بحشام .. حتى يسقط النظام
عبد الرحمن العابد
ظلينا في اليمن نؤمل في تحطيم الأرقام القياسية دون جدوى , ولأننا لا نملك سوى الكلام - سابقاً - قررنا الانتقال لمرحلة التنفيذ , والسير باتجاه الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل الذي ظلينا نراوح جيئةً وذهاباً , وزادت المقترحات طبعاً فكل ثلاثة أنفار في بلادنا لهم وجهة نظر مغايرة بالطبع .
جاء القرار على القيام بأطول ثورة عربية في هذا الربيع العاصف لكن نحن لا نأمن تقلبات الأمور , وهنا تتجلى الحكمة اليمانية ففي حين كنا نعتقد أننا سنفوز بلقب أطول ثورة , جاء قادة الثورة الذين اعتلوا صهوة جموحنا ليبينوا لنا خطأنا وأن دولاً أخرى قد تلعب علينا بمساعدة الامبريالية واللوبي الصهيوني ولن يتركوا لنا حالنا ليسلبونا حلمنا الوردي وعلينا استبداله بحلمنا الأخضر .. حلمنا الذي لا ينازعنا فيه أحد .
القات نعم القات هو مصدر إلهامنا وفخرنا . لا هراري ينافسنا فيه ولا غيره , حتى البرازيل التي سحقتنا في تصدير البن لم تجروء أن تتجاوز حدودها على قاتنا فرفعنا شعار ( بحشام .. بحشام .. حتى يسقط النظام ).
القادة ثقيلين الدم الذين نصبوا أنفسهم غصباً , هم أيضاً لهم وجهات نظرهم وأحلامهم الخضراء , بعضها حلم "نزي" وبعضها "بغره" وعندها اكتشفوا سبب اختلافهم في طريقة حسم الثورة الناتج عن تنوع أصناف القات لكل واحد منهم وقرروا توحيد ( الولعة ) حتى لا يشقوا الصف , وقاموا بعمل جدول لذلك على النحو التالي :-
السبت : همداني = باب السفارات
الأحد : عنسي = تبريد
الاثنين : شعفي = تصعيد
الثلاثاء : مريسي = عصيان مدني
الأربعاء : شامي = شجب وتنديد
الخميس : خولاني = خيار مسلح
الجمعة : غيلي = محاولة اغتيال
وبالطبع لا يمكن نسيان القات ألتوفيه الذي يأتي لو الحس الثوري عندهم مكيف والمزاج عالي فيستعينون بقات " ارحبي " يا جنازة لا فوق الأموات . أو قات " صبري " عليك طال . أو قات " حرامي " وعادوه مبهرر .
وبهذه الطريقة المبدعة تمكنوا من توحيد صفوف الثورة بحسب تخدير تهم التي تطول حتى ساعات الصباح الأولى ليدخلوا غرفة العمليات الثورية حيث ينام القادة حتى وقت متأخر من النهار عملاً بالقول - نوم الظالم عباده - تكون الثورة عندها في أحسن حالاتها .. حتى يصحوا من جديد وهم يتقارحوا لرداءة نوع القات حق أمس الذي سلب الثورة ألقها , ويقوموا بشطب محضرهم السابق ( تُف تُف من جديد ) ويبدءون بتناول أول عودي عندها .. لا يريدون أحد يزعجهم - وقت قات مش حق هدار - والمغرب والعشاء وقت صلاة ثم يعودون بعدها بحماس اكبر .. أكبر بكثير - لتناول القات طبعاً - وتتنوع الخيارات المطروحة أمامهم .
خيارات متعددة . بيبسي , شارك , زنجبيل , خيارات المشروبات وليس الحسم , كل هذا وهم يتناولون القضايا المطروحة أمامهم .. أمامهم على قناة سهيل , ويقولون :
الولد هذا باهر
المنشد صوته يجنن
من اخرج هذه التمثيلية
اتصل قللهم يغيروا صورة فلان
وينقضي الليل كاملاً في نقاش مَخاطِر الشباب على ( ثورتهم ) بعد رحيل صالح . كل هذا وللأسف هناك من يعتقد انهم لا يفعلون شيئاً بئس التفكير ما فكروا وبئس الاعتقاد ما اعتقدوا .
مساكين قادة الثورة .. فعلاً مساكين .
كان الله في عونهم , ونصرهم علينا ... آآآآآآآآمين
التغيير
|