المقدرة من كل أبناء الجنوب , ولكن دون أن يتخلوا عن هدفهم ومطلبهم بدحر الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال الكامل , كما فعلها ألناخبي , ويريد أن يقتدي بسنته كل الجنوبيين , فأبناء اليمن يتحررون ويحررون بلادهم من احتلال نظام على صالح وسيطرة أسرته على كل مناحي الحياة , وليست تضحيات من اجل الجنوب أو عودة الحقوق الجنوبية التي تنكر لها وأنكرها نظام المخلوع السفاح على صالح ومعه الكثير من أبناء الشمال , لن نرفض رأي ألناخبي او حتى نستكثره عليه , اذا كان قد حدد أن هذا هو رأيه الشخصي , وليس رأي الجنوبيين او أي شريحة منهم , ولكن أن يبوح او يوحي بعكس ذلك , فهذا المرفوض جملة وتفصيلا , وهذا ما تسبب بغضب وامتعاض الجنوبيين من تصرفه هذا , والذين لم يتوقعوا من السيد عبد الله ألناخبي أن يسترخص دمائهم ويستهين بتضحياتهم , وتعز عليه فقط تضحيات اليمنيين , إلى درجة تقديم الجنوب غربانا لهم ولتضحياتهم , لم اعرف عبد الله ألناخبي شخصيا , ولكنني كنت على اتصال معه أحيانا , وقد ابهرني دهائه السياسي , عند ما كنت اسمع عن توجيهاته لبعض شباب الجنوب في الخارج , كيف يقدمون القضية الجنوبية للآخرين ويعرضون خلفياتها ويستعرضون أبعادها , فمثلا كان يقول ركزوا على الربط بين الاحتلال العراقي للكويت والاحتلال اليمني للجنوب , واربطوا تشابه النظامين اليمني والعراقي إلى حد التكامل , واجعلوا من التقارب والتجانس الجنوبي الكويتي حجة لكم للوصول إلى اكبر شريحة ممكنة وخلق علاقات قوية معهم وتسخيرها لصالح قضيتنا , ولكن عند ما تجد رجل بهذه العقلية الفذة وهذا التفكير الراقي وقد هوى من سماء الجنوب والحق , وآفل في ظلام الوحدة الدامس ودجى الباطل الحالك , فانك تصاب بخيبة أمل كبيرة وصدمة مريرة إلى حد التفكير بالكفر بتلك المبادئ التي يتشدق بها المتشدقون نهارا وليلا , ثم تجدهم في لحظة , وقد داسوا عليها بأقدامهم مقابل عاطفة وقتية زائلة او فتات من مصالح ومكاسب بائسة .
</b></i>