عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-10-19, 01:14 AM   #4
لشري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-15
المشاركات: 2,488
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التيارالثالث مشاهدة المشاركة
عندما قامت الحركة الدستورية في العام 1948 والتي كانت تدعو إلى ملكية دستورية في الشطر الشمالي من اليمن، انبرت القوى اللاهوتية والأتوقراطية والتي نسميها اليوم بــ"الرجعية" لتصور ما تدعو إليه هذه الحركة على إنه استبدال للقرآن بالدستور، وتخلٍ عن الإسلام والقرآن، وقد تكرر الأمر مرارا مع ثورة سبتمبر وأكتوبر حيث جرى تصوير حركة سبتمبر على إنها خروج عن الحق الإلهي لآل حميد الدين (رحمهم الله) في حكم اليمن الشمالي، كما صورت الإجراءات الثورية لثورة أكتوبر في الشطر الجنوبي على إنها إلحاد وكفر لأنها ببساطة تساوي بين العبد والمالك بين ابن عامل النظافة وابن السلطان، وقد تكافئ ابن عامل النظافة إذا ما تفوق على ابن السلطان دراسيا أو مهنيا أو إبداعيا دون أن تلغي حق أحد في المواطنة.

تلك هي القوى المحافظة التي عرفت بالأدبيات السياسية بــ"الرجعية" باعتبارها تريد الرجوع بالناس والتاريخ إلى الوراء.
التاريخ يكرر نفسه اليوم ولكن هذه المرة بصورة أكثر مأساوية مصداقا لقول أحد الفلاسفة "إن التاريخ لا يتكرر إلا على شكل ملهاة أو على شكل مأساة".
رجعيو اليوم يصورون خروج الشعب للمطالبة بحقوقه المغتصبة منذ ثلث قرن على إنه تمرد على الشرعية، لا بل لقد ذهب رأس النظام إلى تصوير ما يدور على إنه انقلاب عسكري تقوم به القاعدة والإخوان المسلمون ولم يقل لنا ما هي القوة العسكرية التي يستخدمها الانقلابيون لتنفيذ انقلابهم غير الشعب بملايينه العديدة، . . .يتصرف الرجل وأركان نظامه بعقلية وسلوك الإمام أحمد لكن بعد نصف قرن حافل بالتطورات العلمية والتكنولوجية أهمها تكنولوجيا الصورة الإلكترونية التي تنقل في اللحظة ما تفعله قواته من أفاعيل إجرامية بحق أبناء الشعب اليمني العزل من السلاح، من قتل للأطفال والشيوخ والنساء والمسالمين عموما، إلى هدم القرى فوق ساكنيها إلى عقاب الشعب بمنع الماء والكهرباء والوقود والأدوية، . . . لكن لأن رجال النظام توقفوا عند 1978م فقد اعتقدوا أن العالم سيصدق افتراءاتهم ويلغي معارفه ومعلوماته وقدراته العقلية على التفكير والاستنتاج، لقد اعتاد الرجل على أن يصور الفشل على إنه نجاح باهر فيقول له المحيطون به آمين، دون أن يجرؤ أحد على الاعتراض أو التصحيح لأن مصير أي معترض سيكون في المجهول، وتصور أن كل العالم يشبهون الشلة المحيطة به يقول لهم كل الشعب قاعدة فيصدقون، واعتقد أنهم لا يمكن أن يكذبوه تماما كما يفعل طباخو سياساته، لكنه نسي أن لسكان هذا العالم أذون يسمعون بها وعيون يبصرون بها وألباب يفقهون بها، وعقول يميزون بها بين الزيف والحقيقة وبين الحق والباطل وأن الاختراع الأخير " حكاية الانقلاب العسكري وتحالف القاعدة والإخوان المسلمين" قد تأخر كثيرا وكان يمكن أن يقوله في 78م أو 79م أما وقد دخل العالم عصر الإنترنيت والفضائيات واليو تيوب والفيس بوك فإن هذه الحكاية لا تعبر إلا عن تخلف القائلين بها، لأن العالم كله يرى القاعدة وهي تتسلم عواصم المحافظات من قواته دون إطلاق رصاصة واحدة، هذه القوات التي انصرفت تقتل المواطنين العزل من السلاح، والعالم كله يرى أين يقف القناصة الذين يعتدون على المدنيين قتلا وسفكا للدماء وانتهاكا للأعراض وسحقا للطفولة ومن أين يأتون بالأسلحة والذخيرة، ومن الذي يمدهم بها.
القتلة يتصورون أنهم قد نجحوا في تقديم أنفسهم للعالم على إنهم ضحايا بينما يصورون الضحايا على إنهم مجرمون وخارجون عن القانون، لكن هذا الوهم لا يعشعش إلا في رؤوس هؤلاء الذين أبوا أن يعيشوا العصر الجديد وأن يدركوا أن العصر له ثقافته ومفاهيمه وأن الشعب إذا أعلن قراره فلا يمكنه أن يتراجع عنه.
إنها الرجعية الجديدة التي تعتقد أنها بلغت من القداسة ما حاولت أن تبلغه الرجعية القديمة مع فارق الادعاء بالحق الإلهي عند أولائك والادعاء بالحق الشرعي (المزيف) عند هؤلاء ولا فرق إلا أن أولائك انصاعوا لقانون التاريخ وقبلوا أن يكونوا من الماضي وهؤلاء لم يقبلوا أن يكونوا من الماضي وما يزالون يعتقدون أن بمقدورهم لي عنق التاريخ لإجباره على البقاء معهم في ماضيهم الذي مات وشبع موتا.
برقيات
* ما يزال النظام يوظف ملف القاعدة ضد الثورة الشعبية السلمية، رغم أن العالم قد عرف من يربي القاعدة ومن يستخدمها ومن ينشطها عند ما يشاء ويجمدها عند ما يشاء.
* رجعية الأمس كانت تنتمي إلى عصرها وعندما آن أوان انصرافها قبلت أن تنصرف، أما رجعية اليوم فهي تعيش في غير عصرها، وعندما أراد لها الشعب أن ترحل تطلب هي من الشعب الرحيل، وهذا هو الفرق بينهما.
* قال الشاعر ابو القاسم الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستــجيب القدر
ولا بد للــــــــيل أن ينجلي ولا بد للقـــــــيد أن ينكسر
كذلك قالت لي الكائــــنات وعلمـــني روحها المستتر
إذا ما طمــــحت إلى غاية ركبت المنى وخلعت الحذر
شعب يمني واحد تنفيذاً لاهداف ومبادى ثورة ١٤ أكتوبر اليمنية المجيدة. ومن يؤمن بالثورة ويوهم شعب الجنوب العربي بإنه سيحرره فهو يخاع نفسه ويخدع الله وخلقه.
لشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس