عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-18, 12:43 AM   #1
ابن معن
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-30
المشاركات: 15
افتراضي الجلادون وحدهم في ساحة التسامح

الجلادون وحدهم في ساحة التسامح
بقلم/ فيصل الصوفي
اسرار برس

- ما حدث يوم 13 يناير 1986م شيء فضيع فقد قتل نحو (10) آلاف وجرح نحو (17) ألفاً وتشرد أكثر من ربع مليون قتل مناضلون بحجم / علي عنتر وصالح مصلح وعلي شائع هادي وعبد الفتاح إسماعيل، وأطيح برئيس دولة وأمين عام حزب .. جماعة تغدر وتقتل وجماعة تنتصر وتقتل الناس حسب بطاقة الهوية .. لقد كان ذلك ضرباً من الجنون .. نسيان ما يحدث أمر متروك للذاكرة، أما التصالح أو التسامح فأمر إرادي وممكن فعله .. وليت دعاة التصالح والتسامح صادقون وجادون في ذلك .. لكن للأسف هم لا يبدون كذلك.
- الحاضرون في ساحة التصالح والتسامح هم القتلة والجلادون والغائبون هم الضحايا ..تسامح ومصالحة يقوم بها الجلادون فيما بينهم، وحتى في هذه لم يفلحوا فأصواتهم واحدة وقلوبهم شتى .. وهم في دعوتهم للمصالحة والتسامح غير جادين لأن الدعوة مجرد شعار الغرض منه تجميع قوى الكراهية والمناطقية والبغض والشقاق .. لا يتجمعون لكي يتصالحوا ويتسامحوا بل لكي يثيروا الزوابع ويصنعوا المتاعب.
- عجبت من رجل حصيف مثل / علي ناصر محمد يقول بالمناسبة إن الشعوب الواعية تحول الإخفاق إلى نجاح باعترافها بأخطائها .. وهو مثل أولئك الذين يشكون في قدرة الناس على التمييز عندما يجمعونهم ويتحدثون إليهم قائلين كلنا أخطأنا وعلينا أن نصحح أخطاءنا بالتصالح والتسامح .. يا سادة الشعوب لا تخطئ، وما حدث في 13 يناير 1986م وما قبله وما بعده من أخطاء لم يرتكبها مواطنو المحافظات الجنوبية والشرقية بل ارتكبتها قيادات سياسية وعسكرية مغامرة تخلت فجأة عن الأممية وتمترست بالمناطقية والقبلية.
الشيء الوحيد الصحيح في كلام / علي ناصر ودعاة التصالح والتسامح هو قولهم إن الشعب واعٍ .. وهو فعلاً كذلك وما دمتم تعترفون له بهذه الحقيقة فكيف تشكون في قدرته على إصدار أحكام صحيحة؟.
- جربوا أن تكونوا جادين وصادقين وتعنوا ما تقولون في قضية التصالح والتسامح، فهذه أخلاق مطلوبة وستجدون من يقف إلى جانبكم لتحقيق ذلك، ولن تكونوا جادين ولا صادقين ولن يساعدكم أحد إذا أبقيتم على شعار التسامح والتصالح عنواناً للأنشطة الفوضوية وإثارة الفتن والتمترس المناطقي ونشر خطاب الكراهية.
أي تصالح وتسامح حقيقي ينبغي أن يكون هدفه طي الصفحات السوداء في التاريخ وهذا الهدف لن يتحقق على أيدي الجلادين وحدهم دون ضحاياهم، كما لا يمكن أن يحققه حملة الخطاب الفئوي والمناطقي .. ودعاة الكراهية والفتن.
ابن معن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس