عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-15, 11:43 PM   #2
%الوحيد%
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-10
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 1,968
افتراضي

الجتوب العربي و إمارات الخليج ( من ص 77 الى 88)



كانت منطقة الخليج العربي و جنوب الجزيرة محورا للصراع الدولي سياسيا و أقتصاديا و تنازعت عليها منذ القدم القوى الدولية الطامعة في السيطرة العالمية و لقد أرهقت هذه المنطقة و تكبدت المتاعب الكثيرة و التضحيات الجسام فالمنطقة تتميز بالمراكز الاستراتيجية الهامة و بكثرة موانيها البحرية و الجوية المؤدية الى أرجاء العالم و بثروتها البترولية الهائلة و مخزونها الاحتياطي الوفير .



و المنطقة بالنسبة للوطن العربي شريان حياة و من أشد أقسامه انفعالا بأحداثة و قضاياه و تأثرا بتطوراته و مشكلاته و استجابة لدواعي القومية العربية النامية .



***



و إذا بدأنا حديثنا بعمان لوجودنا أن تاريخها مثقل بالاحداث الجسام منذ فجر التاريخ ذلك أن طبيعتها الخاصه أهلتنا للعمران البشري منذ العصور الموغلة في القدم حتى أن الرسول الكريم قال " من ضاق عليه الرزق فعلية بعمان ".



و كانت عمان تمثل جزءا من الدولة العربية الكبرى حتى انفصلت في مطلع العصر العباسي عن الدولة و أنفردت بنوع خاص من الحكم وهو نظام الامامة الديمقراطية بعد أن انتشر بينهم المذهب الأباضي و كانت الامامة انتخابية أي ينتخبه أفراد الشعب من أهل الرأي و العلم و يطيعونه ما أطاع الله و رسوله و اسر سيرة صالحة فأذا ما أخطأ خلعوه و إلا أن هذه الامامة أنقلبت الى أمامة ملكية وراثية ثلاث مرات في تاريخ عمان في عهد أسرة بني نبهان و الاسرة اليعربية و أسرة البوسعيد التي حكمت مسقط منذ عام 1741 و التي أتخذ حكامها لقب سلطان أو سيد بدلا من إمام منذ 1780.



و حدثت في عمان حروب داخلية كما أشتركت في حروب خارجية عديدة ...



فقد حارب العمانيون و العابسيين و هاجم القراطمة عمان في القرن العاشر ثم غزاها الفرس مرتين في 1265 و 1737 و سيطر البرتغاليون على مسقط في الفترة لبن 1508 و 1650 و هاجم الوهابين البلاد في 1803 و 1811.



كما تعرضت عمان للاستعمار الاجنبي منذ القرن السادس حين غزاها الفرس و القرن السادس عشر حين دانت مسقط نحوا من نصف قرن للبرتغاليين و عاود الفرس غزوهم لعمان في 1741 و 1743 حتى أجلاهم أل البوسعيد .



و في خلال القرن الثامن عشر كانت إمامة عمان أقوى دولة عربية في الجزيرة العربية و كان استقلالها و نفوذها معترفا به دوليا و كانت لها علاقات مع دول هامة كفرنسا و الولايات المتحدة و بدأ التدخل البريطاني عندما تفاقم الخلاف بين فرنسا و بريطانيا على التجارة و المستعمرات في المحيط الهندي ... و عندما نزل نابليون في مصر و بادرت بريطانيا إلى تحسين علاقاتها بعمان و عقدت أول معاهدة بين انجلترا و عمان في 1798 و بمقتضاها وافق الامام على إخراج الفرنسيين من أرضه و سمع لشركة الهند الشرقية بتعيين ممثل لها في مسقط ....



و عندما أحس سلطان مسقط خطورة تحالف الجواسم و السعوديين عقد مع الفرنسيين في 1807 معادة استبدلت في 1808 بتحالف أوثق و أصبح لفرنسا ممثل قنصلي في مسقط .



و كان آل بوسعيد قد حولوا الامامة الى سلطنة وراثية مما أغضب الشعب فقام بثورات داخلية مما اضطر آل بوسعيد الى الاستعانة بالانجليز لقمع هذه الثورات.



و في عام 1800 أصبح لبريطانيا في مسقط ممثل سياسي يفرض الوجود البريطاني في المنطقة و تعاون سلطان مسقط مع الانحليز على محاربة شيوخ الساحل الشمالي الغربي من عمان و إجبارهم على قبول الحماية البريطانية في 1820.



و في ظل الصداقة البريطانية التي ارتبطت بها سلطنة مسقط و الحصار الذي ضرب على الامامة في عمان أصبحت البلاد نموذجا للتخلف الاقتصادي و الركود الاجتماعي فقد خربت البلاد العامرة و خلت من أهلها و عمها الجهل ( على سبيل المثال بلغ تعداد السكان في مسقط 50 ألف يوم كانت من أوج أزدهارها و هي اليوم لا يزيد عدد سكتانها عن 5500)



و انتقل سلاطين آل بوسعيد الى الساحل و جعلوا مسقط عاصمة لهم بدلا من نزوى و استطاع سكان الداخل أن ينتخبوا إماما دينيا في مدينة الرستاق و ثم الانفصال فعلا بين الجبل و الساحل.



وقعت في 1916 و هي شبية معاهدات بريطانيا مع البحرين (1880-1892) و الساحل المهادن (1892) و الكويت (1899).



* * * *



و في شمال الخليج الفاصل بين شبة جزيرة قطر و ساحل الاحساء تقه جزر البحرين ( البحرين- المنامة –المحرق-يستره-أم نعسان).



و كانت هذه الجزر مأهولة بالقبائل العربية قبل الاسلام و قامت حروب طويلة بين عرب البحرين و الفرس و استطاع البرتغاليون أن يحكموا الجزر في الفترة بين 1507 و 1602 , ثم طردوا منها خلفهم الفرس الذين حكموا الجزر على فترات متقطعة ما بين 1602 و 1782.



و حكام البحرين الحاليون من قبيلة عتيبة النجدية خلفوا آل سلمان في الحكم منذ 1783, و قامت بينهم و بين الحكم الوهابي في نجد منازعات جديدة مع بداية القرن التاسع عشر .



و كان أول اتصال بين البحرين و بريطانيا في 1810 حين عقدت معاهدة بين البحرين و شركة الهند الشرقية إذ طلب شيوخ البحرين معونة البريطانيين لحمايتهم من الغزو الخارجي و لضمان الاستقرار الداخلي و لما كانت بريطانيا حريصة على تأمين تجارتها في الخليج العربي فقد رحبت بالدعوة ووقعت المعاهدة دون أن تمس استقالال الشيوخ الا أن هذه المعاهدة التي كانت بداية المعاهدات أفقدت البلاد استقلالها بالتدريج و منذ هذه المعاهدة و بريطانيا تسعى دائما لابعاد أي نفوذ أجنبي عن البحرين و من ذلك مثلا أنه لما استولى خورشيد باشا المصري على نجد أثناء الحرب بين السعوديين و قوات محمد على ثم اتجه البحرين للاستيلاء عليها تدخلت بريطانيا و أوقفت التقدم .



و من ذلك أيضا أن بريطانيا رفضت أن توقع اتفاقيا بين البحرين و الدولة العثمانية و أنها تدخلت ضد فارس و دعاوي الشاه بشرعية سلطتة البحرين .



و عندما طالب الشيخ محمد بن خليفة مساعدة فارس ضد أحد منافسيه من أفراد أسرته ثم عندما حاول الاعتداء على قطر لاختلافة مع شيخها محمد بن ثاني على مقدار الجزية حاصرت بريطانيا البحرين و عزلت الشيخ محمد بن خليفة و خلفه شقيقه على ابن خليفة الذي وقع مع بريطانيا اتفاقية في 1868 تعهد فيها بامتناعه عن العدوان و بعرض خلافاته مع جيرانه على القيم البريطاني ... و في سبتمبر 1869 عاد الشيخ المعزول الى البحرين فضربت البوارج البريطانية المنامة و المحرق و قتل على بن خليفة و عين عيسى بن على الذي حكم البحرين أكثر من نصف قرن و لكنه كان ضعيف الشخصية فشجع ذلك الدولة العثمانية على التفكير في ضم البحرين الى متصرفية الاحساء و لكن بريطانيا وقفت في وجه الدولة و رفضت ذلك .

و في 1880 وقع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة معاهدة الحماية و لا شك في أن هذه المعاهدة رغم اعترافها بالشيخ كحاكم مستقل الا انها نزلت بالحرين الى مرتبة المحميات فقد نصت على عدم دخول الشيخ في مفاوضات أو اتفاقيات مع الدول الا بموافقة بريطانيا , و على منع أية حكومة غير البريطانية من ايجاد تمثيل دبلوماسي أو قنصلي أو إنشاء مستودعات لوقود السفن دون اذن بريطانيا و موافقتها ...
__________________
من كوخ طلاب الحياة
كوخ الوجوه السمر شاحبة الجباه
يتصارع الضدان
لا المهزوم يفنى، لا وليس المنتصر ضامن بقاه

الجنوب العربي وطني
%الوحيد% غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس