[طائر الاشجان]

أخي الكريم .. الأديب / الدعاسي
إخوتي الكرام وأخواتي الفاضلات / حملة وحاملات الأقلام في منتدى الضالع بوابة الجنوب العربي جميعاً
الأفاضل / إداريو ومشرفو هذا الصرح الشامخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

هل يستطيع القزم أن يحملَ جبلاً ؟ .. كذلك لا تستطيع أقزام الألفاظ أن تحمل مشاعري ، مررت من هنا عابر سبيل فشدني العنوان ، وبفضول يسبقه الشغف إلى ما تحويه هذه الفنارات من باقات وزهور وجدتني أستنشق عبيرها ، امتلأت رئتاي بالفخر والإعتزاز ، وتساقطت دموع صامته لم أكن لأقوى على حبسها ، هل هي دموع الفرح ؟ ربما .. لكن الفرح مهما استبد بنا لا يمكن له أن يفعل في النفس اهتزازاً ترجف له الضلوع ، وأخيراً تبين لي أنه الخوف .. نعم هو الخوف ، الذي ما شعرت به قط في حياتي ، الخوف من العجز عن مواكبة حسن ظن الآخرين .. أرأيت عندما تسند إليك مهمة ويتعشم من حولك في قدرتك على أدائها هنا يتنازعك اليأس والرجاء ، وتتأرجح بين الممكن والمحال ، ليس شرطاً أن تساق إلي مهمة من نوع ما ، فقد سيقت بمجرد الإعجاب الذي قرأته في أعين الكثيرين ، وألحق بي خجلاً مصحوباً بالخشية ، وفرحاً مشوباً بالحذر .
إخوتي الأعزاء ..
كان علي أن أستقطع وقتاً كافياً لأسطر إليكم رداً لا يبخس مشاعري حقها في التعبير ، ولكني بمجرد قرأءتي لما تفضلتم به مشكورين ، وجدت نفسي أهرعُ إلى الكتابة لأقول لكم أيها الأحبة ، كلنا في أعين المجد سواء ، ما دامت قلوبنا تنبض بحب الجنوب ، وتصبو لغاية تحريره وتطهيره من دنس المحتل ، كل قلم هنا ولو لم يسطر سوى جملة واحدة تؤيد مشروع الإستقلال هو في نظري سيدي وسيد أهلي ، أقبل أصابعه التي كتبت ، وأستميحه العذر في أن أبوح إليه بودي وأناجيه بأخي الذي لم تلده أمي .

ومع شكري وامتناني لكل من عبر عن شعوره النبيل تجاهي فأنا هنا أصافحه بحرارة وأقول له .. لقد توجهت بعبارات الشكر لشخص لا تعرفه ، والدافع هو حب الوطن إذا ما اعتبرناه قاسماً مشتركاً لهذه الخواطر النبيلة ، وعليه فإن عظمة حب الوطن هنا عنوان لهذا الشعور الذي بالمقابل تستحق الشكر عليه بنفس القدر ، وبذات السموّ المجرد من المنفعة ، وهو لعمري أجمل شعور يكتنف نفساً وهبها الله اللذة في العطاء بلا حدود .

أحييك أخي الدعاسي ، وأحسبك أيها الحبيب أوثقت رباطاً في عنقي يلزمني مداومة الكتابة ربما بأكثر حيوية من ذي قبل ، ولا أخفيك أن هناك من الأقلام من تتفوق على أخيك الفقير إلى الله وتستحق مني الشكر ولا أسمي . لكني أبتهل إلى المولى أن يثبت قلوبنا جميعاً على المضي في طريق الهدف الذي من أجله بذل غيرنا أرواحهم رخيصة ليصونوا الأرض والعرض ، وذلك ما يستوجب الفخر ، وأولئك من يستحقوا الثناء .

تحياتي وتقديري
طائر الاشجان