[اوراس شمسان]

وسط ارتياح شعبي كبير.. مستقلون ونشطاء حراك ينفذون حملة تنظيف شارع مدرم بالمعلا ((صور))

الجمعة 04 نوفمبر 2011 10:13 مساءً
أثناء القيام بعمليات التنظيف - عدن الغد
عدن ((عدن الغد)) خاص:
شارك فتية وشبان متطوعون مساء اليوم الجمعة في حملة تنظيف للشارع الرئيس بمديرية المعلا بعدن استجابة لدعوة من فصائل شبابية في الحراك الجنوبي بالمديرية.

وهذا الشارع العتيق هو أقدم شارع في شبه الجزيرة العربية, وهو أكبر شوارع مدينة عدن الساحلية وأكثرها تنظيماً, ويربط بين مديريتي كريتر وخورمكسر شرقاً ومديرية التواهي غرباً.

وانطلقت حملة التنظيف من منتصف الشارع بجوار مكتب البريد في ظل انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي, وتمثلت بإزاحة أحجار الأرصفة المتناثرة على الإسفلت, وتجميع النفايات وأكوام الأتربة في أكوام تمهيداً لنقلها ورفعها.

ولم تقتصر هذه الحملة على أعضاء وأنصار الحراك الجنوبي وشارك متطوعون مستقلون بالمديرية, وآخرون من مديريات عدن الأخرى, لكن منتسبين حزبيين لم ينخرطوا على ما يبدو في هذه الحملة التطوعية أطلقوا اتهامات ضد نشطاء الحراك وأنصارهم بالدخول في تسويات مالية مع السلطة المحلية, وهي تهم ترددت كثيراً في مرات سابقة لكن الأحداث اللاحقة نفتها عملياً, ويبدو أنها على الأغلب استباق لأي محاولة لفتح الشارع لربطها بصفقة بين الحراك والسلطة بغرض تسجيل نقاط في صراع سياسي محتدم بين الجانبين.

وقال أحد السكان في إشارة إلى منتسبين حزبيين من التجمع اليمني للإصلاح "عندما نكون مصممين على بقاء الشارع مغلقاً يروجون أننا نستلم أموالاً لبقائه مغلقاً, وعندما نناقش فوائد وأضرار إغلاقه يبثون الإشاعات ضدنا باشتراكنا بصفقات مع السلطة بغرض فتحه..هذه مكايدات فقط, لانعرف إلى متى سيستمرون هكذا".

وتواجدت متطوعات في وقت مبكر, وشاركن لاحقاً في حملة التنظيف, وفي مسيرة سلمية سبقت الحملة.

وتأتي هذه الحملة بعد يومين من يوم النظافة العالمي الذي يصادف (1-11-2011) وقبل يومين من عيد الأضحى الذي يصادف الأحد القادم.

وعبر مكبر صوت يدوي قال الناشط الشاب عبد الرؤوف حسن زين وهو نائب رئيس الحركة الشبابية بالمديرية أمام المتجمهرين قبل بدء التنظيف "نريد أن يعرف الآخرون أننا متحضرون, ونعرف ما معنى نظافة الشارع".

وشارك في الحملة والمسيرة نشطاء وقياديون في الحراك الجنوبي وفي فصائل ثورية بينهم الدكتور صالح يحيى سعيد, أمان عبد الجبار, ضياء حسن, زهرة صالح.

وتخللت عمليات التنظيف أجواء احتفالية وردد المتطوعون أهازيجاً شعبية يرددها نشطاء الحراك الجنوبي تطالب باستقلال الجنوب عن الشمال.

وكانت حملة التنظيف قد استبقت بمسيرة سلمية انطلقت من أمام مكتب البريد وطافت النصف الشرقي من الشارع ثم التفت صوب الشارع الخلفي حيث أقيمت وقفة احتجاجية قصيرة أمام مبنى في حي "حافون" يقدم خدمة شبكات الكيبل, وطالب المحتجون بإضافة قناة "عدن لايف" إلى قائمة القنوات الفضائية المتاحة في الشبكة, وهذه القناة هي الناطقة بلسان الحراك الجنوبي وتبث من استوديوهات في بريطانيا وسويسرا, ويمولها متبرعون مغتربون.

وفي طريق عودة المسيرة وقف المتظاهرون أسفل بناية تحتضن منزل أسرة الشهيد غسان الميوني الذي قتل في إطلاق نار من رجال الأمن أثناء تنفيذ إضراب شامل في الثالث عشر من أبريل (نيسان) بدعوة من شباب 16 فبراير بمدينة عدن.

وأمام المحتشدين أسفل المبنى ذرفت والدة الشهيد الدموع, وحيت من شرفة المنزل المتظاهرين الذين رددوا "بالروح بالدم نفديك ياشهيد".

وحظيت حملة التنظيف بتأييد واسع من كبار في السن شوهدوا يحيون الشباب على هذه المبادرة.

وتوقفت الحركة بشكل كامل في الشارع منذ الخامس والعشرين من فبراير (شباط) حين أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين سلميين في مدينة عدن وتسبب هذا بسقوط قتلى وجرحى ظهر يوم الجمعة, ثم اجتاحت قوة عسكرية الشارع الرئيس بالمعلا (شارع مدرم) في المساء وأطلقت النار بصورة عشوائية خلفت قتيلاً على الأقل وعدد من الجرحى, إضافة إلى أضرار مادية.

من أنيس البارق