عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-01-10, 03:08 AM   #1
صقر الجنوب
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-15
الدولة: عدن
المشاركات: 2,918
افتراضي محمد علي أحمد : على صنعاء الاعتراف بالجرائم التي ترتكبها في الجنوب قبل أي حوار

صنعاء – لندن " عدن برس " : 9 – 1 – 2008
القيادي الجنوبي الوزير والمحافظ السابق والسياسي المعارض وأحد أهم قيادات الجنوب ما كان يسمى (الزمرة) رفض المشاركة في حرب صيف 94م واختار الوقوف مع الجنوب وخصوم الأمس حتى لا يندم -على حد قوله- ، محمد علي أحمد من منفاه الاختياري في لندن كشف في حوار نشرته صحيفة " الوسط " اليمنية اليوم عن رأيه بقرار الرئيس علي عبد الله صالح بدعوة رموز أكتوبر ونوفمبر للعودة ، ويوضح بعضاً من معالم الأزمة الجنوبية الراهنة والحلول الممكنة .

*حاوره : اسكندر شاهر سعد


* بداية نعرف أنك الآن مقيم في لندن .. هل لنا أن نعرف نبذة عما حصل للسياسي اليمني الجنوبي المعروف والوزير السابق محمد علي أحمد وأوصله إلى المنفى ؟


- في البداية أشكركم على هذا اللقاء وأتمنى لكم الصحة والسلام ، فيما يخص سؤالكم ، نعم أنا مقيم حاليا في بريطانيا منذ منحت لي الإقامة فيها بتاريخ 23 مايو 2006م. قبل الحرب كنت مقيم بصنعاء منذ عام 86 حتى مارس 1994 قبل الحرب الظالمة التي لها أسباب خفية أساسها نزعة انتقامية بأثر رجعي من مآسي الماضي وحروب الشطرين في72م و79 م، وعندما تأكدت من الدوافع الانتقامية قررت رفض المشاركة في حرب الشمال ضد الجنوب ، وقررت الوقوف مع خصوم الأمس رغم الشكوك الذي كان يساور الكثير منهم من وجودي معهم، لكني كنت في مقدمة المشاركين من جماعة قوات "الزمرة" ، وكنت أدرك ذلك التشكيك ، بل كان من الصعب عليّ إقناع المجاميع في عدن والمحافظات الأخرى من الذين يقفون معنا من "الزمرة" ، وشعرتُ بتواطؤ الكثير حتى من الموالين لـ"الطُغمة" من المقاومة التي أعرفها فيهم وفي جماعتي أيضا ، ولكن في الحقيقة كنت مقتنع بصواب موقفي على جبهة الحرب لأني أيقنت أنها حرب انتقامية ولا علاقة للوحدة بها أو الدفاع عنها كما كان نظام صنعاء يروج ويكذب على العالم لتبريرها.


ولهذا وقفتُ في صف الجنوب حتى لا أندم في المستقبل، وأنا على ثقة أن من شارك من الجنوبيين مع نظام صنعاء أو تقاعس عن القتال في عدن والمحافظات الجنوبية بأنه اليوم نادم على موقفه.


لقد اخترت الدفاع عن الأرض والعرض ولست نادم رغم أنني كنت على علم بفارق التوازن والقوه وكثافة خصوم جماعتنا في الجنوب بسبب تراكمات الماضي التي ساعدت المنتقم سوى كان ذلك على المستوى الوضع الداخلي أو الدولي ، ولكن كان ذلك خياري وبقناعتي رغم المغريات التي عرضت علي من قبل من كنت ضيفا عندهم ( سلطة الشمال ) وهم يعلمون سبب الرفض وأنا أعلم أيضا ! .


* سيكون حوارنا شاملاً لمجمل ما يشغل الساحة السياسية في اليمن ولكن قبل ذلك نريد أن نعرف تقييمك بشكل واضح لمجمل ما يدور في الجنوب في ظل التداعيات الراهنة والتي لا تُرى لها نهاية واضحة حتى الآن ؟


- الساحة السياسية في اليمن ملتهبة والوضع صعب ومعقد للغاية بسبب نهج وممارسات السلطة وعدم رضا الشعب على تفرد طرف وحيد بالحكم الذي فرض نفوذه على كل شيء وعزل الجميع عن السلطة وأحكم قبضته على المال العام والإعلام والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والمخابرات والأمن السياسي والأمن القومي ، بطش هذا النظام على كل شيء من الثروة النفطية حتى الوظيفة العامة التي أحتكرها لحساب الحزب الحاكم وهي وظيفة وطنية لا يجوز احتكارها حزبيا ، بل حقوق المواطن هي من الثوابت التي لا يجب المساس بها أو إهدارها من قبل السلطة ، ولكن الحاكم تجاوز كل الثوابت ، بل والأدهى أنه يتشدق بالثوابت ضد الخصوم فقط ، للأسف النظام لا يعرف أن من أسس وثوابت الدستور هو تقديس وتأمين حقوق المواطن من خلال شبكة الضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي والعمل والتأهيل وتثبيت قواعد الاستقرار والأمن والتنميـة ، هذه الثوابت لا يعرفها هذا النظام للأسف الشديد ، إذا التزم النظام بثوابت كهذه بعد ذلك يحكم من يحكم ويعمل بتجارب العالم الحضاري المفيد لليمن وندعم منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والصحافة الحرة وبدون عقاب من أجهزة الأمن.


أما الشق الثاني من السؤال فأني أأسف لما قام به في الجنوب ، فالحرب عطلت الوحدة ودمرت أهدافها وألغت حقوق الإنسان الجنوبي في هويته وثقافته وتاريخه وحتى ألغت حقوقه من العمل وبدون خجل ، حتى الشهداء لم يسلموا من عقاب المسخ والنصب ، إنها ممارسات تدل على حقد دفين في نفس السلطة ضد الجنوب ، فممارسات طمس الهوية الجنوبية تتم بطريقة ممنهجة ومتعمدة ، لقد غيروا أسماء المعالم والشوارع والمؤسسات ، انتزعوا أسماء شهداء الجنوب واستبدلوها بشهداء الشمال وباسم الوحدة ، إنهم يمارسون استباحة لا حدود لها لكل أراضي الجنوب ، ينهبون ثرواته باعوا مؤسساته وطردوا عمالها إلى الشوارع ، جعلوا من أبناء الجنوب جيش من العاطلين.


أن هذه التداعيات اليوم لابد من وضع نهاية لها ، ويجب الآن الاعتراف بجريمة ما لحق بالجنوب من أضرار ، ويجب إعلان ذلك رسمياً من قبل السلطة التي أوصلت الجنوبيين إلى هذا الوضع ، فإذا اعترف النظام بجرائمه ضد الجنوب وعاد لوثائق الوحدة وما قبل الحرب وأعاد مؤسسات الجنوب وما نهبه من ثروات وأعاد كل مؤسسات دولة الجنوب ، وأرجع كل ما نهبه من أراضي وعقارات إلى أهلها ، عندئذ في رأيي يمكن أن نأخذ بقرار الفدرالية بين أثنين أو أربعه .. نحن نريد سلطة نظام مدني وإخلاء المدن من المعسكرات ، وعند ذلك نحافظ على ما هو صالح ونصلح ما هو عاطل ونأخذ بخصائص التدريج وحتى نزيل الفوارق وفقا لخصائص الدولتين وبلا مكابرة ونكران للواقع .


*لم يعد سراً أن الوحدة اليمنية في خطر هذا ما تقوله حتى النخب الشمالية وحتى القيادة التي سارعت لتشكيل لجنة عليا لما أسمته معالجة الظواهر التي تخل بالوحدة الوطنية وما إلى ذلك برئاسة سالم صالح مستشار الرئيس ، إلى أي مدى ترى إن الوحدة فعلاً في خطر وما رأيك باللجنة المذكورة ورئيسها؟


- الكل يعترف بوجود الخطر ، ولكن هناك تعصب للحلول وهناك رفض للتنفيذ ، معنى ذلك لا توجد أرادة لتفادي الخطر ، إن مشاكل اليمن معقده تشبه شبكة العنكبوت بسبب تعصب القيادات وهوس السلطة وتداخلات المتنفذين في المهام والعمل ، بل أصبحت أغلب المؤسسات شكلية بسبب سلطة الفرد أو الممثلين بسلطة باطنية ، وربما هذه غريزة في الحكم لليمن المتداولة منذ العصور الغابرة ما بعد انهيار سد مأرب ، هذه النزعة تضاعف الدكتاتورية لحكام اليمن الذين تداولوها بالوراثة، واليوم الكل يشعر بخطر التوجه ، فالوحدة كانت هدف ومصير للشعب اليمني ولكن الحرب حطمت هذا الهدف وشوهت المصير وتفجرت الألغام في باطن الأرض .. هل تعلم لماذا هناك خلل في الوحدة ، لأن الكل يحكي عن الخوف والخطر ولكن النخب السياسية والسلطة ما لديهم أي إرادة في اتخاذ القرار والحل ، فالقرار يريد إرادة ويريد إخلاص في تنفيذه ،لأن الوحدة نشأت بقرار سياسي وليست كتابا مقدسا منزل من السماء .. قبل قيام الوحدة كان من المفروض أن يتم توحيد وطني في كل شطر والقضاء على الفوارق والخلافات والظلم والغبن بسبب تلك الفوارق بين الناس وهذا أكبر خلل وقع فيه اليمنيون ، ومن بعد ذلك تضاعفت العيوب وزادت الفوارق الاجتماعية فأصبحت هناك طبقتين، طبقة لشريحة في قمة تعيش في التخمة وطبقة تعيش في قاع الفقر وهذا يعني الموت ، وما دام الإنسان سيموت فأسهل طريق له للموت أن يثور على من يقهره ويظلمه ويسلب حقه ويعيش في تخمة الحياة بحق الفقير، فالموت هو الموت والإنسان يختار موته ويحدد خصمه وعلى الفقراء توحيد الصفوف لانتزاع حقوقهم وردع الطغاة.


أما الشق الثاني في السؤال مهمة سالم صالح ومن معه في اللجنة أقول الله يعينهم ، والنصيحة لهم أن يقولوا كلمة حق من أجل الوطن وإرضاء الضمير ، وأنصحهم أيضا أن لا يجعلوا مكانا للمجاملة ، لأن القطار سيمر على ظهورهم ، وهذا مصير أجيال .


* هناك حلقة ناقصة عندما يقرأ المتابعون الأزمة الجنوبية الحالية والتي تعود للعام 94م ففيما يعتبر البعض أنها الاعتراف بوجود قضية جنوبية يرى آخرون بأنها تكمن في عدم توافر الإرادة السياسية للحل وآخرون يعتقدون أن العودة إلى الوراء مستحيل وبالتالي عديد معالجات تصبح مستحيلة أين المشكلة بالضبط وماهي الحلقة الناقصة برأيك؟


- من لا يعترف بحق القضية الجنوبية فأهلها لا يعترفون بحق وجوده ، نحن كنا دولتين ونظامين مختلفين وثقافتين مختلفتين أيضا ، كنا دولتين معترف بهما في المحافل الدولية .. وأثناء الحرب في عام 94 صدر قرارين لمجلس الأمن الدولي ، وقرار بالتزام النظام للحل ، ولكن ظل النظام وبكل صلافة يماطل ، وهذا هو الردع الآن ، هل نسمح له يحتل وينهب ثروات شعبنا ويبيع أرضه ويطرد كوادره ويمسخ تاريخه فهذه ضر وف ساعدته فربما تجيء ظروف للمظلوم مشابهه أسألك أنا سؤال ماذا يعني وجود قيادات الجنوب الموحدين خارج الوطن لا يعني أن هناك قضية ولماذا وجود الحراك الجماهيري في الجنوب ومن لا يعترف بمطالب الجنوبيين فهذا شأنه والظلم والغطرسة لها حدود ، وأؤكد لك أن الظلم يولد الثورات والثورات تحطم السلطات وتسقط دويلات وإمبراطوريات ، هل من يحكم اليمن اليوم أقوى من الإمبراطورية البريطانية التي خرجت من الجنوب بعد كفاح مسلح دام حوالي أربع سنوات ، أتمنى من الله أن لا يكون اليمن وقيادته غبية إلى حد أن تتجاهل هذا الحراك ، وعليها أن تتفادى الكارثة ، وقبل أن يتطور إلى عصيان مدني ، ويصبح بعد ذلك الصوت الأعلى على الأرض هو صوت الرصاص وخروج الرجال للتضحية ، عند ذلك أقول لك من الآن سيعود الشارع الجنوبي لأهله وحدهم ، ومن هم اليوم يملؤون شوارع وأرصفه مدن الجنوب لن ترى لهم وجوداً فيها بعد دقائق من بداية أية ثورة مسلحة ،أو انطلاق بدايات لكفاح مسلح ، فلا يجب الاستهانة بالجنوبيين فالوطن لأهله وهم جديرين في الدفاع عنه .


أكرر أن لكل مشكله حل ، والحكماء يجب أن يستشيرون حكماء ، لا يستشيرون لصوص وباعة ضمائر أو سماسرة يبـيعون مستقبل أبنائهم مقابل مصلحة شخصية أو سيارة ، القضية ليست عادية هذا وطن ومصير شعب وتاريخ وهوية وهذا رأيي!!


* تبدو وثيقة العهد والاتفاق في ظل الأزمة الراهنة ككرة كل يريد أن يرميها في ملعب الآخر بحذر وتوجس شديدين بالرغم مما تحظى عليه من إجماع وطني ، ما رأيك بذلك وهل تشكل بالفعل مخرجاً للأزمة أم أنها -كما هو رأي البعض -بحاجة لإضافات مناسبة بحكم العامل الزمني والمتغيرات التي حصلت منذ توقيعها وحتى اليوم ؟


- تكمن أهمية الوثيقة بأنها تشكل ما يمكن تسميته بإجماع وطني ومباركة القوى الإقليمية والدولية عليها ، وأعتقد أنها لا تزال قابلة للتنفيذ ، ولو كنا عملنا بها في حينها لما كنا اليوم في هذا الوضع المتفجر ، ولكن الذين تعودوا الهيمنة والنفوذ لم يكن أمامهم سوى الدفاع عن مصالحهم ، لأنهم يرفضون بناء دولة المؤسسات التي أقرتها الوثيقة كمشروع لنهضة اليمن ، هي السبب التي دفعت بمن هو يشعر بفقدان نفوذه وكذا المصالح وتحجيم النفوذ عند ذلك قدموا لكن المتنفذين وأصحاب مشروع الهيمنة وإقصاء الآخرين بادروا إلى الحرب لتعطيل الوثيقة ومن ثم تعطيل الوحدة وفقدان أساس الاتفاق الذي على أساسه أقيمت الوحدة ، فقد تكشف للمواطن اليمني اليوم البرنامج الذي حمله للشعب من أشعلوا حرب 94 ، وشواهد الواقع من احتكار للسلطة وتشريع السلب والنهب وتقسيم الأراضي والجبال والصحاري على المقربين وشركاء الحرب من أجل الثراء ، وللأسف ورغم كل هذه الكوارث التي يعيشها اليمن إلا أن العالم يتفرج ولا يحرك ساكناً ، ورغم ذلك أقول نعم إن هذه الوثيقة تشكل في مجمل مضمونها مخرج ومدخل للمعالجات مع التطوير لأي شي تجاوزه الزمن والبعض يحتاج للتطور مع المتغيرات في الساحة .


* وجه الرئيس صالح دعوة لرموز سياسيين جنوبيين والذين وصفهم برموز أكتوبر ونوفمبر وأنت واحد منهم وذلك للعودة إلى الوطن . كيف تقرأ الدعوة برمتها ، ولماذا لا تستجيبون لها وما رأيكم بطرح الرئيس علي ناصر في آخر مقابلة له عنكم وعن أمله بعودتكم لمناصب تليق بتاريخكم وبدوركم في تحقيق الوحدة في مايو 90م؟


- دعوت الرئيس لا تحمل أي جديد ، وهي فقط للاستهلاك الإعلامي ، فهو لا يطرح حلولاً بل يخاطب نفسه ، ولا تتفاجأ إذا عاد وقال "نحن دعوناهم ولكنهم رفضوا " ، هو لن يعدم وسيلة لخلق مبررات لإخفاقاته ، ولن يكون هذا إلا مبرر له وحده .


إذا كان الرئيس جادا وعنده نية صادقة للحل فلكل قضية لها حلول ، والخيرون يعرفون مبدأ الحل في قضيه موجودة ، و لماذا قيادات الجنوب في الخارج وفي الداخل يناضلون من أجل إصلاح مسار الوحدة ، واليوم الشارع الجنوبي يطالب بمطالب أقوى من قياداته ، المطلوب هو الحل والاعتراف من قبل النظام رسميا بقضية الجنوب ومن بعد ذلك سنعود إلى الوثائق التي دمرها بالحرب ، هذا وطن وتاريخ وشعب وليس مجرد شركة هاتف يأممها ، لذا عليه الإعلان وبقرار جمهوري يلغي قراراته السابقة التي سببت الضرر للجنوب بالأرض والإنسان والثروة ، ما لم ربما يظهر تيار جديد إذا ماطلت السلطة في تنفيذ المعالجات والحلول ، فقد يطالب الآخرون بمشروع أهم وأكبر مما يسمعون عنه اليوم من أفواه المظلومين ، هذه إرادة شعب لا يمكن من يدعون بأنهم سيدافعون عن الوحدة بالدم الذي تعمدت فيه كما يدعون ، فان المطالب الشعبية ستتعمد أيضا بالتضحيات وبالدم أيضا ، فكما تحرر شعب الجنوب من أعتى إمبراطورية في الكون سيتحرر من هذا النظام ، ولكننا لا نريد لشعبنا مآسي جديدة ، أو تفرض علينا الصوملة كما يحاول النظام جرنا إليها .


العالم لا يمكن أن يبقى إلى ما لا نهاية يتفرج على الظلم وقهر الأبرياء وبالتأكيد سيقف مع شعبنا وسيدعم كفاحه كما ساعد الشعوب في تحررها من العبودية والفساد والتخلف ونهج العرف وأسّس الديمقراطيات والحريات في بلدان كثيرة ، أما نحن في اليمن نتكلم عن الديمقراطية وحرية التعبير والقوانين وما هو في الواقع عكس ذلك ، تحكمنا حتى اليوم قوانين العقر وذبح البقر ونحن نعيش اليوم في بدايات القرن الواحد والعشرين ، فالقيادات الجنوبية لا يمكن أن تظل تتفرج على شعبها وهو يُهان من قبل المتخلفين.


فيما يخص العودة للوطن فهذا قرار مرهون بالظروف ولا نحتاج لقرار من أحد يسمح لنا بالعودة ، فقرار العودة هو قرارنا ، ما لم يكن مبني على ما تم الحديث عنه في مقدمة السؤال ، ولكننا ما زلنا نفضّل الحلول السلمية من أجل سمعة اليمن .


*أين تقفون من الدعوات الصريحة التي تطلقها أحزاب وجماعات وأفراد جنوبيين بضرورة الانفصال وحق تقرير المصير للجنوب ، ومنظمة (تاج) واضحة وصريحة في هذا الاتجاه ؟


- موقفي من الدعوات واضح ومن يريد معرفة ذلك يتابع ما صدر مني في الصحافة وهو خير تعبير ، وأما مواقف الآخرين كتجمع (تاج) وبقية الأفراد من القيادة الجنوبية الموجودة في الخارج فكل واحد حر في ما يقول ويتبـناه ، فنحن مع شعبنا وإرادته ومع الوحدة السيادية على قاعدة وثيقة العهد والاتفاق ، أنا مع مراعاة الوضع الشعبي في اليمن وقبوله بما تتطلب المراحل بسبب تخلف سلطته التي لم تغير شيء من عهد الثورة حتى الوحدة ، أما الجنوب لديه تقاليد وأسس تعوّد على تطبيقها ، واليوم عنده القبول بالتجديد ومع الحفاظ على ما هو صالح من تقاليد دولة الجنوب السابقة ، أما الشمال مع الأسف ففي مشكله لا يمكن يصلح ويقبل بسرعة ما يراد منه من تطبيقات قانونية بسبب الموروث المتداول خلال العهود الماضية ، فمن الصعب وفي وقت قريب إصلاح ، ما نريد المقارنة بين الاثنين ، العاطل نصلحه وبالتدريج والصالح نحافظ عليه وهذا يحتاج بلا مكابرة إلى مراجعة، أي وحدة فدرالية ، بدون ذلك يعني اليمن الصوملة ، لابد من أن نعترف بخصائص الدولتين ، فمن الخطأ ندمر الصالح بهمجية الخربان وبعد ذلك يلحق الخارب ، نحن لا نقبل التراجع إلى الوراء ، لقد خسرنا الرجال حتى حققنا العدل والنظام في الجنوب ، ومستحيل أن نعود إلى الخلف 30 عام هذا مستحيل ، من أسهل الطرق لنا هو مراعاة الخصائص ونطبق القوانين في الشمال بتدريج ، وفي الجنوب نحافظ على ما هو فيه من تحضر مدني واحترام للقانون ، علينا احترام إرادة الشعب بدون مكابرة قبل أن تفلت الأمور ، الشعب يشتعل نارا في الشمال وفي الجنوب فهل السلطة عاجزة عن الحل ، فهناك حرك سياسي في الدولتين ، المجلس الوطني لقبائل اليمن ، والمجلس الأعلى لتحالف قبائل مأرب والجوف وشبوة ، والملتقيات قبائل مأرب وعمران وغيرها من الملتقيات والأشكال النضالية المختلفة ، هذه الأشكال تثور على مخلفات ما بعد الإمامة لتعيد للجمهورية عزتها ، وفي الجنوب أشكال الكفاح وحركات الجمعيات وأي شكل جديد يعيد للوحدة قوتها وسمعتها وتحقيق أهدافها .
======
يتبع------
صقر الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس