[اوراس شمسان]

توكل كرمان في نيويورك وقراءة لما وراء مغازلة الحراك بعيدا عن وسائل الإعلام العربية والعالمية.




مثلما هو واضح من تأريخ رفع الفيديو يبدوا انه يوم امس او امس الاول في نيويورك

لاشك ان مضمون خطاب كرمان الأخير يعتبر خطابا ايجابيا من حيث الإعتراف بالقضية الجنوبية والحوار حولها دون شروط ودون سقوف ومن حيث الإعتراف والإشادة بالحراك الجنوبي السلمي وبزعيمه المناضل باعوم.

وبغض النظر عما اذا كان هذا الخطاب عبارة عن قناعة حقيقية وليست مجرد مغازلة فهو بالمجمل لن يغير شيء بمجمل الوضع لسبب بسيط ان كرمان ليست صاحبة قرار ولا سلطة بالشمال ولا تمثل اي مركز نفوذ تصنع القرار في الشمال , مع ذلك نقدر الخطاب الإيجابي تجاه شعب الجنوب والإعتراف بتقرير مصيره مع ادراكنا ان هذا الحق ينتزع ولا يوهب.

قد يقول البعض ان توكل كرمان تمارس ازدواجية الخطاب بالحديث عن الثورات ورموزها فهي تغيب الحديث عن القضية الجنوبية , الحراك الجنوبي ورمزه المناضل باعوم عندما تكون امام عدسات إعلام عربية او عالمية لاسباب قد تكون لعدم لفت انضار العالم لهذه القضية بينما تغازل الجنوبيين بالخطاب الإيجابي عندما تكون في جلسات خالية من وسائل إعلام فضائية بحيث لا يتعدى من يسمعها سوى الحاضرين في ندوتها او من يشاهدون هذه المقاطع فقط على مستوى الداخل اليمني والجنوبي.

يجب علينا ان لا نتوقع من السيد المناضلة توكل كرمان اكثر من تعاطف ومغازلة فهي ليست جنوبية وليس مطلوب منها اكثر من اعتراف بحق تقرير مصيرنا ولهذا السبب انا اتعجب ممن يشتمها او ينال منها بالتجريح فهي مناضلة ولها اهداف تتحرك لاجلها وتسعى كالنحلة لا تنام واذا كان من لوم وعتاب يوجه لاحد فالاولى توجيهه الى قيادات الحراك التي تحنطت وتسمرت في جحورها لا تقوى على الحراك رغم انها تقود الحراك الذي لا يقر لها بذلك.

في الأخير علينا ان نعلم جيدا ان وحدة الصف الجنوبي شيء مهم وفرض السيطرة على الارض هو شيء اساسي مع تظافر الجهد السياسي والإعلامي الجنوبي في الداخل والخارج لإجبار العالم على الالتفات لنا فالعالم ليس جمعية خيرية بل هو عالم يحترم من له نفوذ وقوة على الأرض ومن يحقق له مصالحة الإقتصادية والأمنية بالدرجة الاولى