عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-28, 02:16 AM   #1
المسعودي اليافعي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-12-08
المشاركات: 392
افتراضي صالح المليء بالأحقاد: يرمي الكأس المسمومة في ملعب اللقاء المشترك

يكمن جوهر القضية الجنوبية في إنها مصير وطن ومستقبل شعب, ويكمن الاحتلال اليمني للجنوب عام 1994م في استيلائه التدريجي على وطن بأسرة بالقوة الأمنية والعسكرية, كطريق اختارته ( ج . ع . ي ) للقضاء على المجتمع الجنوبي وسلب أملاكـه وهويته وتراثه وتاريخه, ومحاولة استبدال الشعب الجنوبي بشعب آخـر منقول إلى أرضه ووطنه, وإيجاد كيان سياسي غير جنوبي على ارض ( ج . ي . د . ش ). ولولا الرفض والمقاومة الجنوبية السلمية التي بدأت بالأقلام الشريفة ومظاهرات الرفض للاحتلال بعد الحرب مباشرة لفقد الشعب واقعة السياسي وانتماءه الوطني وقيمّة المجتمعية. والأسوأ من كل ذلك إنه قد فقد دولته التي بنيت عبر مئات السنين واستبدل المحتـل مؤسساتها بأفـراد شماليين تابعين لنظام الاحتلال يديرونها حسب هواهم ومصالحهم. حتى كاد الجنوبيون أن يفقدوا هويتهم الجنوبية الحضارية الإسلامية والعربية وثقافتهم الإنسانية, وأصبحوا في ظل الاحتلال اليمني المقيت عاجزين عن التعبير عنها كما فقدوا صفة المواطنة وحقوقها وواجباتها, وأمسوا يعيشون بجنسية أخرى ودولة أخرى وهوية أخرى.

لقد تحولت الشراكة بين الدولتين ( ج . ي . د . ش ) و ( ج . ع . ي ) التي أعلن عنها في عام 1990م من قضية شراكة بين دولتين إلى قضية احتلال, يعمل على منح بعض الجنوبيين مناصب شكلية لإظهار شرعيته في حكم الجنوب, وعلى توطين اليمنيين الشماليين في الجنوب لإحداث تغيير ديمغرافي.

بعد عدوان 94م على الجنوب, سعى البعض من شرفاء الجنوب جاهدين لإزالة آثار العدوان دون جدوى, فقد سيطر حكم القبيلة والأسرة على نظام الحكم, وفرض هيمنته وسيطرته على مؤسسات الدولة وأجهزتها, وظل رأس النظام يحاور الآخرين طيلة ( 16 ) عاماً, لا من أجل التوصل إلى نتائج تزحزح المشاكل والقضايا التي يتحاور عليها المتحاورون, وإنما لإضاعة الوقت وترسيخ حكم الأسرة بدلاً عن القبيلة.

الكل يعرف إن أحزاب اللقاء المشترك قد رحبت بالمبادرة الخليجية, واعتقدت إنها بالتوقيع عليها قد كسبت بعض النقاط ضد صالح, بينما يرى الكثير إن تطبيق بنود المبادرة يمثل طوق نجاة لصالح, وسيستخدمها ضد أعدائه بعد أن تحملوا مسئولية السلطة. ولأن صالح من نوع الرجال الذين يكنون الأحقاد في داخلهم, ويعتبر إن رحيله عن السلطة بهذه الطريقة ضربة موجعة لغروره وكبرياءه, فسوف يترك وراءه كأس مسمومة يضمن تحقيقها للانتقام الذي يسعى إليه. ذلك الكأس ليس سوى تحويل الأوضاع إلى جحيم يصبّه على أعداءه وعلى شباب ثورة التغيير وكل سكان القرى والمدن والمناطق التي طالبت بإسقاط نظامه من عامة الشعب, بعد أن تخلى عن مسئولية النظام والسلطة وتحت قيادته قوة عسكرية ضاربة.

التعديل الأخير تم بواسطة المسعودي اليافعي ; 2011-11-28 الساعة 03:07 AM
المسعودي اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس