عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-13, 09:12 PM   #1
حسين بن طاهر السعدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-31
المشاركات: 3,801
افتراضي زيارة بن عمر عدن.. صوٌر جنوبية غيرمرضية !!!‏(بقلم : عبد الكريم سالم السعدي )

شبكة الطيف الاخبارية

جل ماعاناه ويعانيه أبناء الجنوب هو غياب الحضور الدولي في قضيتهم الأمر الذي جعلهم يسعون بل ويتلهفون لأي لفتة , ومتحفزين لأي فرصة يستغلونها لإيصال رسالتهم إلى العالم هذا طبعا إلى جانب أمورا أخرى يعانيها أبناء الجنوب عملت ومازالت تعمل على التأثير على مسيرة ثورتهم وخلق أمامها الكثير من الإرهاصات,

وقد اجتهد الجنوبيون كثيرا لإيصال صوتهم ومطالبهم إلى أسماع شرفاء العالم لإيجاد من ينصر قضيتهم ويقف إلى جانبهم في وقت عزف فيه البعض عن الاهتمام بهذه القضية بل أن البعض يحاول تجاهلها حتى على مستوى الصحافة والإعلام أما جهلا بها وبأهدافها أو خدمة لأجندات معينة... وحينما سنحت الفرصة لكي يرسل أبناء الجنوب رسالة لهذا العالم عبر المبعوث ألأممي جمال بن عمر ظهرت عوائق معاناتنا لتعلن وجودها بقوة وظهرنا غير جاهزين لاستغلال هذه الفرصة الهامة فكانت صور استقبالنا للمبعوث ألأممي كثوار نحمل قضية عادلة صور غير مرضية ففي الصورة الأولى تجمع أبناء الجنوب أمام مطار عدن الدولي والحالة غير المنظمة التي ظهرنا بها إضافة إلى ضعف الحضور وعدم الالتزام الأمر الذي جعلنا نظهر بصورة لم نرضى عنها نحن أصحاب الشأن , غاب الحشد وغاب التنظيم وغابت القيادات لانشغالها في الغرف المغلقة بمعركة صراع (الظهور) كلا يناضل باستماتة لإيجاد سطرا شاغرا ليضع فيه اسمه في قائمة المكلفين بلقاء المبعوث ألأممي وكأن المبعوث ألأممي بوقته الضيق جدا الذي خصصه لزيارة عدن حاضرة وعاصمة الجنوب جاء ليمنحهم صكوك الاعتراف بهم كممثلين للشعب الجنوبي ولم يأتي ليرى ويسمع من أبناء الجنوب ما يعانون وما يريدون وما هي أهداف ثورتهم بشكل حضاري يوحي بتوحد الجميع خلف الأهداف المنشودة , ظهر الشارع ضعيفا وغير منظم للأسف في وقت يدرك فيه الجميع قيادة وقواعد أن ابلغ رسالة كان ممكن لنا أن نوجهها للعالم مكانها الطبيعي هو الشارع لان الشارع في أسوأ حالاته لن يظهرنا مفرقين وممزقين كما ستظهرنا اجتماعات الغرف والمكاتب فكان الأفضل أن نولي الشارع اهتمامنا من حيث الحضور والتنظيم وحينها ستصل رسالتنا للآخرين ولن نكون حينها بحاجة إلى المطاردات والسؤال عن مواقع تواجد هؤلاء الآخرين والوقوف المذل أمام بوابات مكاتب المنظمات الدولية وغيرها بل أن هؤلاء جميعا هم من سيسعى للقائنا وخطب ودنا ... صورة أخرى تجلت في مشهد استقبال بن عمر عندما وصلنا إلى احد الفنادق في مدينة خور مكسر بعد أن غادرنا ساحة التجمع أمام ألمطار متجهين مع أبناء الجنوب في مسيرة صوب مفوضية الأمم المتحدة وبعد أن غادر مبعوثها من أحدى بوابات المطار الجانبية في غفلة منا بسبب غياب التنظيم كما أسلفنا كانت تلك الصورة في باحة الفندق وكانت مثال آخر لعدم الانضباط ولكن هذه المرة في صف بعض ممن يسمون أنفسهم قيادات في ظل انعدام الدليل , صراع لا يدري المرء ماذا يريد أصحابه وأطرافه وهل هناك داعي ومبرر منطقي لهذا الصراع وفي هذا الوقت بالذات وهل هناك حجة لدى هؤلاء غير التسابق على الظهور وحجز مقاعد قيادة الدولة القامة إذا ما كتب لها الوجود في ظل هذا المخاض الذي ينبئ بالكثير من المفاجآت القادمة...وصلنا بصحبة بعض الزملاء في لحظات الاجتماع الأخيرة والتي كانت أجواءها تشير انه كان اجتماع صاخب كعادة اجتماعاتنا وانه انتهى بعدم رضا كثيرا من الحضور وهو ما أكده لنا بعضا ممن صادفناهم وهم يغادرون الفندق قبل ولوجنا إليه .. أصيب الكثير بخيبة أمل مما شاهده وكنا نعلق آمالا كبيرة على الظهور أمام المبعوث ألأممي بصورة مشرفه يسودها التمثيل الموحد والخطاب الموحد خصوصا انه بلغنا أن هناك فكرة لدى هذا المبعوث مزعجة عن انقساماتنا وانه أكد لبعض ممن التقى بهم سابقا أن هذه الانقسامات سيكون لها تأثير كبير على مدى تمكنه من صياغة رأي واضح وجلي عن الحالة الجنوبية!!

صورة أخرى كانت أمام بوابة المفوضية الدولية في مدينة خور مكسر حيث كان المشهد لا يقل قباحة ولا فوضوية عن مشاهد الصور السابقة فقد تزاحم الكثير أمام البوابة والجميع يريد الدخول والتحدث باسم الجنوب وأبناءه إلا بعض ممن كانت لهم قضايا أخرى كقضية (صحيفة الأيام ) التي كنا نتمنى أن يدرك الحاضرون مقدار ما سببه غيابها عن الساحة من خسارة لقضيتنا الجنوبية وان يتراجعوا عن سباق التمثيل الذي أصبح (مقززا) وأن يتيحوا الفرصة أمام ممثليها لتكون لهم الأولوية في الدخول والمقابلة , طبعا كان هذا التزاحم التمثيلي الجنوبي أمام بوابة المفوضية يسير بموازاة تزاحم تمثيلي جنوبي آخر تحتضنه قاعات المفوضية والكل في الداخل والخارج يريد أن يكون متحدثا والغريب أن الكل يشعرك وهو يدلي بدلوه انه الوحيد القادر على إيصال آمال وآلام أبناء الجنوب إلى مسامع العالم وانه الوحيد المخلص للقضية والذي يمتلك الأحقية في التحدث عن هذه القضية والحقيقة (أن كل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذلك) , ارتفعت الأصوات وبدأت خالة من الفوضى تسود المتواجدين فخرج إلينا احد الأخوة العرب وهو مصري (اللهجة) لم نتمكن من الاقتراب منه والتعرف على شخصه ومن يمثل بسبب ازدحام متحدثي القضية الجنوبية ولا ادري هل هو احد أعضاء طاقم المفوضية في عدن أم انه من مرافقي المبعوث جمال بن عمر الخلاصة انه حاول أن يجد لدى احد المتواجدين خطاب مخالف أو غير الذي سمعه من متحدثي الداخل وهذا ما تضمنه قوله (انتم لا تقولون شيئا يختلف عن ما قاله زملاءكم في الداخل) وهو بهذا أنما يتساءل لماذا الإصرار على الدخول طالما حديثكم الذي تتحدثون قد تبنا ه زملاءكم الذين في الداخل وكان رد متحدثي القضية في خارج القاعة المزيد من الفوضى , انسحبت حينها لأنني حقا شعرت بالخجل مما يحدث وشعرت بالعار لان صوت الأخ المرافق بدأ يرتفع في وجوه الحاضرين وبدأ يتسلل من مضمار التهدئة والحوار ويدخل في دائرة (الشخط)والتقريع ووصلنا حينها إلى وضع لا يشرفنا كجنوبيين!!

استخلص من الصور الثلاث السابقة الصورة الأهم لحالنا اليوم كجنوبيين وأجد سؤالا مهما يطرح نفسه علينا هل هذه التصرفات والسلوكيات غير المتحضرة وحالة الانقسامات وغياب التنظيم والتوعية بين صفوف الثوار(وصراع فرض الرأي والوجود الشخصي) الذي لم نعد نبرح (حلبته) هي الطرق التي تجعل العالم يستمع ألينا والشرط الذي يرغم هذا العالم أن يتبنى قضيتنا العادلة والطريق الذي ستوصلنا إلى أهدافنا , أترك الرد لكل شرفاء الجنوب وثواره قادة وقواعد !!!


عبد الكريم سالم السعدي
عدن/12/12/2011م
حسين بن طاهر السعدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس