عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-01, 07:00 PM   #1
عبدالسلام بن عاطف جابر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-14
المشاركات: 896
افتراضي عوامل الثورة الناجحة و السلام عليك يا باعوم

عوامل الثورة الناجحة

القيادة القوية : -


أعظم ما ميز قضية جنوب السودان هو الثبات على الهدف , صحيح أن الطرق تعددت , و التكتيكات كثرت , لكن الهدف ظل ثابتاً لم يتغير . و ثبات الهدف و وضوحه للأمير و الغفير في قضية جنوب السودان , و صدق القيادة و تفانيها , و تجارب الشعب لها , توَّلد عنه ثبات للقيادة , أنعكس على ثقة الشعب بها , و نتيجة للثبات و التجارب و الثقة المتبادلة بين الشعب و قيادته ظهرت قوة القيادة في جنوب السودان بصلابة و قوة في قيادة الثورة . فحقق السودانيون الجنوبيون في أول ثورتهم أحد العوامل الرئيسية الثلاثة في نجاح الثورات و هو عامل القيادة القوية المتماسكة الثابتة , و استطاعت هذه القيادة القوية أن تخلق العاملين المتبقين من العدم .

و هنا يخطر للمراقب للثورة الجنوبية اليمنية (الحراك الجنوبي) عدة أسئلة :

السؤال الأول : هل لدينا قيادة قوية ؟
السؤال الثاني : هل لدينا قيادة ثابتة و متماسكة ؟
السؤال الثالث : هل لدينا قيادة أصلاً ؟

الشرعية : -

ظهر في الآونة الأخيرة مصطلح ( الشرعية الثورية ) و الذي تصنعه الجماهير الثائرة , و أصبح هذا المصطلح في هذه الفترة طاغي على غيره من الشرعيات , فتقدم على الشرعية الدستورية , و على شرعية الانتخاب . فأقر بهذه الشرعية كل المهتمين , و أصبح يدور في الألسن و في الإعلام كواقع , فنجد الأمم المتحدة و جامعة الدول العربية و الدول العظمى و دول المنطقة جميعها يقبل هذا المصطلح كأمر حاكم للنزاعات .

بالمقابل نجد أن الثورة الجنوبية هي الوحيدة التي جمعت بين كل الشرعيات ( الشرعية الدستورية : علي سالم البيض آخر رئيس للجنوب و قد أنظم للثورة ) ( الشرعية الثورية : أقرت كل مكونات الثورة الجنوبية <الحراك الجنوبي> برئاسة علي سالم البيض ) ( شرعية الانتخاب : انتخابات 1993 جعلت علي البيض رئيس الشراكة الجنوبية في دولة الوحدة )

فإذا علمنا اليوم أن الشرعية الثورية في مصر و تونس أسقطت بثورتها السلمية بالنظامين , و مازالت على الأرض تفرض الأمر الواقع فتحاكم من تحاكم و تغير القوانين , و تضع آلية عمل السلطة . و في اليمن و سوريا فرضت الشرعية الثورية أمراً واقعاً على الأرض جعلت العالم أجمع يعترف بهما و يفاوضهما . و في ليبيا استطاعت الشرعية الثورية أن تعلن الدفاع المسلح عن الثورة الشعبية الليبية و بعد أكثر من شهر من بدء القتال , فرضت على العالم الوقوف إلى جانبها و اليوم أكثر من 30 دولة منها دول عظمى تعترف بالنظام الجديد الذي يستند إلى الشرعية الثورية .

و هنا يخطر للمراقب البعيد و القريب و المواطن البسيط عدة أسئلة :

ماهي الشرعية التي يريدها الرئيس البيض و فريقه ليتحرك بعد أن ملك كل الشرعيات ؟؟؟
هل هناك من يعمل على حصار الرئيس البيض في دائرة التردد ممن هم حوله ؟ و ماهي مستوى كفاءتهم ليبقيهم إلى جانبه ؟
الشعب الثائر :


أنا كجنوبي مرتبط بالناس جميعاً , النخبة السياسية الجنوبية في السلطة و كل المعارضات و الحراك الجنوبي , و مع أفراد الشعب الجنوبي بكل أنواعه ( رجال أعمال – مغتربين – أكاديميين - عمَّال – فلاحين ...... الخ ) أستطيع أن أقول جازماً أن أغلب الشعب الجنوبي هم مع فك الارتباط , و ما يمنع البعض من التصريح بذلك فشل القيادة التي تصدرت صفوف الثورة الجنوبية و عدم ثقتهم بها . و لكن الأكيد أنهم جميعاً مع فك الارتباط .

ختاماً , هل يحق لنا أن نقول للشعب الجنوبي أن عاملين من عوامل الثورة الناجحة متوفرة و بأعلى درجاتها ( عامل الشعب الثائر و عامل الشرعية ) و لم يتبقى لنا إلاَّ العامل الثالث ( عامل القيادة القوية المتماسكة و الثابتة على الهدف ) !! و على القيادة الجنوبية أن تعلم علم اليقين أن عوامل نجاح الثورة لن تظل متوفرة إلى أبد الآبدين , و لن يستمر الشعب الجنوبي راضياً بالوضع القائم و أكثر ما نخافه أن يتوجه الشعب إلى الخيارات منقوصة الحق .

إنَّ الأهداف العظيمة لكي تتحقق بحاجة إلى عظماء بحجمها , و القيادات الضعيفة تهدر الأهداف العظيمة , و البطانة الفاسدة الضعيفة الفاشلة تمسخ القيادات العظيمة
و القيادات القوية تستطيع تحقيق الأهداف المستحيلة , فبقوتها و عبقريتها يصبح المستحيل ممكناً و سهلاً .

السلام عليك يا زعيم الأمَّة أبو الشعب الجنوبي الوالد حسن باعوم
السلام عليك في سجنك و نقول لك صيام مقبول و ذنب مغفور و كل عام و أنت زعيم إلى أبد الآبدين .




عبدالسلام بن عاطف
1 رمضان 1432
1 أغسطس 2011
عبدالسلام بن عاطف جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس