ما يصلح لأن يكون سلاحاً فاعلاً بيد غاندي كالملح في غابات الهند ليس بالضرورة أن يكون كذلك في يد عمر المختار فوق رمال الصحراء الليبية ، وبرغم انبهارنا من النتائج التي حققتها ثورة المهاتما غاندي إلا أنها ليست نموذجاً استرشادياً يصلح للإستنساخ بحذافيره في كل زمانٍ ومكان ، ويكون هو الطابع الأوحد مبررين لذلك فاعليته في شبه القارة الهندية ، ولكننا نستعيض عن بياض الملح الأبيض بحبر القلم الأسود ، فبموازاة ثورات الشعوب في المشرق العربي ومغربه ، سارت ثورة إعلامية بتكنولوجيا الأقمار الإصطناعية ، وتدفق المعلومات ، ونقل وقائع الحدث بالصوت والصورة إلى المشهد العالمي عبر الفضائيات ، ووسائل الشبكة العنكبوتية " الإنترنت " ، وفي طيات هذه المنظومة التقنية شهادة لمنح ثورة غاندي صفة التفوق لأنها جابهت القهر في غياب هذه التقنيات عالية الجودة .
ما أود قوله هو أن ثورة غاندي عظيمة مثلما هي ثورة عمر المختار كذلك ، لكن الأخرى ليست استنساخاً للأولى فالمعطيات مختلفة كاختلاف البشر ، وربما كانت ثورتنا بعد تجربتها السلمية هذه مؤهلة لأن تكون عمرية مختارية ، فهي الأقرب روحاً إلى شعبٍ يطرب عند سماعه ( نحن لا ننهزم ننتصر أو نموت ) .
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
|