قال هدبة بن خشرم :
طربتَ وأنتَ أحياناً طَروبُ :::::::: وكيفَ وقدْ تعلّاكَ المَشيبُ
يُجِدُّ النَّأْيُ ذكركَ فى فؤادي::::: إذا ذهِلتْ عنِ النأيِ القلوبُ
يؤرِّقُني اكتئابُ أبى نُميرٍ ::::::: فقلبي مِن كآبتِهِ كئيبُ
فقلتُ لهُ: هداكَ اللهُ مهلاً ::::::: وخيرُ القولِ ذو اللبِّ المصيبُ
عسى الكرْبُ الذي أمسيتَ فيهِ :::::: يكونُ وراءَهُ فرجٌ قريبُ
فيأمنَ خائفٌ ويُفَكَّ عانٍ ::::::::: ويأتيَ أهلَهُ النائي الغريبُ
ألا ليتَ الرياحَ مسخراتٌ ::::::: بحاجتِنا تباكرُ أو تؤوبُ
فتخبرَنا الَّشمالُ إذا أتتْـنا:::::: وتخبرَ أهلَنا عنّا الجنوبُ
فإنّا قد حللْنا دارَ بلوى::::: فتخطئُنا المنايا أو تصيبُ
فإنْ يكُ صدرُ هذا اليومِ ولَّى :::: فإنَّ غداً لِناظرِهِ قريبُ
وقد علمتْ سُليمى أنَّ عودي :::: على الحَدَثانِ ذو أيْدٍ صليبُ
وأنَّ خليقتي كرَمٌ وأنِّى :::::: إذا أبدتْ نواجذَها الحروبُ
أعينُ على مكارمِها وأغشى :::: مكارهَها إذا كعَّ الهَيوبُ
وقد أبقى الحوادثُ منكَ رُكناً :::: صليباً ما تؤيِّسُهُ الخطوبُ
على أنَّ المنيةَ قد توافي :::::: لوقتٍ والنوائبُ قد تنوبُ