عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-21, 05:22 PM   #2
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

الجنوب بالثلاث!
عبدالقوي الشامي

الأحد 21 أغسطس 2011 03:11 مساءً


صفحة عبدالقوي الشامي

--------------------------------------------------------------------------------

اقرأ للكاتب الدائمة تعقد دورتها الاعتيادية في الرياض
ماذا يعني ان تكون جنوبي؟
واحة أمن واستقرار
الجنوب بين الكل, النصف والجزء المحشور
يوم ابن سبعة وسبعين (..)
عبدالقوي الشامي

من السابق أوانه حتى الان القول بأن المجلس الوطني الذي أعلن عن قيامة الأربعاء الماضي 17 أغسطس, خطوة في المجهول, إلا ان استنتاجا واحدا يمكن استخلاصه من نص البيان الختامي, الصادر عن الاجتماع التأسيس, لما أطلق عليه الجمعية (الوطنية) لقوى الثورة السلمية, يوحي بذلك, فالقضية الجنوبية, أشير إليها على استحياء ببضع كلمات في الفقرة الثالثة على النحو التالي: (ج -وإدارة حوار وطني داخلي للوصول إلى معالجات جادة وعادلة للقضية الجنوب) ... بضعة كلمات لم تخرج عن الإطار التقليدي لخطابات الرئيس علي عبدالله صالح, أما الحراك الجنوبي المتواصل منذ العام 2007م, فلم يرد إلا ترحمآ على شهدائه, وباستحياء على لسان رئيس الاجتماع السيد باسندوة.



ثورة شعب الجنوب منذ العام 1994م وحراكه السلمي المتواصل لما يقرب من خمسة أعوام, مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعوقين, ومثلهم من المغيبين في الزنازين وأقبية السجون وعلى رأسهم المناضل المخطوف حسن احمد باعوم, لم يكن ليستحق سوى ثلاث كلمات عامة ومبهمة من قبيل (معالجات جادة وعادلة) ومجرد وقفة ترحمية على شهدائه!!



حتى الأعضاء الجنوبيون الذين تم إلحاقهم بالمجلس (الوطني) لم يستشاروا أو يبلغوا كما هو واضح من اعتذارهم عن العضوية الشرفية, ليس هذا وحسب بل ان الغالبية العظمى منهم, لا يستطيعون العودة إلى وطنهم وبعضهم محكوم بالإعدام من قبل النظام فالبداية غير مبشرة وتبعث على التشاؤم.



ان قراءة متفحصة لمفردات البيان تدل بوضوح ان الصراع القائم لن يتعدى حدود السلطة بمفهومها القائم وان فلسفة الحكم ان انتقل من هنا إلى هناك لن تتجاوز مجرد اللعب بالكلمات الفضفاضة على شاكلة ما أورده البيان مثل: (يدين, يعبر, يحمل, يهيب يعلن, يكلف), كلمات تلوكها السنة الساسة منذ نصف قرن, أثبتت المراحل المتعاقبة عقم مثل هذه اللغة المتكلسة التي تعكس, تسلط واستعلاء على الواقع, ولا تبشر بشراكة حقيقية في الوطن, ولا تشي باعتراف حقيقي بهمومه وحقوق مكوناته.



فبفعل هذه اللغة البائسة, التي تبطن ولا تظهر, وبفعل الوعود غير الناجزة, وصلنا إلى نهاية عميقة من الفرقة والتشتت واحيانآ التناحر والى مساحة من الجروح والمأسي تتسع في الوقت الذي تجرف فيه الدماء المسفوكة كل جسور الإخوة والتواصل, جراح يصعب مداواتها بمثل هذه اللغة الخشبية, أو بمثل هذه المناورات العسكرية, أو السلمية, أو بالمبادرات التي تترحم على الشهداء دون تعالج الأسباب, وبصرف النظر عن محاولات التشخيص التبريري للبعض القائم على مصلحة وهمية للوطن والمواطن والوحدة والاصطفاف وما شابة من مصفوفة الخطابية لعلي عبدالله صالح, فأن ما أصاب الوحدة في مقتل هو هذا الهروب التبريري القائم على التوريّة في معالجة القضايا المحورية مثل القضية الجنوبية وغيرها من القضايا والهموم الوطنية, حتى قضية صعده التي خاض أبنائها ستة حروب لم تحظى هي الأخرى سوى بإشارة خاطفة في البيان الذي يراد له ان يكون مؤسس.



اخيرآ وإذا تجاوزنا المقدمة لبيان الــ (1000) شخصية المحترمة التي زعم البيان بأنها تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي, وإذا شطبنا من البيان كلمة (النظام) التي وردة لست مرات, في فقراته, وأسقطنا اسم: علي عبدالله صالح, الذي ورد دون تعريف في الفقرة الأخيرة, فان البيان لا يعدو عن كونه, نسخة طبق الأصل من بيانات اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام, فعلى ما يبدو ان المجتمعين المحترمون قد تجنبوا العداوة بتكريس العادة .. وكأنك يا با زيد ما غزيت.



http://adenalghad.net/articles/732.htm
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس