" باعوم " يسقط من حسابات جائزة " كرمان " ..
في الكلمة التي ألقتها " توكل كرمان " خلال الحفل التكريمي الذي أقيم على شرفها بمناسبة حصولها عاى "جائزة نوبل للسلام " تحدثت عن القضية الجنوبية ، وذكّرتني بالمثل القائل " يبيعوا الماء في حارة السقايين " فلم يعد أبناء الجنوب بتلك الطيبة التي تعهدها ، لا سيما بعد تطايُر الأوراق التي تحمل فضائح نظام صنعاء حكاماً وبلاطجة ، شيوخاً وقبائل مرتزقة ، علماء دين ، والكل في فلك الخيانة يسبحُ .
توجهت "كرمان " بالشكر للحراك الجنوب ، وقالت بأنها تعلمت منه كيف يكون النضال السلمي ، وهي بهذه الكلمات تتجاهل مفهوم الهدف الذي يتبناه الحراك السلمي وهو تحرير الجنوب ، هذا الهدف الذي لوَت عنقها عنه واتجهت إلى سرداب حميد الأحمر ، فهناك الفائدة المرجوة ، وهناك تجد نصيبها كمجتهدة ، أوليس " لكل مجتهدٍ نصيب " ! وهناك يمكن أن يتحقق النصيب المأمول وغير المأمول ، هل كنا نأمل في العم " نوبل " وجائزته التي ستكشف لنا الأيام ما نجهله عن أسباب المنح الغريب ، من أيادٍ لا تؤمن بأن الرزق يمكن أن يأتي من حيث لا تحتسب ! .
تقدمت "كرمان " نيابة عن شعب اليمن بالإعتذار إلى شعب الجنوب عما لحق به من جورٍ وظلم ، ونهبٍ وسلب ، وقتلٍ وتشريد .. لا بل وتعهدت بأن يكون هنالك حلاً للقضية الجنوبية عادلاً ومنصفاً ، ولا أدري بأي صفة تعتذر ، وبأي صلاحيات مخولة تسوق التعهدات ، إن المجال الوحيد الذي يمكنها خوض غماره هو المجال الإنساني ، والسلمي ، ومع علمها بأن الأسير المناضل " حسن أحمد باعوم " يجب أن يتصدر أجندتها في تفعيل دورها عاى خلفية هذه الجائزة ، وما تمنحها من زخم إعلامي ، وبما يُرضي الجنوبيين عن أدائها ، ويخرجها من دائرة الشبهات ، إلا أنها لم تأتِ على ذكر هذا المناضل الفذ ، وهنا نضع ألف علامة استفهام .. ونخلص إلى الإستنتاج الذي لا يقبل تأويلاً سوى أن " حميد الأحمر " هو من يقف وراء " كرمان " ليحدد لها خطوط الطول والعرض ، في أي منعطف سياسي تنوي عبوره .
وتنصبّ جهود الكل – سواء المعارضة ممثلة في اللقاء المشترك ، وبلسان ناطقه الرسمي " عيدروس النقيب " أو شباب التغيير وممثلتهم " توكل كرمان " وجميعهم تحركهم إرادة خفية يعرفها القاصي والداني ، وهي "حميد الأحمر " الذي يتولى الجانب السياسي في جبهة بيت الأحمر أكبر الطامعين في ولاية العرش بعد سقوط بيت علي عبدالله صالح ، في صراع البيوت الذي أذهل المراقبين ، وأثار حيرة المهتمين بالشأن اليمني – أقول تنصبّ جهود كل الأطراف في استقطاب الحراك الجنوبي ، وتزداد حدة هذا التسارع لاحتواء ثورة شباب الجنوب مع التصريحات الدولية بكون القضية الجنوبية تشكل إحدى العقبات التي تعيق التوصل إلى إيجاد حلول ممكنة لأزمة اليمن ، وحقيقة الأمر هي أن مجلس الأمن تناول مشكلة اليمن بكافة أبعادها وقرأ ما يجري في المشهد عامة ، وفي الجنوب خاصة ، آخذاً بعين الإعتبار تقارير مراسليه التي أبلى في صياغتها أبناء الجنوب بلاءاً حسناً .. ووصلت إلى دوسيهات السفارات الأوروبية ، وكانت حاضرة في التداولات بشأن الأزمة بمجلس الأمن حضور القرارين 924 و 931 وكان على وشك أن يُصدر قراره الذي حتماً لن يكون محل ترحاب الجانب اليمني ، الذي سارع إلى تحذير مجلس الأمن – ولا شك أن أصواتاً خليجية ساندته – تحسباً لعواقب القرار .
بقي على أبناء الجنوب أن يدركوا حجم المؤامرة التي تُحاك ضدهم بهدف سلبهم حلم الإستقلال ، وتفويت أي فرصة لنيل حريتهم في دولة ليست ملوثة بطمع الأوباش ، وعبث المفسدين ، وألا ينجروا وراء سراب ( إسقاط النظام ) ووعود كاذبة يتم تجنيد عصابات للتسويق لغرض " ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب " .
وإنها لثورة حتى النصر ،،
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
|