عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-01-16, 12:32 AM   #1
مدفع الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-21
الدولة: الجنـــــوب العربي
المشاركات: 8,167
افتراضي 13يناير من جديد في الواجهة ... السلطة أغلقت الشوارع وفتحت المعتقلات


13يناير من جديد في الواجهة ... السلطة أغلقت الشوارع وفتحت المعتقلات
بقلم / فؤاد مسعد - المكلا برس التاريخ: 15/1/2009
ما إن قررت بعض الفعاليات الجنوبية اعتبار يوم 13 يناير يوما للتصالح بين أجنحة ٍ تصارعت في ذات التاريخ حتى قررت السلطة - اعتماداً على آلة القمع المعتادة لديها - اعتبار اليوم نفسه موعداً للتنكيل والمواجهة مع جملة المطالب التي تتحين الفرص للتعبير عن نفسها وحقها في تصدر المشهد سواء ما يتعلق منها بالحقوق أو الشراكة بما هي عقد آل أمره إلى الانفراط حينما هبت أدوات الحرب لتعزف أغنية الوحدة المعمدة بالدم والبارود والإقصاء والتسريح ... والبقية تأتي .
إن قرار مواجهة الهتاف الغاضب بالرصاص الحي والقاتل ليس قرارا صائبا ما دام ومن يستهدفهم رصاص الموت لم يحملوا السلاح ولم يعلنوا العصيان، ومتى كان للهراوات أو القنابل بأنواعها أن تسكت الهتاف ما دام والباعث على الصراخ لا يزال شاخصا ومحرضا؟
لماذا تصر السلطة على انتهاج ذات الأساليب التي ثبت فشلها على امتداد سنوات الحكم الممتدة فوق صفيح ٍ ساخن من الأزمات المتراكمة والتي صارت لفرط تراكمها ابرز سمات السلطة الحاكمة، وهل صدق خصومها حينما اتهموها بأنها تدير البلد بالأزمات؟
لمصلحة من تشرع آلة القتل و القمع والانتهاك في تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني بينما البلاد في أمس الحاجة لتضميد ما نزف من جراحها؟
في فعالية سابقة دعت لها أحزاب المشترك تحولت صنعاء إلى أرضٍ مفتوحة لمواجهة غير متكافئة بين طرفين احدهما يحمل لافتة وشعارا بينما الآخر تم تجهيزه بمختلف أنواع الأسلحة وكافة أشكال التحريض والتعبئة الخاطئة، خطف الصحفيون وضربوا، تكسرت أصابع بعضهم قبل أقلامهم لان حراس هيكل الديمقراطية لا يحتملون رؤية مجاميع تتهم الحاكم بسوء الإدارة!!
وأمس الأول كان الأشاوس يزرعون الرعب في جنبات عدن المدينة التي قيل أنها كانت يوما مسالمة وأهلها طيبون، أغلقت الشوارع على اتساعها وفتحت أبواب السجون ليتكدس المئات في حجراتها الضيقة، طورد الناس في الطرقات وزج بهم في المعتقلات في سلوك يؤكد أن متنفذي السلطة لا يزالون يجربون أدوات ثبت من خلال التجربة أنها عقيمة وأكثر من فاشلة.
يحاول الناس طي صفحات الماضي لكن السلطة تعيدهم إليه وتعيده إليهم كما لو أنها لا تريد لهم الفكاك من أسره، وما ذكرى يناير إلا واحدة من تلك الشواهد الحاضرة بقوة للتأكيد على أنها – السلطة – يحلو لها الرهان على ذكريات الدم وذاكرة البارود في إشارة لعجزها عن القيام بوظائفها الأساسية وإلا لما تركت خطط التنمية تتراجع لتمدد في المقابل خرائط الانتشار الأمني، تضيق دائرة الخدمات في الوقت الذي تتوسع دائرة الانتهاكات مع أن حاجة الوطن وأبنائه للأولى أكثر.
__________________
مدفع الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس