[نيران الثورة]

فليفرح الأحرار من أبناء الجنوب عامة وليخسا الخاسئون المتربصون بحراكنا السلمي التحرري



فليفرح أبناء الجنوب جميعا لقد لبس وادي حضرموت وحاضرته سيؤن هذا اليوم الخميس الموافق 22 سبتمبر 2011م حلتها الجديدة والتي تزينت كعروس تزف على الرؤوس والتي أخرست جميع المتربصين من أهل المشاريع الضيقة من إسقاط النظام ودعاة الفيدرالية وأنت تشاهد بأم عينك الأعلام الجنوبية وصور الرئيس البيض والزعيم باعوم وصور الشهداء رمزي حمدون وخالد عباد وقد تزينت بها شوارع وأعمدة الإنارة للشوارع الرئيسية والفرعية .. لقد خرج أبناء سيؤن خاصة وأبناء وادي حضرموت عامة وعن بكرة أبيهم ليعلنوها مدوية برع برع يا استعمار لا وحدة لا فيدرالية الشعب يريد تحرير الجنوب وبمختلف الألحان والنغمات التي تعجز الإيقاعات عزف مثلها لقد أطربت الجميع في نشوة الحراك الجنوبي وعلو كعبه بوادي حضرموت .. والتي طافت مسيرتهم وفعاليتهم مختلف شوارع المدينة الرئيسية والفرعية حيث بدأت الفعاليات الختامية لأربعينية الشهيد رمزي حمدون بعصيان مدني ناجح مائة بالمائة أغلقت معه جميع المحال التجارية وبروح المسؤولية والدافع الوطني والتي يتمتع بها أبناء الوادي لنصرة قضيتهم الجنوبية العادلة ..

بعدها خرجت مسيرة سلمية حاشدة في تمام الساعة العاشرة صباحاً شارك فيها الآلاف انطلقت من مختلف الأحياء بمدينة سيؤن حيث خرج طلاب المدارس الثانوية والموحدة إلا إن الانطلاقة الحاشدة كانت من حي السحيل حي الثوار والتي كانت الحشود بالآلاف والتي تسر الناظر إليها وهي تطلق أصواتها الهادرة المرددة للشعارات الثورية الجنوبية على مختلف الألحان وكأنك تستمع لدان حضرمي نادر يأسر القلب ويأخذ العقل والوجدان .. في لوحة إبداعية نادرة ترسم بريشة فنان أسمه الحراك الجنوبي قل ما نجد مثلها وهي تجدد عهدها ووفاءها لشهيدها البطل رمزي علي حمدون الذي قدم روحه رخيصة في سبيل الجنوب المحتل وهي تردد .. يا شهيد عاهدناك .. عهداً عهداً لن ننساك !!

نعم إنها سيؤن العاصمة التي زلزل شبابها وشيبها الميدان تحت أقدام المحتل اليمني الهمجي المتخلف .. سيؤن التي جعلت المستوطنين هذا اليوم كالجرذان وقد أوصدت عليهم محالهم التجارية طيلة اليوم وقلوبهم تتألم كمداً وهي تسمع الأصوات الهادرة والتي أبت إلا أن تشارك في أربعينية الشهيد وهي تردد شعارها الذي يبث الرعب في قلوب القتلة والمجرمين من المستوطنين وحلفائهم من الأمن والجيش وهي تردد .. يا شمالي يا خسيس دمنا ما هو رخيص .. نعم إن دمائنا ليست رخيصة أيها المحتل فلترحل عن أرضنا الطاهرة التي دنستها على مدى سنين مضت .. فلترحل سلمياً وإلا فالخيار الأخر مفتوحا ..

تجولت المسيرة في مختلف أرجاء المدينة ورغم حرارة الشمس الحارقة إلا إن وفاء أبناء حضرموت لشهيدهم البطل جعلهم يتحملون ذلك وهم يتنقلون من شارع إلى آخر وأصواتهم لا تنقطع وهي تزلزل الأرض وترعب المحتل وأزلامه وتحرق الأكباد للمتربصين بحراكنا السلمي .. وصلت المسيرة إلى جانب قصر السلطان الكثيري التاريخي حيث ألقى الشيخ عبد الله صالح بالليث رئيس مجلس الحراك بسيؤن كلمة مختصرة اقتصرها على الشكر والتقدير لأبناء وادي حضرموت لتلبيتهم نداء الواجب ومشاركتهم في مسيرة التأبين كما وجه شكره الجزيل لأصحاب المحال التجارية الذين لبوا نداء الوفاء والعرفان لشهيد الوادي رمزي حمدون باستجابتهم للعصيان المدني وتحملها إغلاق محلاتهم التجارية رغم قساوة الزمن والظروف الصعبة المحدقة بالجميع .. ومعها انتهت المسيرة ..

ولكن الحشود التي وصلت عصراً كانت ضربة قوية وموجعة لكل من يتشدق باسم أبناء حضرموت .. كان مهرجاناً ضخماً بكل ما تعنيه كلمة ضخم نعم انه مهرجان تعجز اللسان عن وصفة ويأبى القلم إلا إن يسطر كلمات شكر وعرفان لهذه الجماهير الوفية والهادرة التواقة للحرية والاستقلال لقد كان منظراً رائعا قل ما تجد مثله إلا في مثل هكذا مهرجانات للحراك الجنوبي ..

ابتدأ المهرجان بكلمة ترحيبية للشيخ عبد الله صالح بالليث رحب فبها بالضيوف الكرام وترحم فيها على أرواح شهدائنا الأبرار وفي مقدمتهم الشهيد البطل رمزي حمدون رحمه الله مجدداً عهد الوفاء على مواصلة المسيرة حتى الاستقلال والتحرير ..

بعد ذلك تحدث والد الشهيد علي حمدون في كلمة شكر من خلالها كل أبناء الوادي الذي شاطروه الأحزان ووقفوا معه وقفة رجل واحد ضد هذا الاعتداء السافر الذي طال فلذة كبده .. مبدداً الأوهام والهواجس التي ينشرها المحتل لبث الفرقة والشتات بين أبناء حضرموت موضحاً بأنه لا مساومة في دم الشهيد قائلاً نحن لن نكتفي إلا بالقصاص والإعدام لهذا المجرم مهما كلفنا هذا من ثمن وانتم ايها الحاضرون تشعروننا بالفخر والعزة وأنا أرى تكاتفكم وتلبيتكم لنداء الوفاء للشهيد الذي اعتبره ابنكم قبل ان يكون ابني فلكم خالص الشكر والتقدير ..

بعد ذلك ألقيت قصيدة بعنوان شهداء الثورة للشاعر الشعبي الكبير رمضان باعكيم ألهبت حماس الجماهير الهادرة ..

بعدها كلمة للأستاذ احمد سالم بلفقيه تطرق فيها على رص الصف والتوحد حتى التحرير والاستقلال ..

بعدها كلمة للمناضل والقيادي في الحراك الجنوبي بحضرموت الشيخ احمد بامعلم ترحم في مستهلها على أرواح الشهداء مجدداً العهد لهم على مواصلة السير على خطاهم .. مطالباً من دول الخليج والسعودية ان يتقوا الله في الشعب الجنوبي وما يتعرض له .. ومحذراً في نفس الوقت سلطة الاحتلال من المشاريع الضيقة التي تهدف الى استباحت الدماء الجنوبي مشيراً إلى ما يتعرض له إخواننا في أبين من قتل واسترخاص لدماء إخواننا من الجنوبيون .. مطالباً بسرعة رحيل الاحتلال سلمياً ما لم فان الخيار الأخر مفتوح وازلام الاحتلال يعرفونه جيداً الا وهو الخيار العسكري والكفاح المسلح ..

بعدها انتهى المهرجان وانفضت الجماهير ..

وفي المساء اختتمت فعالية الأربعينية بجلسة دان حضرمي ومساجلات شعرية ألهبت حماس الجماهير تطرقت للكثير من القضايا التي يعاني منها الشعب الجنوبي حيث شارك فيها كل من الشاعر رمضان باعكيم والشاعر محمد علي بازقامة وخالد باحارثة وخالد باجيدة .. حيث شاركوا بقصائدهم الارتجالية وسط أنغام الدان الحضرمي الذي اطرب الحاضرين بصوت مغني الدان الشهير احمد سالم حمدون .. والتي استمرت إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ..

ابو صقر الحضرمي