عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-03, 01:09 PM   #1
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي صحيفة كويتية : الرئيس الشمالي أرسل جحافل الى الجنوب لاعادة فرض الوحدة بالقوة

صحيفة كويتية : الرئيس الشمالي أرسل جحافل الى الجنوب لاعادة فرض الوحدة بالقوة



حياة عدن

«حتى تعرف ما يدور في رأس الرئيس علي عبد الله صالح يجب ان تذهب الى المريخ»، قالها بمرارة احد المعنيين بمتابعة الخطوات الصعبة لتنفيذ اتفاق الرياض بشأن المبادرة الخليجية.

«لماذا المريخ يا صديقي»؟ اجاب: «انت تعرف الاسطورة القديمة القائلة ان المريخ هو عبارة عن ارض يمنية اقتطعت من الوطن الام».

..وفجأة يعترف هذا الخبير ان اليمنيين عاجزون - حتى اشعار آخر - عن التنقل من العاصمة الى ضاحية ارحب المشتعلة بالمواجهات، فكيف بالرحلة الى المريخ؟! ويضيف ان الموفد الاممي السفير جمال بن عمر له باع طويلة، وكذلك الامين العام لـ «التعاون الخليجي» الدكتور عبداللطيف الزياني ومع ذلك، فليس بإمكان اي منهما استشراف اية مناورة جديدة يلجأ اليها صالح.

مطاردة قادة الانشقاق

في الواقع، حتى البنود «التنفيذية» التي وقع عليها صالح في الرياض يبادر الى تقزيمها.

على سبيل المثال، التنحي وتسليم السلطة: بيان بنقل الصلاحيات الى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، وفجأة يرسل صالح بالذات برقيات تهنئة الى الزعماء العرب برأس السنة الهجرية..ثم يصدر عنه بالذات قرار العفو العام الذي يستثني كل المتهمين بقضايا جنائية، والمتهمين بالتورط في محاولة اغتياله، وابرزهم قادة الانشقاق عن الجيش والقوات الخاصة، والذين سيطاردهم صالح ولو ارتحلوا الى كوكب المريخ!

اما الحصانة من الملاحقة القضائية، فقد بدا صالح «يتكئ» عليها لاجل تكريس سطوة ابنائه على مقاليد القرار العسكري والقمعي. أليسوا هم رموز البراءة على الرغم من كل ما اقترفته ايديهم؟! فماذا سيكون في امكان حكومة الوحدة الوطنية ان تفعل، في حال شكلت حقا برئاسة محمد سالم باسندوة، الذي اقترحه لقاء احزاب المعارضة في ظل خلاف شديد مع شباب الثورة، على الرغم من تقديرهم لكفاءات هذا الرجل الذي لعب ادوارا متعددة خلال الصراعات الاهلية في العقود الماضية.

خرائط الطرق المتعرجة

وفي الواقع فالرئيس اليمني استطاع، طيلة الاشهر الماضية، ابتكار خرائط الطرق المتعرجة للتملص من اي التزام فعلي. حتى الذين تتبعوا مسار صالح على مدى العقود الماضية، فوجئوا باكتسابه هذه القدرة الفائقة في الإفادة من عوامل الضعف في تحرك المجتمع الدولي.

التجزئة والقاعدة

ومن الهواجس والمخاوف القديمة-الجديدة:

-الخوف من وقوع اليمن في الانشطار والتفتت، مع العلم بأن المجازر ضد القبائل المناوئة للسلطة وضد الجيش المنشق، هي التي تدفع الى تفتت البلاد.

-الخوف من الارهاب وهجمات القاعدة..وهنا تبرز مبالغات قادة النظام وافتعالهم معارك وهمية في مناطق جنوبية مهمشة ..ومع العلم بأن المعارضة بشقيها الحزبي والشبابي هي اكثر صدقا من جماعة صالح في التصدي للقاعدة.

-الصراع المذهبي المتداخل مع الخلافات القبلية، وبخاصة بعد سنوات المعارك مع الحوثيين الذين شكلوا خطرا على السعودية ايضا.

الرهان على اعدائه الحوثيين!

وهنا وصلت مناورات الرئيس اليمني الى احدى قممها: الرهان على تمدد اعداء الامس - قوات الحوثيين - الى مناطق تتجاوز اقليم صعدة، لتهدد سواحل البحر الاحمر، مستغلا التأجيج الجديد للخلاف بين الحوثيين وبعض التنظيمات السنية، بينها قوى في اللقاء المشترك المعارض..فيكون المستفيد هو صالح ونظامه، ومهما يكن الثمن! ووقع عشرات القتلى الاسبوع الماضي عندما انقض الحوثيون على مراكز و «مدارس» لجماعات سنية.

المنجمون والاحجية

نعود الآن الى المصطلحات الممتدة من «نقل الصلاحيات» بالكامل الى «تكليف نائب الرئيس الحق في التوقيع»، وقبلها بأشهر: «انا مستعد لتوقيع المبادرة بصفتي الحزبية وليس الرئاسية»، ثم: «سأؤجل التوقيع الى ان اجد طرفا آخر» (اي عدم الاعتراف بوجود معارضة)، ثم اعتراض على مكان التوقيع (يجب ان يكون في القصر الرئاسي). وبعد الانفجار الذي اصاب الرئيس فنقل الى الرياض، بدأ المنجمون في تحري الاحجية بشأن ما اذا كان صالح سيعود الى اليمن، وهل سيعود لينتزع من منصور هادي الصلاحيات الاضطرارية، وما اذا كان التنحي الفعلي مطروحا حقا - اذ توقع بعض المقربين ان يكون ابناء الرئيس هم الممسكون بالسلطة، مستقبلا او حتى في الوضع الراهن.

ابناء الرئيس هم المسيطرون

وها ان الألسن تتناقل خطة للتنحي الى نجله احمد الممسك بمواقع طاغية..وهذا بعد ايام من مخاطبة صالح للعسكريين، مبشرا اياهم بأنه اذا كان لا بد من التنحي، فسوف يتنحى لهم بالذات، فـ «أنتم الضمانة لمنعة البلاد وسلامتها»! والفارق ضئيل، في رأي احد المعنيين، بين تسليم السلطة الى العساكر، وبين نقلها الى ابناء الرئيس، فهؤلاء هم المسيطرون على القرار، وهم الذين يقذفون شوارع صنعاء وارحب وتعز بالقذائف، ويعذبون المعتقلين، ويدمرون مرافق البلاد حتى يسهل على هؤلاء الابناء ان يحكموا بلدا خاويا ويتآكله الجوع والخراب.

سيرة حافلة بالتناقضات والغرائب

في الواقع، النمط المتبع من جانب الرئيس الحالي جاء ليفاجئ حتى المتابعين لمسيرته منذ توليه قيادة لواء تعز عاصمة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين، وحيث اقام علاقات مع القادة والمشائخ، وارتبط بعلاقة قوية مع شيوخ قبائل نافذة، كالشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب السابق.

في 1974 وصل إبراهيم الحمدي إلى السلطة، وحاول التصالح مع النظام الحاكم في الجنوب، في ظل المد القومي العربي، وفي 1977 اغتيل الحمدي وشقيقه عشية سفره إلى الجنوب لتوقيع اتفاقية بشأن الوحدة. وتولى الحكم أحمد الغشمي، لكنه قتل هو ايضا بعد سنة واحدة، وبعده وصل صالح الى الرئاسة في 17 يوليو 1978.

اعادة توحيد اليمن بالقوة

واذا كان الغشمي قد اغتيل برسالة مفخخة قادمة من الجنوب، كما قيل، فإن خلفه صالح اعتمد اللعب على التناقضات القبلية في اليمن الشمالي، والصراعات داخل اليمن الجنوبي، ليعمل على اعادة توحيد اليمن بالقوة.

واخذت الاحداث منحى مغايرا بعد مقتل سالم ربيع علي في الجنوب، وتولى علي ناصر محمد الرئاسة، فحصلت انواع من التقارب، لكن التوتر عاد الى الواجهة بعد تطورات جنوبية وتبدلات عاصفة .. وعندها ارسل الرئيس الشمالي جحافل الى الجنوب لاعادة فرض الوحدة بالقوة.

اندماج مجموع الناقمين على النظام

والآن، فالملاحظ ان مناطق الجنوب (المهمشة والمستباحة) وجدت طريقة للاندماج مع الثورة الشبابية في اليمن ككل، ضد النظام ونهجه وممارساته، وكذلك التفاعل مع اللقاء المشترك المكون من سبعة احزاب وتجمعات «مركزية» ان لم نقل: شمالية، وكل ذلك لأجل التغيير الديموقراطي وانقاذ البلاد.

الانشقاقات القبلية والعسكرية

الرئيس صالح فشل، والحالة هذه، في اللعب على الخلافات الموضوعية، والمناطقية، من شمالية وجنوبية، و«ثورة شبابية»، لكنه انتقل الى اللعب على الاوتار القبلية، فاصطدم بتصاعد الانشقاقات القبلية والعسكرية عن حكمه..وبدأت مواقع القرار العسكري والقواعد التابعة للحرس الجمهوري تتهاوى. لكن صالح استمر في لعبة الموافقة المشروطة، الى ان وقع المبادرة الخليجية، لكنه يفعل المستحيل لأجل افشالها او تحويرها عن مسارها.

المصدر: صحيفة " القبس " الكويتية


السبت 2011/12/03 الساعة 02:37:15



http://www.adenlife.net/news8549.html
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس