عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-24, 05:22 PM   #44
طائر الاشجان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذيب الخلا مشاهدة المشاركة
اعذرني ان اقتبست السؤال فقط

لانني ومن خلال الاجابة عليه اود الوصول الى نقطة كانت وما زالت ترافق حركات التحرر في الجنوب وحتى وصولها الى الحكم وهي فكرة التخلص من الخصوم السياسيين عن طريق الاسكات الابدي ، وهذا السلوك اراه يتكرر اليوم من خلال تخويننا لبعضنا البعض ، واستعداد البعض للتخلص من الخصوم بنفس الطُرق السابقة .

ذلك يعني اننا ما زلنا لم نتعلم الدرس وان سلوك البعض في الرغبة في تصفية الخصوم السياسيين وكأنها عملية وراثية ، لذلك ايه الطائر فأنني حين سألت عن الاسباب التي كانت تجعل من حزب كـ الرابطة او جبهة التحرير عملاء وخونه مما ادى الى تصفية البعض وهروب البعض الآخر من قياداتهما الى خارج البلاد هو إشاره الى بداية ذلك النهج الفكري والسياسي الاقصائي والذي بسببه خسرنا فيصل عبداللطيف وكوكبة من خيرة الرجال خلال الفترة من 1967م وحتى 1990م ، لذلك اعدت السؤال عن افراد وقطعاً لا اقصد تفاصيل الواقعه ولكنني اردت التذكير بـ فكر الاقصاء وهو الفكر الذي انتهجه الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش لفترة زمنية وجيزة من حكمه ثم تخلى عنه ، اما نحن فالفكر ما زال مسيطراً على الكثيرون منذ 1967م وحتى اليوم .

ان فكر الاقصاء والذي يستخدم مبدأ من ليس معي فهو ضدي ومن هو ضدي فلا يستحق الحياة ، ومن ثم فان اعادة انتاج ذات النظام الاقصائي امراً مؤكدا في ظل هذه الحالة من العداء بين الخصوم السياسيين في الوطن الواحد .

وبالمحصلة فانني ادعو الى عدم تخوين بعضنا البعض حراكيين او فدرالين او غيرهم وعلينا ان نتنافس في تقديم البرامج ولنترك الحكم للشعب ليختار ما يشاء طريقاً او احزاباً او افرادا .

سيدي الفاضل ..

خبرتي في الحوارات السياسية تنبئني بأنك تحاشيت الرد على سؤالي ، وشرقت وغربت لعدم معرفتك بالتفاصيل ، وأنا هنا وحتى لا أحرم القارئ من متعة الإطلاع على ما جرى لنخبوي في حجم فيصل عبداللطيف الشعبي أقول لك الحكاية مختصرة فيما يلي :

دعني أسرد إليك واقعة القتل متجاوزاً كل المقدمات التي سبقت الزج بفيصل في زنزانة انفرادية تحت حراسة مشددة .. وكان خصومه يعلمون أن التخلص من هذا القيادي لن يمر بسهولة من قبل مؤيديه ، وعليه فإن الخلاص منه يستوجب تقديم معطيات مقنعة تبرئ ساحتهم ، وتجعلهم بمنأى عن اليد الطولى المتعطشة للأخذ بدمه منهم :

( سيناريو الجريمة )

أحد الحراس يحمل رشاشاً خالٍ من الذخيرة ، يقف أمام فيصل عبداللطيف يتحدث إليه ، ثم فجأة يصفعه على خده الأيسر ، رد الفعل يأتي بصورة تلقائية وهو خطف الرشاش من قبل فيصل وتصويبه نحو الجندي – الذي يرتمي أرضاً متظاهراً بأنه قُتل – في هذه اللحظة يقوم طرف ثالث خفي " محسن الشرجبي " بإطلاق النار على فيصل ويرديه قتيلاً ، يتم تصوير المشهد ثم يُعرض على " أعضاء القيادة العامة للتنظيم " ( بعد أن تكون اللقطة التي تصور الصفعة قد حذفت "في المونتاج " ) ، وأظهرت اللقطات فيصل عبداللطيف وكأنه تمكن من خطف سلاح الحارس وقتله وحاول الهرب ، وأن إطلاق النار عليه ما هو إلا إجراءٌ روتيني ، وضرورة حتمية .

طويَت هذه الحادثة بالكتمان إلا فيما يتداوله السجناء السياسيون همساً ، وكل من يظنون - مجرد ظن - أنه فطن إلى لعبة " محسن " يكون عرضة للتصفية الجسدية ، وكان هذا السر يتسرب أحياناً من عناصر قيادية في جهاز أمن الدولة أثناء تعاطيهم للخمرة بإسراف ، ولهذا كان التنبيه مستمراً من هذا الجهاز لعناصره بتجنب معاقرة الخمرة إلا في صحبة رفاقٍ موثوقي الجانب .

ما من شك في أن تركيز " حوشي " كان منصباً أصلاً على جهاز أمن الدولة بغرض تنفيذ سياسة القبضة الحديدية بالإعتقالات والسحل ، وهي المهمة الموكلة إلى " محسن " ، فيما المهمة الأخرى المتعلقة بالإعلام وهو الجهاز الحيوي المنوط به تشكيل ثقافة وأيديولوجية كافة قطاعات الشعب بما يخدم مشروع اليمننة سيراً نحو تحقيق ضم الجنوب فيما يسمى بالوحدة ، وقد أوكلت هذه المهمة للوزير راشد محمد ثابت ، وكلاهما ذراعا عبدالفتاح اسماعيل . أما الأبطال من أبناء الجنوب – مقاتلي حرب التحرير – فانقسموا إلى فريقين ، كل منهما منهمك في جمع التكتلات حوله ، وهي المهمة التي لا ينشغل بسواها ، ويرى أنه يسير وفق مقتضيات الحذر ، وهو الإتجاه الصيحح ، وما نزال نعاني آثار هذا الإنقسام حتى اللحظة .

تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ

التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-10-24 الساعة 05:35 PM
طائر الاشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس