الحزب الحاكم في اليمن لـ (الزمان): نقل السلطة يبدأ بقَسم الحكومة أمام نائب الرئيس
لندن ــ صنعاء ــ الزمان:
كشف حزب المؤتمر الحاكم في اليمن ان نقل السلطة في اليمن يبدأ من أداء حكومة يمنية جديدة تترأسها شخصية معارضة أمام نائب الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال عبدالحفيظ النهاري نائب الناطق باسم الحزب الحاكم لـ(الزمان) امس ان الرئيس وافق علي نقل السلطة الي نائبه مفوضا بصلاحيات دستورية تتعلق باختياره رئيس الحكومة والدعوة للانتخابات. وأضاف: ان أداء اليمين وتنفيذ باقي بنود المبادرة الخليجية سيكون تحت اشراف مجلس الامن الدولي ومجلس التعاون الخليجي.
وقال النهاري لـ(الزمان): ان البدء في التنفيذ ينتظر عودة نائب الرئيس من الولايات المتحدة مساء الجمعة وثلاثة من قادة المعارضة ياسين سعيد نعمان وعبدالوهاب الآنسي ومحمد سالم باسندوة.
فيما أعلن وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي امس عن استعداد الحكومة والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام التوصل الي حل سياسي مع المعارضة (اللقاء المشترك) وفق المبادرة الخليجية وتنفيذ آليتها . ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) الي القربي قوله خلال لقاء السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فيرستاين ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي ميكيليه سيرفونه دورسو تصر القيادة والحكومة اليمنية والمؤتمر الشعبي العام للوصول الي حل سياسي للازمة الراهنة مع المعارضة".
وأوضحت ان القربي ناقش مع السفيرين الأمريكي والأوربي آخر مستجدات الأوضاع في اليمن والجهود الحثيثة المبذولة بين السلطة والمعارضة للتوقيع علي المبادرة الخليجية وتنفيذ آليتها. ويأتي اعلان القربي اثر تصريحات لرئيس بعثة الاتحاد الأوربي بصنعاء الثلاثاء اعرب عن أمله في أن يكون عيد الأضحي مناسبة للاعلان عن تسوية للأزمة اليمنية، مؤكدا أن "اليمن لا يحتمل المزيد من التأخير ويحتاج الي اقتران الأقوال بالأفعال". وقال ان المحادثات بين "المؤتمر الشعبي وأحزاب اللقاء المشترك وصلت الي مرحلة متقدمة، وأن النقاط المختلف عليها في ما يتعلق بنقل الرئيس علي عبدا لله صالح سلطاته الي نائبه عبد ربه منصور هادي والدعوة الي انتخابات مبكرة وتشكيل الحكومة قد تمت تسويتها". وذكّر بأن قرار مجلس الأمن رقم 2014 بشأن أزمة اليمن، يدعو الرئيس اليمني الي التوقيع علي المبادرة الخليجية وأن المجتمع الدولي سيراقب كيفية تنفيذ الأطراف اليمنية لبنود القرار بأسرع وقت.
من جانبه قال مبعوث الاتحاد الاوربي في اليمن قوله ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تقدم خطوة أخري تجاه تسليم السلطة لنائبه بقبوله صيغة وضعتها الامم المتحدة لتسهيل الانتقال وانهاء انتفاضة ضد حكمه.
واتسع نطاق اشتباكات عنيفة بين أنصار صالح ومعارضيه في مدينة تعز ثالث أكبر مدن اليمن والواقعة علي بعد نحو 200 كيلومتر جنوبي العاصمة صنعاء امس وقال طبيب انها أسفرت عن مقتل أربعة واصابة 40 شخصا. ونقلت الوكالة اليمنية عن رئيس بعثة الاتحاد الأوربي بصنعاء السفير ميشيل سيرفون دورسو قوله انه يعتقد أن صالح قبل الان خطة الانتقال التي وضعتها الامم المتحدة.
وقال دورسو "نحن مقتنعون بأننا علي وشك التوصل لاتفاقية قريبا وقبل كل شيء يتطلب الامر التزاما سياسيا. نأمل أن يصبح عيد الاضحي فرصة للاعلان لليمن وللعالم أن اليمن عبر صوب مرحلة جديدة". وطلب دورسو من محتجي المعارضة العودة الي منازلهم قبل عطلة عيد الاضحي الاسبوع المقبل حتي يمكن الانتهاء من الاتفاق. ويزور زعماء المعارضة اليمنية الكويت حاليا لحشد الدعم لحركتهم.
من جانبها تعاملت متحدثة باسم مجلس للمعارضة اليمنية مع هذا التطور بحذر. وأضافت المتحدثة حورية مشهور أن المعارضة سمعت أمورا جيدة من الدبلوماسيين لكنها تريد أفعالا لا أقوالا وأن المعارضة لا تشعر بالتفاؤل لكنها ستصبح أكثر تفاؤلا اذا تم توقيع المبادرة الخليجية.
ويحكم صالح اليمن منذ عام 1978 وشهدت البلاد حربا أهلية وحركات تمرد ويتمسك بالسلطة علي الرغم من تعرضه لمحاولة اغتيال أدت الي سفره للعلاج في السعودية لمدة ثلاثة أشهر ورغم انشقاق لواءات في الجيش ورغم تسعة أشهر من الاحتجاجات في الشوارع.
من جانبه قال عبده الجنادي نائب وزير الاعلام اليمني ان الحزب الحاكم اقترب من ان يعلن ان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي سيخلف صالح في الرئاسة.
وأضاف أن هادي سيعود من الولايات المتحدة اليوم الخميس لانهاء الحوار مع المعارضة وقال انه سيوقع المبادرة الخليجية وآلية عملها في المستقبل القريب.
وزار جمال بن عمر مبعوث الامم المتحدة اليمن في أيلول في محاولة لايجاد طريقة لتنفيذ اتفاق لتسليم السلطة تم بوساطة خليجية والتغلب علي جمود سياسي أصاب الحياة في اليمن بالشلل ودفع به الي شفا الحرب الاهلية.
لكن المبعوث غادر اليمن دون أن يحقق شيئا بعد أسبوعين من الجهود الدبلوماسية المحمومة بين المعارضة والحزب الحاكم.
وتقضي خطة بن عمر بأن يسلم صالح السلطة الي هادي قبل اجراء انتخابات رئاسة مبكرة تجري في غضون ما بين شهرين وثلاثة أشهر.
وفي تلك الاثناء تشكل المعارضة حكومة مع الحزب الحاكم كما يتم تشكيل جهاز لاعادة هيكلة القوات المسلحة.
لكن توكل كرمان وهي من زعماء حركة الاحتجاج في اليمن وفازت بجائزة نوبل للسلام الشهر الماضي قالت ان الاتفاقات المطروحة علي الطاولة لا تقدم سوي القليل وانها جاءت متأخرة.
وكتبت توكل لصحيفة الجارديان البريطانية قائلة "من المشين أن يرضي من يقولون انهم مهتمون بمستقبل اليمن باقتراح مبادرات من أكثرها فظاعة تلك التي تعطي حصانة كاملة لصالح وأبنائه وكبار مساعديه من أي محاسبة عن الجرائم التي ارتكبوها ومن بينها قتل مئات الثوار".
http://www.arab2.com/akhbar/f/f.html...w.azzaman.com/