عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-18, 03:50 PM   #1
اوراس شمسان
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-02
المشاركات: 1,176
افتراضي من يجرؤ على الصمت !! .... بقلم : احمد علي عبداللاه

http://goo.gl/J2OUk
من يجرؤ على الصمت
احمد علي عبداللاه

الخميس , 18 أغسطس, 2011, 03:51


اهم ما يمكن قراءته في تاريخنا( الثوري) هو ذلك النزوع لترسيخ بعض المفاهيم في اطار عقائدي فولاذي لا يقبل النقاش حول مضمونه حتى ان العقلية اليوميه انصرفت في احيان كثيره عن مجرد التفكير بذلك

ورب عقيدة سياسية حفرت سردابا تاريخيا لمنطق التكوين وفلسفة التطور الانساني . وكما يقال بأن الانسان يصنع الفكره ثم يقتنع بها ثم يموت من اجلها.

ويبدو في حساب الخبره ودفاتر التراث السياسي، الممتد منذ بداياتنا حتى مصب الاوجاع الوطنيه أن تطويع الواقع لأي فكر لا يتحلى بسمات ماهو طبيعي يفضي بالتاكيد ليس الى ملحمه ولكن لربما الى ما يمكن اعتباره مأساه..

وحين توجعنا المآسي تلوح سلامة التفكير وتبرز لنا قسمات الواقع الحقيقي بنتوءاته الطبيعيه بعد ان تنقشع عنه صياغات الجمود ( المقدس) السياسي وتقنية الشعار..

نحن منحنا انفسنا اسما متصالحا مع هاجس الوطن الاكبر واختصرنا كل التواريخ بين مزدوجي التطلع الى مجد يقيم في الاصل تحت وصاية الشعار.. وتركنا الاسئلة البديهيه للتحريم .



ان اكثر ما وقع على الجنوب هو التجارب .. الواحده بعد الاخرى ... ما ان يصحو حتى تغشاه خطب الامناء ، وفرقة الفرقاء ثم يعود يستدل على ذاته بالتباس محير.



لم نعط انفسنا فرصة للتامل ولم نستفت الشعب حول ما يريد ... بل وفي معظم الاحيان لم تكن تعلم يميننا بما تخفيه يسارنا ( اليد اليمنى واليسرى ) حتى يصرخ في وجوهنا مشروع مصيري لا ندرك اغواره او منحاه..



عجب ذلك التاريخ واعجب منه ان كنا لم نتعلم بعد ونسعى لتجريب المجرب وتدريب عواطفنا او اعادة تسويتها لتنسجم مع لحظة تأهب جديده .

نكبة 94 وما تلاها ودروس من رحلوا ومن تركوا يشقون الطريق كيفما شاءت اقدارهم .. كان يجب ان تكون قيامة لمحاسبة الذات حيث اجترح الشعب سفر المعاناه وتفرقت النخب واصبح كل شي( وأينما ولينا وجوهنا) مصاب بالحسرة ... واي حسرة اكبر من ضياع وطن وانسحاق جيل باكمله والاحساس بان كل شئ كان عبثيا .

عندما كان الوضع الثوري المشتعل لمرحلة مابعد 67م لم يسمح لمجرد النوايا بإيجاد تسوية بين فرقاء النضال لتحرير الجنوب نبتت بداخلنا شهية الالغاء والتخوين وابتدعنا اوصاف من قواميس الضياع لنسقطها على رفاق المسير الذين تساقطوا واحدا واحدا . وكذلك الامر بعد مأساة 86 م لم تكن هناك اراده لاستعادة العقل وفتح تاريخ جديد وبناء عقلية رشيده تعلن انتماءها للمستقبل



.. حينها فاتنا كل ما من شأنه ان يضعنا في حاضنة وطن محصن في سياج آمن ومؤهل للحياة الحضارية المتألقه والمتجدده .

ثم كان ما كان .

والآن يقفز االسؤال الاشد حرجا وحساسية في تاريخنا وهو ؛ هل يفوتنا قطار منتصف الليل الاخير ونتعثر عن بلوغه بشكل موحد كضمان للوصول لفجر جديد نضع فيه بداياتنا لبناء مجتمع خال من الفرقة والصراع .

وهنا عليناالتاكيد مرارا وإعادة التذكير بان شعبنا في الجنوب لم يعد يتحمل الرأس التاريخي المشروخ وافرازاته وتوصيفاته الانانيه لما تحتاجه الامه وما لا تحتاجه وتسويق المفاهيم وما يتبعها من تنويعات على الصحف والمواقع لتاييد هذا ورفض ذلك ... بينما ذاكرتنا لا زالت تحفظ ارشيفا داميا من عمر الجنوب الفتي الذي نهشته الفتن النازله من الاعلى الى الاسفل .. وما ان صار جريحا ضعيفا ممزقا حتى تم تسويقه جسدا منهكا تحت قيادة مترنحه منزوعة الثقه فيما بينها وفاةدة الثقة من شعبها، تم تسويقه وهو في اضعف حالة من اجل تحقيق مجد على التراب (الوحدوي) الملتهب

ومرة اخرى عجبا لذلك التاريخ حين وجدنا انفسنا وقد تبعثرنا في هذا الصف او ذاك نجاهد من أجل البقاء بعد ان اصبح الإحساس بان الجمع سبايا في حروب الوحده التي من اجلها ( في 94) تم حشد الجيوش والأحزاب والدين ورؤوس الاموال وكل من حمل ثأرا او بحث عن تسوية معنويه مع جنوب ما قبل الوحده.

ولهذا........

ولهذا ووقوفا على كل المنعطفات / العبر ندعو :

الى اعتبار ان اهم مشروع يمكن ان نتبناه الان هو السعي لتوحيد مكونات الحراك وقياداتها الميدانيه ودعمها ماديا ومعنويا ، وان نبتعد عن كل ما يجسد معاني الفرقة..

و ندعو الأقلام الى عدم الضرب بسياط الحبر او دق ازميل النحت على الصدع لانه يتوسع بنا وبيننا وندعو الجميع الى ان يتنبه بان المؤتمرات ليس لها الا ان تكون وسيلة من اجل التوحد ومنطلق من اجل حوار جنوبي جنوبي بناء على طريق المستقبل ..

وان لم يكن توحدا كاملا فلا بأس ان نتكامل بصدق وإرادة واعيه وهذا اضعف الايمان في زمن استثنائي كهذا.

كما ان اي تشكيل لمجالس وطنيه او لجان او وضع اليات باسم الجنوب ، ومهما كانت تسمياتها من طرف دون الطرف الاخر ستكون وزنا ثقيلا يتموضع على رؤوسنا .. نحملها دون ان تحملنا (وما اكثر المجالس التي تدلي بها الساحات) .

ان الماثل أمامنا اليوم على الساحة الجنوبيه : كتل ، ومجالس ، واصوات ، ومواقع اعلاميه، ونداءات ، واستقطابات محمومه... وعلى مقربة من كل هذا خلايا عنف مصابة بمجاعة للدماء والفوضى ، متطرفة، ناشطة ونائمة تمتد كالثعبان الاسطوري يطوق أعناقنا بجسده المخيف ..

الا يحرك فينا كل هذا الماثل امامنا أي قيمة جديده تمكننا من لملمة قوانا الحيه لمواجهة تلك المعضلات والمخاطر اولا .

وان لا نتهرب من إقدارنا في مواجهة الذات ودفع الخطر عن جنوبنا بكل الوسائل لنثبت للعالم انا نستحق استعادة الوطن وبناء أمة حديثة بكل مقاييس الانسانية والسلام..

نعتقد جميعا ان تلك المشاهد قد حان لها ان تحرك فينا مالم يتبادر للعين حاليا.

وأخيرا :

الوطن لا يستعاد الا بتوحيد الصف . والخيارات الكبيره لا تبنى بمعزل عن ارادة الشعب .

الشعب له ان يريد والنخب والقيادات عليها ان تعمل وفقا لارادته وحسب .. لان الشعوب لم تعد قاصره بل هي من ادركت وبادرت وضحت وتصالحت وسوف تنتصر.
اوراس شمسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس