ابتدع العميد علي محمد السعدي أبياته الرشيقة في السجع والمعاني على الرتل المعروف عندنا نحن – العواذل - ( بالساحلي ) وأجاد في النظم بصورة لم أرَ أجمل منها ، كانت أبياته موزونة ومحكمة ، سوى بعض الأخطاء الإملائية التي يتسطيع القارئ تجاوزها ، وهي ليست بالعيب الذي يسحب نفسه على موهبة الشاعر ، وأنت تقرأ أبيات السعدي تشعر بألم المعاناة التي يتجرعها الشاعر ، ويقترب أكثر من ملامسة الجرح في قوله : ( وبالتسامح با لداوي الجرح من صوبه ) والحقيقة أن كل بيت استقل بمعناه التام وصب في مجمل الفكرة التي طرقها الشاعر ، وهذا يعني التمكن لدى الشاعر من الأمساك بزمام المعنى الذي سخر له مفردات غاية في الذكاء ، وهو ليس بغريب على رجل مخضرم شرب من الحوض ، وغزى مفرقه الشيب ، احنكته نوائب الدهر حتى أوقفته على طريق الرشادِ .
رد الشاعر / حمزة صالح مقبل جاء مدوياً وصاعقاً من حيث البناء الخارجي والوزن وكذا جوهر المضمون ، وبدا طويل النفس بما مكنه من تغطية الفكرة شاملة ، ولكأني به يتعمد الإتكاء على حقائق لا يريد لها أن تفلت منه ، فكان موفقاً في الرد إلى حد بعيد ، ويبدو أنه شاعر متمكن ، برغم وجود هنات ربما غير مقصودة ، وتهيأ للبعض أنه خروج عن البحر فيما هو ليس كذلك ، ربما انكسارات وزنية إذا جاز التعبير ، وسنعود إن شاء الله لاستكمال هذا التقييم ، غير أني أوجه تحية للشاعرين مكبراً فيهم حب الوطن الذي شكل القاسم المشترك في هذه الإسهامات الشعرية ، وأهديا للقارئ لحظات من الإستمتاع تستحق الشكر .
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
التعديل الأخير تم بواسطة طائر الاشجان ; 2011-10-20 الساعة 11:24 PM
|