[همام شبوه]

ناصر:ألوو.. من معي؟ الرفيق عبدربه؟
منصور: غلطان ياخي.أنا مش الرفيق.. معك الفريق عبدربه منصور. من معي انته؟
ناصر: أنا الرئيس أبوجمال. ما عرفتني؟
منصور:أهلاااً سيادة الرئيس. والمعذرة منك.. والله مشغولين لا فوق راسي (كم با كون؟).
ناصر: كل قائم معذور، فكيف بالقائم بأعمال الرئيس!
منصور: حتى انته يا بوجمال صدّقت إنني غائم!! والله إن عادني (غاعد)
ناصر: وين غاعد؟ في دار الرئاسة؟ أو في القصر الجمهوري؟
منصور: ههههه..أنا غاعد في بيتي بشارع الستين، وأحياناً في مجمع العرضي.
ناصر:ويش تسوّي؟ ليش ما تمارس صلاحياتك الدستورية؟
منصور: أيش يا بوجمال، ما تعرف هاذول الدحابشة! كل طرف يشتينا مجرد تابع له.
ناصر: كيف؟
منصور:ابن الرئيس مثل ابوه وأشد..يشتي أكون زينة ومظلة لطموحاته فقط. والمعارضة تريد مني أن أقوم بمفردي بما عجزت هي عنه!
ناصر : ليش ماعرفتهم مثلي وقد طلعنا صنعاء مع بعض.. وعادك عشّغت عندهم 20 سنة ؟
منصور : المهم أنت تخارجت بامّعروف من امدحابشة
ناصر : ها عادك بتتكلم من حق امبلاد .. يعني في أمل ترجع لو مانفعت رئاسة ولو مؤغتة ؟
منصور : أين ارجع قد (الغاعدة ) في كل مكان في أبين .
ناصر : وانت صدقت (الغاعدة). أنا كتبت بيانات كثيرة بهذا الخصوص، وأنكرت الغاعدة. والاّ ما تقرأش إلاّ خطهم؟
منصور : لا والله أقرأ، لكن معي طاغم صحفي من عندهم.. يختار على ما يشتي .
ناصر: هههههه.. يعني خلصت من الطغمة وجابوا لك طاغم!
منصور : والله مش وقت المزح يا أبو جمال. قصدي (طاقم) .
ناصر: المهم الآن ما الذي تريد أن تفعله أنت لنفسك؟
منصور: والله، بيني وبينك، أنا محتار؛ لأنه لا يوجد ضمانات مطمّنة. كل الأطراف أضعف من أن تحقق هدفها.
ناصر:ممتاز، وهذا يساعدك على الإمساك بزمام السلطة.
منصور: الأمور ما هي كما أنت متصورها. فعلاغتي بالرئيس اضطرارية نتيجة الظروف كحرب 94 ثم ظهور الحراك الجنوبي وأخيرا هذه الاعتصامات.. وأيضاً المعارضة تشتيني أغع زي عمر سليمان.
ناصر: أنا اللي أعرفه أن المعارضة معك.
منصور: بالنسبة للمعارضة تريدني أن أكون في الواجهة، وأنا متعوّد على الجلوس في الظل. ما قدرناش نمارس نائب رئيس، وهم يشتونا أغع رئيس، وحقيقة لو كنت أعرف أنهم غادرين على إسغاط الرئيس فعلاً لانضممت إليهم، لكنهم مش متفغين حتى مع بعضهم، فكيف يركن عليهم واحد؟!
ناصر: لكن الرئيس يبدو أنه شبه ساغط والمسألة مسألة وغت، وأنا قد نصحته ألا يعود ؟
منصور : ليش هذا يسمع نصيحة؟! مادام نصحته فهو بيعاند ويرجع!
ناصر : أنا نصحته ما يعود. أما أنت تمنيت عودته وطمّنت الناس على صحته.
منصور: لا يا أبو جمال.. هذا بروتكول فغط ، وبعدين هذا فينيق يرجع من تحت الرماد. وإذا كان علي سالم بسبعة أرواح، فهذا صالح بـ(17) روح.
ناصر: وكيف موقف علي محسن وأبناء الشيخ الأحمر معك؟
منصور: أصحاب شمال الشمال هاذول ماحّد يصدّق لهم.. يختلفوا ويتحاربوا وبعدين يتفقوا، بفضل الوساطات القبلية المتواصلة منذ بداية الأزمة وحتى اليوم.
ناصر: صحيح هم لايقولوا كلمة (لا) ولا ينفذوا كلمة (نعم) .. بس أنا أقول أن علي محسن سيكون أفضل وفاء معك من أحمد علي.
منصور:هو أعغل وأفهم، لكن الاثنين سوى، لهم طموحات وأجندات شخصية. تخيّل أن الطرفين يحاصرون منزلي بغوّاتهم بإسم أن كل واحد يحميني من الآخر، بينما هو في نظري تهديد مزدوج وغير مباشر من الطرفين.
ناصر: وما هو الحل؟ كيف با تسوّي يا أبو جلال؟
منصور: والله، أنا أفكر بالعودة إلى عدن أو أبين، لكن المشكلة حتى أصحاب الحراك ومعظم أبناء الجنوب يعتبروني عرّاب حرب 94م.. وعادحنا ما خلصنا من مشكلة 13 يناير! ومع هذا تخيّل إن الرئيس يتهمني بالاتفاق السري معك!!
ناصر: لا تخاف نحنا كلنا يد واحدة، ولو انك قصرت معي طوال الفترة السابقة، ولكن الله يسامحك؛ لأني أقدر ظروفك ولا بد نتعاون جميعاً في تحقيق مصالحة وطنية وخاصة على مستوى الجنوب، وإلا سندخل في كوارث أشد من السابق لا سمح الله.
منصور: شوف يا بو جمال، أنت عارف أن أحداث يناير تسببت لي في (قطع الخلف) والحمدلله أنها جاءت على كِذا، مانش مستعد لحرب ثانية تقطع لي الروح والحياة بكلها. ما رأيك أخرج من البلاد وأجي عندك في سوريا؟
ناصر: آخ يابو جلال.. أنت ما تعرف لوعة الحنين للوطن وأوضاع الغربة ونوائبها.
منصور: في ظني أن نوائب الغربة ستكون أهون من نوائب النائب في اليمن.
ناصر : زمن الغربة قد انتهى وخاصة في البلاد العربية. مشاكل وغلاغل.. ماعاد تدري وين تجلس. وبعدين نحنا بدو، وعزّ البدوي بلاده ولو تجرع وباها.
منصور : طيب، أفهم من كلامك أنك مغتنع بالمجلس الانتقالي ذي طرحوك فيه .
ناصر : لا تشلوني ولاتطرحوني .. قلت لكم السلطة ليست نهاية الحياة، ولأنني كررتها أكثر من عشرين سنة تلاحقني دائما وأرفض. ولكن هذه المرة مايصير نكسر بخاطر الشباب.. فقلت أنا إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب .
منصور : والله قد صدق الشاعر بن رامي شاعر أبين الكبير حين غال :
اليوم يا طارش من الحد النسم
قل يا الله ادعيك واطلبك رب الوجود
ناصر يكمل البيت الثاني :
اعبر دثينه واعبر اخشام الجبل
واعبر في امعرقوب بين اشعاب سود
منصور يكمل البيت الثالث :
مأواك لا شرحان واصباح النمر
لا عند شاجع كل شامخ يا ينود
اليوم يا جمّال نذّق بالخطيم
شع بوك صالح نوّم أعيان الحسود
ناصر يستطرد :
قالوا ربون الغيد ما يتغيدوا
لما وقع في امغيد صرّات امقيود
ذي هد في الغشرا وروّح بالولد
من بين خوته ذي يعدونه عدود
قل له عليك المسك واذوال الشُّقُر
والطيب له مجموع من عنبر وعود
دام الله أحكامه ودامت دولته
ما دام حيد اصريه فوق امحيود
منصور يواصل :
الديوله لاجا خبر يتخابروا
وانته برجلك تدق أطراف البعود
صانك من العدوان جبّار السماء
وجاه طه وتبارك والسجود
ناصر يتابع :
اليوم صيتك في فجوج الحاضنة
من طلح لابيحان لا صنعا الزيود
انته نمر والخال متنسّب نمر
والبو نمر والجد كله والجدود
يا سيد صالح بيت لا أرض اليمن
وارتعت الدنيا عليّه بالبنود
منصور يُكمل :
إن جيت تحت الأرض ما نا شي ولي
وإن جيت فوق الأرض سويتوا بنود
اليوم رع هذه بيوتي بلوتك
رخصة تجيني في الجبل عالي سنود
ناصر يتمّ:
مثلي تعنيتك ومثلك من عفا
يا شوكة الميزان ذي فوق العمود
منصور يقاطع : يا أبو جمال عفوا .. غطعوا الكهرباء! يعلم الله إيش بيحصل؟
ناصر : ههههههه.. حتى أنت! هههههه.. سلامات !! مع السلامة .
/////////////



رؤيا/ناقد حكيم