[د.حسن صالح حسن (قمندان لحج )]

طمس المحتل المذهب الديني ( الشافعي ) لأبناء الجنوب
خاض الحاكم الزيدي القوي في شمال اليمن الحروب والغزوات ضد شعوب السلطنات و المشيخات الجنوبية الضعيفة المحاذية لبلاده والتي أرهقتها الحروب البينة وكذلك النزاعات الداخلية بين حكامها. وبالرغم من التمزق بينها الا ان العامل الديني المذهبي ( الشافعي )كان هو عامل القوة بينها في توحدها ضد الحاكم الزيدي . ويرجع الفضل في ذلك الى الدعاة الحضارم الذين نشروا هذا المذهب في مناطقها وبين شعوبها . وعندما يئس الحاكم الزيدى من السيطرة على تلك المناطق شعر ان قوة هذه المناطق تكمن في قوة مذهبهم الشافعي ولكي يسهل عليه التهامهم . اولا عليه التهام مركزهم الديني المذهبي الشافعي في حضرموت .فقد جهز قوة كبيرة لغزو حضرموت لالتهام ذلك المركز ولكن قبائل الجنوب تقاطرت لحماية مركزهم الديني وفي مقدمة تلك القبائل قبائل يافع التي كان لها الشرف الأكبر في حماية ذلك المركز الديني .
وخلال احتلال الجنوب من قبل بريطانيا شعرت تلك الشعوب بالأمان من خطر الحاكم الزيدي وبل أصبحت في حالة قوة بعد توحدها في دولة واحدة لها قوتها ونظامها وحدودها المعترف بها دوليا بعد الاستقلال .وبالرغم من ان النظام في الجنوب كان علمانيا الا انه حافظ وحمى المذهب الشافعي من اى اعتداء لم يسمح لاى مذهب من المذاهب الأخرى من التغلغل في أراضي الجنوب .
ولكن الحاكم الزيدي لن يسكت على هزيمته الماضية فقد انتهز أنصاره على الجنوب في حرب 1994م ففتح المعاهد في الشمال لمذهب وافد من خارج اليمن (المذهب الوهابي )وزج أبناء الجنوب في تلك المعاهد ووفر لهم المال والحماية وبعد التخرج أخلاء لهم المساجد في الجنوب وجعلهم يتصارعون هم وآباءهم حول مذهب سائد ومذهب وافد وراح شباب الجنوب أصحاب المذهب الوافد تحت الحماية الأمنية و المخابراتية في تكسير مزارات لدعاة العلم كانوا نورا في زمن الظلمات فقد عاثوا هؤلاء الشباب في الأرض وأهانوا كم من عالم دين وأغلقوا كم من مركز علم يشع علما ونورا للآخرين بأمر الحاكم وأجهزته .
مع علمنا ان هذا المذهب الوافد لم يسمح له بالانتشار في المناطق الشمالية وصمم فقط للمناطق الجنوبية . وبهذا العمل خلق صراع بين جيل الشباب وآباءهم في الجنوب . وهذا العمل هو مطب مفخخ لشعب الجنوب بعد الاستقلال.