عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-13, 12:33 PM   #179
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

الثلاثاء 13 سبتمبر 2011 11:09 صباحاً


صالح في مواجهة ثلاثة سيناريوهات جميعها تضع المشهد الأخير لحكمه




عدن اونلاين/خاص/ كتب: محمد علي محسن
ما بين المطالبة الشعبية برحيل الرئيس علي عبدالله صالح وبين رغبته الشخصية في البقاء في الحكم حتى آخر نفس ؛ يبرز التساؤل عن ما هية الحل والمعالجة ؟ فهذه الوضعية المتأزمة طالت وتمددت وعلى نحو كارثي ومأساوي لم يسبق له نظير في تاريخ اليمن الحديث .




الوضع بجد خطر ولا يحتمل المزيد من العبث والتسويف والتأزم ، فشعب اليمن صبر على رئيسه ثلاثة عقود ونيف وآن الأوان له أن يعيش حياة مستقرة مزدهرة تختلف كثيرا عن تلكم السنون السالفة المذلة والمهينة لكل إنسان يمني حر ينشد الخير والسلام والعدل والتنمية والكرامة.




لقد تحمل اليمنيون ما لم يحتمله غيرهم من الفقر والفوضى والفساد والنهب والهيمنة والتمييز والإقصاء والقتل والكذب وغيرها من الممارسات العبثية التي يبدو أن الرئيس ونظامه غير آبهين لمعنى أن يثور وينتفض المواطن من أجل حياة مختلفة يسودها العدل والكرامة والمواطنة ألحقه غير المنقوصة أو مستعبدة ومهانة.




ما هو مؤكد أننا نعيش زمناً ثورياً استثنائياً يشبه إلى حد ما حقبة الخمسينات والستينات الثورية والتحررية ، تبدل التاريخ والحكم والوجوه واختلفت الوسيلة والأداة النضالية لكن الغاية تبقى واحدة ففي المحصلة ثوار الأمس ثاروا على واقع بائس ومهين لحريتهم وكرامتهم وثوار اليوم ثاروا على وضع مستبد مذل ومنتهك لإنسانيتهم وحياتهم ، فكلاهما ينشد الحرية والعدالة الاجتماعية وتحقيق مبدأ الحكم للشعب.




ولأننا في مرحلة تاريخية ثورية فكان ولابد لهذه المرحلة المختلفة قيادة سياسية استثنائية وثورية تتواءم مع طبيعة المهام المنشودة ومع مرحلة كهذه .لا أعتقد أن المشكلة تكمن في ممانعة ورفض الرئيس ودائرته الممسكة بكل مقاليد الدولة والسلطة والقوة ،فما هو مؤكد أن الرئيس لا يمكنه قبول مسألة رحيله من الرئاسة هكذا ولمجرد أن شعبه فاض به الكيل ، المشكلة أيضا فينا نحن كمجتمع وكنخبة وقيادة سياسية تنقصها الشجاعة والجرأة والإرادة القوية.




لدينا الآن سيناريوهات ثلاثة وقعت في مصر وتونس وليبيا ، فمن أجل مغادرة الحالة الراهنة أمام الرئيس وحكمه أمرين ينبغي أخذهما على محمل الجد ، فإما الأول فمازال اختياري ويتمثل بالخروج الاضطراري المنقذ له من مآل الرئيس مبارك وبن علي وهذا لن يكون إلا بإحياء مبادرة الخليج كورقة أخيره ينقل فيها سلطاته كاملة إلى نائبه عبد ربه منصور.




أما الأمر الأخر فإجباري ويكون في قمع وقتل المتظاهرين ومواجهة ثورتهم الشعبية بقوة الجيش والأمن ونقود البنك المركزي الحاشدة لجماهير وأنصار ميدان السبعين ، مثل هذه الحالة المهدرة والمبددة لمقدرات وإمكانيات الدولة لن تمنحه نصرا في معركة يدرك الجميع أنها خاسرة بل ستؤدي به إلى نهاية كارثية وعلى طريقة معمر ألقذافي وأبنائه وأنصاره.
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس