[العميد علي محمد السعدي]

كشفت مصادر صحفية خليجية عن اعتزام الرئيس صالح التخلي عن سلطاته وتسليمها إلى «مجلس عسكري»، في حين توقع مسؤول خليجي إسناد صالح الأمر إلى «مجلس رئاسي» والتخلي عن المبادرة الخليجية.

وذكرت جريدة الوطن السعودية اليوم الثلاثاء نقلاً عن مصادر سياسية يمنية قولها إن الرئيس علي عبدالله صالح قد يعلن عن خطوات سياسية في الساعات القليلة المقبلة استباقاً لانعقاد جلسة مجلس الأمن لمناقشة الأزمة اليمنية.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن صالح قد يقدم على تسليم السلطة إلى مجلس عسكري لإدارة البلد بعد إخفاق الأطراف السياسية في التوصل إلى اتفاق سياسي لتنفيذ المبادرة الخليجية.

وتوقعت المصادر نفسها أن تواكب ما أسمتها بـ«تسوية التخلي» عن السلطة مفاجآت وقرارات مصيريــة، حيث من المقرر أن يدعو صالح لاجتماع مشترك لأعضاء مجلسي الشورى والنواب خلال الساعات المقبلة، وقد يكشف فيه نتائج التحقيقات التي أجراها فريق تحقيق يمني أمريكي مشترك بشأن عملية الاغتيال الفاشلة التي استهدفته وأركان نظامه في يونيو الفائت.

وكان صالح قد وجه دعوة لانعقاد اجتماع لأعضاء مجلسي الشورى والنواب أثناء خطابه يوم السبت الفائت، لكنه لم يحدد زمناً معيناً لهذا الاجتماع، وقال موجهاً حديثه إلى أعضاء المجلسين «إن شاء الله لنا لقاء خلال الأيام القليلة القادمة لأن نضع الشعب في حقيقة الأمر وكل التطورات على الساحة وبشفافية وعلى المكشوف... ندعو مجلس النواب ومجلس الشورى إلى اجتماع».

وفي هذا السياق، نقلت جريدة الخليج الإماراتية يوم الاثنين عن مقربون من الرئاسة اليمنية قولهم «إنه من المقرر أن يتخلل الاجتماع المشترك لأعضاء الشورى والنواب تقديم صالح مكاشفة كاملة حول خلفيات مواقفه المتشددة حيال النقل الفوري للسلطة، والدوافع التي تقف وراء إصراره على ربط تخليه الطوعي عن السلطة بآليات تنفيذية آمنة للمبادرة الخليجية تتمثل بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة».

ونفت هذه المصادر أن يكون إعلان الرئيس السبت «رفضه للسلطة» مجرد «مناورة سياسية جديدة» كما قالت المعارضة.

وأكدت أن صالح يعتزم فعلياً التخلي عن منصبه الرئاسي خلال الأيام المقبلة، غير أنه وعلى عكس ما أوردته صحيفة الوطن السعودية بشأن تسليم السلطة لمجلس عسكري، قالت صحيفة الخليج «إن التوجه القائم والمرجح أن يتم تسليم السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي، ودعوة المعارضة إلى تزكية الأخير كمرشح للإجماع الوطني في الانتخابات الرئاسية المبكرة».

وأشارت إلى أن خروج صالح سيتم «وفق تسوية سياسية» و«عبر حل يمني داخلي» للأزمة القائمة.

وعززت تصريحات لمسؤول خليجي الأنباء عن وجود خطة جديدة لدى صالح لتسليم السلطة من خلالها بديلاً عن المبادرة الخليجية، متوقعاً أن يسند صالح الأمر لمجلس رئاسي يختاره هو.

ونقلت صحيفة الرياض السعودية اليوم الثلاثاء عن مسؤول خليجي لم تذكر اسمه قوله «إنه لا يستبعد أن يكون الرئيس صالح لديه حل، ولكن السؤال هل الأمر الذي سيتخذه سيكون حلاً أو سيكون تعقيداً للازمة أكثر بإسناد الأمر لمجلس رئاسي على سبيل المثال». مستغرباً في نفس الوقت عدم ذكره لأي إشارة للمبادرة الخليجية.