لا يُحبذ أن نتناول أطراف الصراع وكأنها مستوحاة من عالم افتراضي وهمي ليس له علاقة بالواقع المعاش ، ولا أن ننظر إلى عقدة الوضع الراهن وكأنه سحابة من الغموض والرموز التي لا يمكن فكها لأنها معقدة بما يكفي للترحم عليها وذلك غاية ما يمكن فعله .
الحراك السلمي حقيقة يتجاهلها الداعون إلى مشروع الفيدرالية ، فلا يلتفتون إلى غايته ، ولا يلقون بالاً لأهدافه ، وهو الذي يقدم الروح وما يملكه قرباناً لحرية الوطن واستقلاله ، أقطاب لقاء القاهرة بمشروعهم المشبوه هم من يفترض الإشارة إليهم بإصبع الإتهام ، فالوحدة وتقيحاتها أصبحت كابوساً مهما ألبسوه من ثياب الزينة ، هم لا يريدون أن يعترفوا بالخطأ الفادح الذي ارتكبوه في ماضي حياتهم عندما قدّروا أن الجنوب يمكن يمننته بلا ضرر ولا ضرار ، وربما يُترجم موقفهم على أنه الخوض في الماء العكر ، فلكي يدفنوا الماضي بالحاضر لا بد وأن يجعلوا أطراف خيوط اللعبة في أيديهم ، ذلك أدعى لسلامتهم عوضاً عن السير في طريقٍ مجهول ، ويتناسوا بذلك إرادة الشعب التي حتماً ستسير هذه المرة عكس مشيئتهم ، لأن المولى يريد لها أن تسير كذلك .
تحياتي
طائر الاشجان
|