عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-20, 03:44 AM   #9
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

مجلس وطني «جديد» .. في اليمن هذه المرة!

مجلسان وطنيان (انتقاليان كما يجب التنويه) باتا في مشهد الثورات العربية التي تعصف بالنظام العربي الرسمي منذ نحو من ثمانية اشهر، احدهما في ليبيا تشكّل على عجل وتم استيعابه واحتواؤه وتدجينه، وآخر «طازج» خرج للتو في المشهد اليمني بعد اصرار العقيد علي عبدالله صالح (لليبيا عقيدها ايضاً) على الاستمرار في الحكم حتى انتهاء ولايته في العام 2013، وبعد ان ادار الرجل الناجي من عملية اغتيال دمّرت مستقبله السياسي ناهيك عن التشويه الجسماني الذي لحقه وجعله امثولة لباقي المستبدين في المنطقة العربية وغيرها، نقول: ادار ظهره للشعب اليمني الذي يطالب برحيله.

وحتى لا تُفْهم المقارنة بين المجلسين خطأ، فإننا نسارع الى القول ان التشابه هنا في الاسم فقط، فيما الاولويات وجداول الاعمال، كما النيات والتحالفات السياسية مختلفة بين اولئك الذين يديرون مجلسهم في بنغازي ويتخذونها معقلاً وساحة لاطلاق المواقف وعقد اللقاءات ودائماً في التنسيق مع ممثلي «الناتو» وسفارات الدول الغربية (وغير الغربية) التي اعترفت بالمجلس ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الليبي، اضافة بالطبع الى ما طرأ على بنية ومكونات هذا المجلس غير المنسجم في قراءاته السياسية، من متغيرات وهبوب رياح عاتية من الشكوك وانعدام الثقة بعد «إعدام» عبدالفتاح يونس على يد مجموعة جهادية متطرفة لا تعترف بسلطة المجلس الانتقالي، ما انذر بحدوث انشقاقات عامودية وافقية في خريطة التحالفات الهشة القائمة الان.

في المقلب الآخر، يبدو المشهد اليمني مختلفاً وربما نقيضاً في المسار كما البدايات وبالتأكيد النهايات، فلم يهرع احد لمساعدة اليمنيين الذين انتفضوا على حكم العائلة الفاسدة الممسكة بمراكز السلطة ومفاصلها الاساسية، بل ان قوى اقليمية واخرى دولية، وجدت فيها «ثورة» ضد مصالحها ولم تتوان عن اعلان دعمها لصالح ونظامه البوليسي الاستبدادي وراحت تمارس نوعاً من الوساطة التي تبدو وكأنها تروم خيراً لليمن ولشعبه لكنها تعمل في الخفاء لاجهاض هذه الثورة وتمييعها واغراقها في المشكلات المعروفة يمنياً وبخاصة الامتدادات القبلية والمذهبية والجهوية والمناطقية وخصوصاً في تضخيم خطر الارهاب القاعدي واعتبار محاربته اولوية على جدول الاعمال الوطني في رفض صريح للمفاهيم المستوردة (..) التي يحاول الشباب اليمني ادخالها الى تلك المنطقة الاستراتيجية من العالم مثل الديمقراطية وحقوق الانسان والمساءلة والمحاسبة وتداول السلطة من خلال صناديق الاقتراع..

اليمنيون... شباب الثورة، وائتلافات المعارضة.. خُذلوا كثيراً وبعد ان أَفْشلوا محاولات تهميشهم او شق صفوفهم او دفعهم لاستخدام السلاح (على كثرته وتنوعه) كمشروع لحرب اهلية لن تخدم سوى نظام العائلة الذي يقوده صالح، ادركوا في النهاية وبعد ان وافقوا على المبادرة الخليجية بنسخها العديدة والمعدّلة، اهمية عامل الوقت، بعد ان تأكدوا ان علي صالح يواصل طرح الاعيبه واحبولاته الاعلامية والسياسية وربما بتشجيع اقليمي ودولي ولهذا سارعوا الى اعلان مكوّنهم السياسي الجديد المسمى «المجلس الوطني لقوى الثورة» بما هو التعبير الأوسع تمثيلاً لـ 143 مكوناً وطيفاً حزبياً وعسكرياً وقبلياً ومؤسسات مجتمع مدني.. في خطوة نوعية لن يستطيع نظام صالح تجاهل ابعادها، اذا ما واصل مناوراته لاجهاض الثورة او احتوائها..

وسواء أطلق اعلام صالح والمحسوبون عليه، صفة «الانقلاب» على هذه الخطوة ام استهزأوا بها، فان اليمن دخل مرحلة جديدة نحسب انها ستكون على حساب المستقبل السياسي والشخصي للعقيد صالح ونظامه الفاسد والمستبد.

محمد خرّوب
http://www.alrai.com/pages.php?articles_id=45889
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس